«طمبق» يحوّل الألعاب الذكية لشباك تحرش بالأطفال

  • 7/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دواودالكثيري مرام مبارك - جدة A A أدارت «ممارسات طمبق» العيون صوب أخطر القضايا وأكثرها كراهـة والمتمثلة فى استغلال الأطفال - جنسيًا - عبر ألعاب البلاستيشن، وبدأ الكل ينظر إلى نافذة الرقابة المشرعة والمتابعة الغائبة داخل البيوت، التي يتسلل من خلالها ضعاف النفوس ليعبثوا بالصغار ممن لا يملكون حيلة من أمرهم ومع العقوبات التي تطال المتحرشين والتي قد تصل للسجن والغرامة معًا، إلا أن هؤلاء استغلوا الألعاب الإلكترونية لتكون الشباك البديلة للاصطياد أو البوابة التي تؤهلهم للدخول لخلوها من الحارس اليقظ. حكاية الشاب المسمى طمبق دقت ناقوس الخطر وحركت المجتمع- على اختلاف شرائحه - للمطالبة بإطلاق حملات توعوية يقوم عليها متخصصون تستهدف حماية الأطفال من «التحرش»، الذي يبدأ بلعبة إلكترونية وينتهي بمصير دام ومؤسف.. المدينة تفتح الملف الساخن وتقف على آراء الخبراء والمختصين لمعرفة أسباب الظاهرة وتداعياتها المستقبلية. قانوني: 3 سنوات سجنا و100 ألف غرامة عقوبة المتحرش بالصغار المحامي عبدالكريم القاضي قال: إن مثل هذه القضايا تندرج تحت نظام التحرش والذي صدر مؤخرًا، حيث وضّح عقوبات المتحرشين، كما نوّهت النيابة العامة عبر حسابها في تويتر الأسبوع المنصرم، حيث غُلّظت العقوبة إذا كانت جريمة التحرش على الأطفال أو المعتوهين أو القُصّر فاقدي الأهلية، وذلك بالسجن 3 سنوات وغرامة مالية لا تقل عن 100, 000 ريال، أو بإحدى العقوبتين أو بهما جميعًا، كما تركت للقضاة ناظري الدعوة أيضًا الحكم بالتعزير فيما يتعلق بالحق العام». وحول آلية التقدم بشكوى للأطفال ضحايا التحرش والاستغلال الجنسي، قال عبدالكريم: يتقدم ولي أمر الطفل الذي أصابه الضرر بشكوى إلى قسم الشرطة، التي تقوم بدورها مع جهات الاتصالات المعنية بتحديد هويّة الشخص عبر الوسائل المتبعة لديهم، ومن ثم الأمر بالقبض عليه وإحالته لجهة التحقيق بعد القبض عليه (النيابة العامة)، ومن ثم تُستكمل إجراءات المحاكمة لدى المحكمة المختصة ممثلا بالمحكمة الجزائية بعد تثبيت الإدانة وتوجيه التهمة». اجتماعي: غياب الرقابة على الأطفال يوقع الطفل في فخ الاستغلال شدد المحلل الاجتماعى والمتخصص في القضايا الأسرية والمجتمعية الدكتورهاني الغامدي على أهمية الرقابة الأسرية على الأطفال خاصة في الفترة العمرية من 5- 12 عامًا، التي تشهد تشكيلا لسلوكيات الطفل، لافتًا إلى ضرورة الاقتراب منهم ومعرفة أصدقائهم والأشخاص المؤثرين فيهم، وأوضح الغامدي لـ»المدينة»: يجب أن يقوم أولياء الأمور بالرقابة المستمرة بشكل أو بآخر حيال ما قد يواجهه الأطفال من السلوكيات المختلفة التي تحتاج إلى رقيب بشكل مباشر، خصوصًا أن المراقبة ضرورية وبقوّة في السن الواقع بين 5 – 12 عامًا، التي تعتبر فترة خطيرة، التي يجمع فيها الطفل كل سلوكياته من خلال التطبيق والملاحظة لما يشاهده من أقرب الدوائر له ممثلة بأهله، وأضاف «هناك البعض من البيوت قد يحصل قصور لديها في متابعة أبنائها وبناتها ومراقبتهم، وبالتالي يخرج هذا الطفل بحكم نظرته الطبيعية لهذه الفترة من عمره من أن يراقب ويطبق ما يراه من بعض مما هو حوله فيعتنق بعض الأفكار، والتي قد تأتي من خلال الألعاب، لافتًا إلى أن البعض قد يتعجب من كيفية انصياع الطفل وتنفيذ ما يؤمر به، وهذا أمر طبيعي في هذه المرحلة العمرية، من خلال هذه النافذة الخطيرة يمكن الدخول بعملية التحرش بالأطفال». نفساني: الفجوة بين الأهل والطفل السبب الأول لاستغلاله جنسيا.. أرجع بلقاسم أحمد البركاتي، مدير وحدات الخدمات الإرشادية بوزارة التعليم، وعضو مؤسس بجمعية طفولة آمنة أسباب اقتحام حياة الأطفال واستغلالهم جنسيًا إلى وجود فجوة بين الأطفال والأهل. وقال: إن انتشار قضية استغلال الأطفال جنسيًا وفكريًا عبر التقنية الحديثة والدخول إليهم عن طريق الألعاب الإلكترونية بطرق مدروسة تستخدم مستحدثات التقنية لتدميرهم واستغلالهم لا يتم إلا إذا كان الأهل لا يسعون إلى تثقيف أنفسهم إلكترونيًا ولا إلى معرفة مستجدات الألعاب والجروبات، التي يتعامل معها أطفالهم عبر الأجهزة الذكية، التي تكون في بدايتها متجمعا لهواة اللعبة تتحول بعد ذلك إلى مجموعات ابتزاز قذرة.. ويضيف البركاتي: لابد من تضافر الجهود بين الأهل والمدرسة ووسائل الإعلام لإنقاذ الأطفال من براثن الاستغلال، حيث إن لهم دورا كبيرا في التوعية وصقل شخصية الطفل، فالطفل لا بد أن يستطيع تكوين رقابة ذاتية لديه ولن يكون ذلك إلا بمناقشة مثل هذه القضايا معه بكل وضوح وشفافية بعيدًا عن التطرق إلى مثل تلك المواضيع باستحياء. وبسبب عدم وجود لغة حوار مشتركة بين الأهل والطفل ظهرت مثل تلك القضايا الضخمة التي كبرت نتيجة تأخر الأهل في اكتشافها. وأكد البركاتي على ضرورة استغلال الطاقات الشابة المسلمة لتصنيع ألعاب إلكترونية محلية وطنية تمتاز بكفاءة عالية من حيث ملامسة الطفل وإقناعه تتميز بأنها مدروسة تأخذ بعين الاعتبار الخصائص النفسية لنمو الطفل ومعرف توجهاته وذات حماية عالية تضاهي تلك الخارجية التي في غالبها تدمير خفي.

مشاركة :