سلطان النيادي: الدراما ليست حكراً على الصف الأول

  • 7/7/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي : زكية كرديخياراته كانت دومًا محط الأنظار، فقد آمن منذ البدء بأن الدراما يجب أن تنبع من الشارع..من هموم ومشاكل الناس في كل مكان لتحركها وتغير واقعها، كما يؤمن بدوره كمنتج بتغيير واقع الدراما الإماراتية وخلق فرص جديدة للمواهب الشابة لتقدم نفسها وتتعلم، وهذا ما اعتدنا أن نشاهده في معظم أعمال الفنان الإماراتي والمنتج سلطان النيادي الذي يشاركنا استراتيجيته وهمومه وتفاؤله هنا.. في السطور التاليةيعتمد مسلسل «طماشة» في تكوينه على النقد الساخر، وهذا التقليد كان معتمدًا قبله منذ مسلسل «حاير طاير»، فيتولى النيادي مهمة البحث عن المواضيع التي تهم الناس وتسلط الضوء على همومهم ليعالجها بطريقته الكوميدية، فيصطاد أي قصور يقع في المؤسسات والدوائر الرسمية ليوجه الأنظار إليه، ويلقى الرد والعلاج في الحال إلى أن وصل إلى مرحلة يصعب فيها العثور على سلبيات تستحق طرحها في المسلسل كقضايا تستدعي الحل، وهذا عائد إلى الاستجابة السريعة لحل كل أوجه القصور والعمل على تلافي وجود السلبيات في العمل، وهذا ما يلامسه على أرض الواقع كل من يعيش في الإمارات.يقول النيادي: إذا توقفنا اليوم فنحمد الله أننا توقفنا ونحن في القمة، وهذا يتوقف طبعًا على توافر شروط استمرار العمل الذي يعتبر متعبًا من الناحية الإنتاجية ومن الناحية الكتابية، وهذا بحكم حاجته إلى الكثير من مواقع التصوير والشخصيات لطبيعة حلقاته المنفصلة، وكأننا نعمل على إنجاز فيلم جديد مع كل حلقة، لكن مع هذا أحب أن أوضح أن المسلسل لم يتوقف بعد، ولم يطلب أحد أن نوقفه أو نلغيه، وعن أجمل حلقات المسلسل التي تركت وقعًا في نفوس المشاهدين يذكر أن حلقة «الكرامة» التي سلط الضوء فيها على موض`وع «الخدمة الوطنية» كانت من الحلقات المؤثرة جدًا، وهذا ما لامسه على أرض الواقع في زيارته لليمن، حيث كان الناس يطالبونه بالحلقة ويشيدون بها، ما أثار فضول الشاعر راشد الرميثي الذي كان يرافقه في الزيارة، فاستفسر منه عن الحلقة، وبعد مشاهدتها عاد متأثرًا جدًا بأسلوب الطرح والمعالجة التي استطاعت أن تلامس الواقع كما وصفها حسب تجربته الشخصية.لكن مع كل الحضور والشعبية التي حققها «طماشة» وغيره من الأعمال الكوميدية التي قدمها النيادي خلال مسيرته الفنية كممثل وكاتب ومنتج برفقة رفيق مشواره الفني الفنان جابر نغموش، يذكر أن مسلسل «زمن طناف» يبقى حيًا وحاضرًا؛ لأنه يتكلم عن مرحلة مهمة في تاريخ الإمارات، متناولاً الفترة ما بين 1973 و 2010، ويقول عنه: هذا العمل له وقع خاص في نفسي، وأعتز به ما حييت، فما يزال الناس إلى اليوم يتحدثون عنه، فقد تصدر حينها استفتاء جريدة «الخليج» الغالية على قلوب الجميع، واستطاع أن يحظى بتقييم أفضل مؤلف وأفضل ممثل وأفضل مخرج.عن المقاربة والمقارنة بين «البشارة» و «طماشة» والتي أحب بعض المهتمين أن يجريها، أوضح النيادي أنه لا علاقة لأي منهما بالآخر لا من ناحية الشكل ولا المضمون، لكن تعلق الجمهور وعلاقته الوطيدة بالعمل «طماشة» يجعله يبني مثل هذا النوع من التصورات، وهذا لا يجب أن يجعلنا أسرى لمسلسل واحد.