«بعد انتفاضة الفقر التي تشهدها إيران خلال 10 أيام وارتفاع لافتات (الموت للطاغية)، إضافة إلى حرق صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وسقوط قتلى على يد الأمن الإيراني، أصبح أكيداً أمام الجميع أن إيران تدار بنظام ديكتاتوري». جاء ذلك، في مقال نشر بصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية للكاتب بريت ستيفنز، كرد على من كان يتساءل خلال السنوات الماضية إن كانت هناك ديمقراطية في إيران أم أنه يتم إدارتها بنظام قمعي. وذكر ستيفنز، في مقاله، أنه أصبح مطلوباً من الجميع إعادة صياغة طريقة التفكير تجاه النظام الإيراني وحقيقته، بعد أن كشفت التظاهرات الوجه القمعي الذي كان متخفياً وراء رضا الشعب الإيراني ودعمه غير المحدود، والذي اتضح أيضاً أنه غير حقيقي. وأشار الكاتب الأميركي إلى أن «السؤال الأصح حالياً هو ما نوع الدكتاتورية التي تحكم إيران؟ فلا يجب أن نعتمد فقط على نظرة وسائل إعلام الغرب التي اقتصر اهتمامها فقط في السنوات الماضية على موضوعات مثل امتلاك إيران السلاح النووي وتخصيبها اليورانيوم، وتمويلها (حزب الله) ودعمها (الرئيس السوري) بشار الأسد وتسليحها ميليشيا الحوثي». فيجب بالإضافة إلى جميع ما سبق -وفق الكاتب- أن نضيف للنظرة الموجهة لإيران حقيقة نظامها القمعي، التي تجلت في الأشهر الأخيرة من 2017، بداية من تكرار سجن الإيرانيين أصحاب الجنسية المزدوجة بتهم ملفقة، مثل قلب نظام الحكم والجاسوسية، ووصولاً للانتفاضة الإيرانية التي أطلق عليها انتفاضة الفقراء. وقال «ومع وضع جميع المشاهد في الاعتبار يمكن إيجاد وصف مناسب للنظام الديكتاتوري الذي يحكم إيران حالياً؛ بوصفه نظاماً (كليبتوقراطياً)، وهو مصطلح سياسي يعني نظام حكم اللصوص، وينطبق على الحكومة التي تراكم الثروة الشخصية وتعظم من السلطة السياسية للمسؤولين الحكوميين والقلة الحاكمة، على حساب الجماعة دون حتى السعي إلى خدمتهم، وهو ما يصف أسباب ما تشهده إيران من تظاهرات حالياً». ودلل ستيفنز، في مقالته، على نظريته بالاعتماد على تقرير سابق نشرته وكالة «رويترز» عام 2013، يكشف عن مصادر جمع الثروة الخفية للمرشد الإيراني عن طريق الجمعيات الخيرية، التي نجح من خلالها في جمع ثروة قد تقدر بـ93 مليار دولار. وقال ستيفنز، نقلاً عن التقرير، إن الأمر وصل إلى امتلاك هذه الجمعيات الحق بمصادرة الممتلكات والأراضي باسم المرشد الإيراني في أي وقت ودون سبب. وذكر أن الانتفاضة الإيرانية تدل على أن الإيرانيين أدركوا خداع النظام لهم، والسرقة التي تعرضوا لها خلال سنوات كانوا فيها عاجزين عن استرداد حقوقهم أو حتى الدفاع عنها.
مشاركة :