عواصم - وكالات - أعلنت الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، باستثناء الولايات المتحدة، أنها تؤيد حق طهران في تصدير النفط والغاز رغم تهديد العقوبات الأميركية عقب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق.في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه «حان الوقت لمواجهة الحقائق حول نظام طهران الخبيث».وكتب بومبيو، عبر حسابه في «تويتر» فجر أمس، «جلب النظام الإيراني المعاناة والموت إلى العالم وشعبه. ففي أوروبا فقط تسببت الاغتيالات والتفجيرات وغيرها من الهجمات الإرهابية التي ترعاها إيران بآثار لا تحصى... نأمل أن يثير الأوروبيون ذلك مع (الرئيس الإيراني حسن) روحاني و(وزير الخارجية محمد جواد) ظريف خلال جولتهما الأوروبية».أرفق بومبيو صورة مع تغريدته، ورد فيها قائمة بـ «الأعمال الإرهابية التي رعتها إيران في أوروبا بين العامين 1979 و2018»، فيما شرحت الخارجية الأميركية القائمة بالتفصيل، وذكرت العمليات التي قامت بها أجهزة الاستخبارات الإيرانية والميليشيات التي تدعمها، مثل «حزب الله» اللبناني، من تفجير واغتيالات وأعمال خطف وقتل ضد معارضي النظام الإيراني أو أهداف لأميركا وحلفائها. وفي فيينا، ذكرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، في بيان مشترك مع إيران، أمس، أنها لا تزال ملتزمة بالعلاقات الاقتصادية مع طهران بما في ذلك «استمرار صادرات ايران من النفط والغاز» وغيرها من منتجات الطاقة. وهذا التعهد الذي قطعه وزراء خارجية الدول الخمس التي لا تزال طرفاً في الاتفاق النووي، شكل جزءا من 11 هدفا تم تحديدها خلال الاجتماع لانقاذ الاتفاق.وجاء في بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع، انه بعد اكثر من ساعتين من المناقشات «في اجواء بناءة وتتسم بالثقة» نشر المشاركون في الاجتماع لائحة من 11 هدفا ترمي الى «توفير حلول عملية للابقاء على تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع ايران».وبين هذه الاهداف، علاوة على دعم صادرات النفط الايراني «الحفاظ والابقاء على قنوات مالية فاعلة مع ايران، واستمرار عمليات التبادل بحرا وبرا وجوا وعبر السكك الحديد، وتطوير تغطية الائتمان عند التصدير، ودعم واضح وفاعل للمشغلين الاقتصاديين الذين يتاجرون مع ايران... وتشجيع الاستثمارات الجديدة في ايران، وحماية المشغلين الاقتصاديين لجهة استثماراتهم وانشطتهم المالية في ايران». لكن الدول الموقعة على البيان، لم تحدد الوسائل العملية لرفع هذا التحدي، في وقت بدأ شبح العقوبات الأميركية يدفع مستثمرين اجانب الى مغادرة ايران. وأكد البيان ان هذه الدول ستعمل لاعداد «حلول عملية عبر جهود ثنائية».من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إن «القوى العالمية وإيران اتفقت على مواصلة المحادثات التي تشمل إجراءات اقتصادية في شأن كيفية إنقاذ الاتفاق النووي».وأضافت أن «جميع الأطراف ستواصل بحث سبل إنقاذ الاتفاق» رغم إعادة فرض عقوبات أميركية على طهران. واعلن ظريف اثر اجتماع فيينا، ان شركاء طهران في الاتفاق النووي اظهروا «ارادة سياسية لمقاومة» الولايات المتحدة. وقال: «ما لاحظته خلال هذا الاجتماع ان جميع الاعضاء، حتى الحلفاء الثلاثة (لواشنطن اي برلين وباريس ولندن) تعهدوا، ولديهم الارادة السياسية لاتخاذ اجراءات ومقاومة الولايات المتحدة» التي انسحبت من الاتفاق النووي في مايو.وكانت طهران استبقت الاجتماع بالاشتراط على القوى العالمية بتعويض بلاده بشكل كامل عن الخسائر الناجمة عن العقوبات الأميركية لإقناعها بالبقاء في الاتفاق المبرم في العام 2015.وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى، في تصريحات لوكالة «رويترز» أمس، «نحن مستعدون لكل الاحتمالات... انهيار الاتفاق سيزيد التوتر في المنطقة، وعلى الموقعين الآخرين التعويض عما أحدثته العقوبات الأميركية».وفي السياق، اعتبر روحاني في اتصال هاتفي مع المستشار الألمانية أنجيلا ميركل، أن حزمة الاتحاد الاوروبي «مخيبة للآمال» و«غير كافية» لإنقاذ الاتفاق، كما أشار في اتصال آخر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن «رزمة المقترحات الأوروبية حول استمرار مسيرة التعاون في الاتفاق النووي لا تتضمن جميع مطالب» طهران. من ناحيته، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، طهران بالكف عن تهديدها بعدم الوفاء بالتزاماتها إزاء الاتفاق النووي. على صعيد آخر، أعلنت الاستخبارات الهولندية طرد اثنين من موظفي السفارة الإيرانية في أمستردام. وقال ناطق: «بوسعنا التأكيد أن هولندا طردت شخصين معتمدين لدى السفارة الإيرانية».
مشاركة :