فيما قبض الأمن على شاب سعودي من مواليد 1412 بعد توفر أدلة على تورطه بالتحرش الجنسي بالأطفال عبر ألعاب الفيديو تحت مسمى «طمبق»، أكد استشاري الطب النفسي عاطف قيناوي لـ «مكة» أن استدراج الأطفال والتحرش بهم وتصويرهم وابتزازهم وتهديهم من خلال ألعاب الفيديو لا يقل خطورة عن الألعاب التي جرى التحذير منها كالحوت الأزرق.وأضاف «بل يكمن اعتبار متصيدي الأطفال من خلال الألعاب الالكترونية حيتانا من كل الألوان والأشكال بل قد يكونون سببا في تفكير الطفل في الانتحار وإقدامه عليه، ويجب على الأهالي التنبه لهم ولخطرهم ومنع أبنائهم من إضافة من لا يعرفون، وتوعيتهم».إدمان الانترنتوبين أن الطفل الذي يتعرض لذلك، تظهر عليه أعراض العزلة، الاكتئاب، انخفاض المستوى الدراسي، توتر علاقاته مع محيطه، فقدان الثقة، العدوانية، تدريجيا يتحول أيضا لمتحرش بمن هو أصغر منه بذات الطريقة وقد يجري ضمه كعضو في شبكة تحرش بالأطفال من خلال ألعاب الفيديو.وشدد على أن الطفل يصاب بإدمان الانترنت، إضافة للأعراض السابقة مما يتطلب خطة علاجية محكمة ومكثفة، وقد لا يفيد العلاج النفسي السلوكي والدوائي التقليدي في تحسن حالته.عقوبة مشددةمن جانبه قال المحامي والمحقق السابق بالنيابة العامة نايف آل منسي للصحيفة إن عقوبة جريمة المتحرش المرتكبة قد تصل للسجن بين عامين إلى خمسة أعوام وغرامة 300 ألف ريال، كونها تخضع لنظام مكافحة التحرش باعتبار أن المادة الأولى من النظام أوضحت المقصود بالتحرش بأنه «كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي تصدر من شخص تجاه أي شخص آخر تمس جسده أو عرضه أو تخدش حياءه بأي وسيلة كانت بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة». وتابع «هذه الجرائم تعد من أخطر أنواع الجرائم التي تضر بالمجتمع، خاصة إذا ارتكبت بحق أطفال لا يدركون مضامين هذه الأفعال، وقد يقودهم ذلك إلى الوقوع كضحايا في شباك المتحرشين، مما يؤدي إلى الاعتداء عليهم جنسيا، وحتى لو لم تتطور الحالة للممارسة الجنسية فإن مجرد التحرش يخدش طفولة أولئك، ولذلك فإن النظام شدد على ذلك فجعل العقوبة المقررة تتحول من كونها السجن لمدة عامين إلى السجن لمدة خمس سنوات وبالغرامة عندما يكون المتحرش به طفلا كما نصت على ذلك المادة 6 فقرة 2/‏أ، وكذلك قررت نفس العقوبة حينما يكون التحرش متضمنا للشذوذ الجنسي بأن يكون المتحرش والمتحرش به من جنس واحد كما في ذات المادة فقرة 2/‏هـ كما أن الفقرة 1 أوضحت أن هذه العقوبات لا تمنع تطبيق أي عقوبات أخرى تستوجبها أحكام الشريعة الإسلامية أو أي أنظمة أخرى قد تتضمن عقوبة أشد.الوصول للجانيمن جانبه أوضح مدير قسم الأمن الالكتروني بأحد مواقع الانترنت فيصل اليوسف أن أكثر الألعاب الالكترونية الثنائية أو الجماعية الحديثة تمكن اللاعب من مشاركة اللعب مع لاعب أو أكثر عن بعد عبر الانترنت ومن الدردشة معهم دون رقيب، وقد تكون الدردشة صوتية أو نصية أو بالفيديو، فيتواصل مع مجهول بمسمى وهمي يمنحه الثقة مع مرور الوقت ليستغله ضعفاء النفوس لانتهاك خصوصيته، واستدراجه للتحرش عن بعد ومباشرة وابتزازه.وحول سرعة القبض على «طمبق» رغم اتخاذه اسما وهميا بعد ساعات من مطالبة النائب العام بالقبض عليه، قال اليوسف «لكل جهاز يرتبط بالانترنت عنوانان، عنوان افتراضي IP Address وعنوان حقيقي MAC Address، العنوان الحقيقي الأصل أنه ثابت لكل جهاز مصنعيا، بينما العنوان الافتراضي يمنح من قبل مزود خدمة الانترنت للمتصل، وقد يكون ثابتا أو متغيرا، ولكلا العنوانين تاريخ وساعة معينة تحفظ في ملفات تسجيل log files وفي حالة ظهور أي جريمة الكترونية أو حاجة لتقصي المعلومة يرجع فريق الأدلة الجنائية الالكترونية Digital Forensics لها بسهولة فيعرف من؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟ ولماذا؟ وماذا حدث بالضبط؟، حتى لو كان القائم بالجريمة محترفا في تغيير عنوانه الافتراضي ليظهر أنه من دولة مختلفة عن طريق الشبكات الافتراضية الشخصية VPN فيمكن معرفة هويته عن طريق عنوان الجهاز الحقيقي، ولو وصل احترافه لتغيير عنوان جهازه الحقيقي فيمكن فضح هويته عن طريق اتفاقيات المشاركة الدولية للمعلومات بين الجهات المختصة بتتبع عنوانه الافتراضي الذي استخدمه كبديل.