وبمناسبة الحديث عن مسلسل «البشارة»، لا بد من التوقف عند الوجوه الجديدة التي قدمها العمل ومنها الفنان أحمد الصالح الذي شكل ثنائيًا جميلًا مع الفنان جابر نغموش في أول ظهور درامي له، إلاّ أنه ليس بعيدًا عن التمثيل، فقد تمكن من تحقيق نجاحاته في السينما من خلال أعمال عدة، وهذا ما جعله مرشحًا لهذا الدور، وأيضاً كانت هناك أسماء أخرى استطاعت أن تلفت الانتباه مثل الفنانة ميثا محمد وهو الظهور الأول لها ونوال وإيمان أيضاً، والمخرج راكان الذي تعتبر هذه تجربته الأولى في الدراما، والذي يعتبر نجاحه دليلًا على وضوح وصواب رؤيا الإنتاج في اختيار المناسب من الشباب و تقديم الفرص لهم لينطلقوا. ويقول النيادي: إذا لم نمنحهم الفرصة متى سوف يتعلمون؟..لو واصلنا التفكير بأنانية المنتج لا يمكن للدارما الإماراتية أن تتقدم، ولا يمكن أن تستمر حكرًا على الصف الأول فقط، لهذا كنت جاهزًا للمغامرة دومًا، وقدمت فنانين جددًا في معظم الأعمال الدرامية التي أنتجتها، وأحب أن أوضح أن الفنان جابر نغموش يشاركني هذا التصور أيضاً، فقد كان مثالًا للإنسان الذي يؤثر الآخرين على نفسه.. هذا الناجح المتجرد من الأنانية البسيط والمتواضع مع كبر قدره، كنت أراقبه خلف الكواليس وهو يعمل بلا سنيدة، مدركاً أهمية نجاح العمل وأهمية نجاح من معه من شباب.وعن سبب اختياره الفنان أحمد الصالح من دون غيره من الشباب لبطولة هذا العمل، أوضح أن هذا الاختيار لم يأتِ من فراغ، فهو موهوب بسيط وعفوي، وهذا ما يتطلبه الدور، وأضاف: «قد ينقصه بعض الخبرة الآن لكنه يبشر بمستقبل جيد»، ووصفه بأنه متواضع فهو يشغل منصبًا مهمًا في الإعلام، لكنه يخلع منصبه عند عتبة العمل الفني.يقول النيادي: في سياق الحديث عن تلك النصوص التي تطرقنا إليها في حوارات سابقة ولم تر النور حتى اليوم، نتطرق إلى إشكالية الإنتاج الدرامي في الإمارات، والتي ما تزال مسيطرة على الساحة، ويحمّل مسؤوليتها بشكل مباشر إلى مديري القنوات المحلية، لكنه يردف بأنه لا يمكن أن نكون متشائمين في هذا الصدد، «فلعل هناك خططاً لا نعرفها» موضحًا أن تلفزيون أبوظبي أعلن مؤخراً عن خططه لتطوير الدراما المحلية على جميع المستويات وتحويل الروايات إلى أعمال درامية.ويعود النيادي إلى الحديث عن أعماله المتوقعة للعام المقبل، متفائلًا بأن يرى عمله «ريّانة» الضوء قريبًا، وهو عمل معاصر كلف به الكاتبة السورية رانيا البيطار «قبل سنوات، ويعتبره من أجمل الأعمال الدرامية المحلية، لكنه متعطل في انتظار الإنتاج، أما العمل الآخر فهو بلا اسم حتى اليوم، لكنه يشبه» «طماشة»من حيث الشكل، وتقوم فكرته على تصوير تفاعل المجتمع الإماراتي مع مختلف المتغيرات والأشياء التي جاءته للمرة الأولى مثال أول سيارة دخلت الإمارات وردود فعل الناس حولها، وفي هذا السياق يتناول الكاتب قصصًا منوعة منها الكوميدي والتراجيدي ومازال قيد الكتابة، وأخيرًا أكد أنه متفائل دومًا بأن القادم أفضل، وقال: أنا صبور وأعرف أن عملي سيكون له وقع خاص.

مشاركة :