أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أهمية علاقات الصداقة المتينة بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية، معرباً عن اعتزاز سموه بالعلاقة بين البلدين. وأوضح سمو أمير البلاد المفدى مع فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية بقصر الإليزيه في مؤتمر صحافي مشترك عقد عصر أمس، أن اللقاء بين سموه وفخامة الرئيس تناول العديد من الموضوعات الإقليمية، لا سيما سوريا، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.أعرب سمو الأمير عن شكره وتقديره لموقف الرئيس الفرنسي من الأزمة الخليجية، ووقوفه إلى جانب دولة قطر، وتأكيد الرئيس ماكرون على أن الحل الوحيد للأزمة يمر عبر الحوار بين جميع الأطراف. وفي رده على سؤال حول رأي سموه من المزاعم التي تروج إلى ارتباط دولة قطر بالإرهاب، أوضح سموه أن كثيراً من المعلومات والأمور التي يتم تداولها ضد قطر ليست صحيحة، مطالباً الجميع برؤية ما تقوم به دولة قطر على أرض الواقع، من أجل السلام العالمي، ومن أجل المنطقة، مشيداً في الوقت نفسه بإدراك الشعب الفرنسي لما تقوم به دولة قطر في فرنسا والصداقة الفرنسية - القطرية. وفي سؤال حول شراء دولة قطر لمنظومة الدفاع الصاروخية الروسية «أس 400»، أجاب سموه بأن هنالك محادثات جرت، ولكن إلى الآن ليس هناك شيء، ولم يتم التوصل إلى اتفاق. وكان فخامة الرئيس الفرنسي قد أعرب، في بداية المؤتمر الصحافي، عن سروره باستقبال سمو الأمير في قصر الإليزيه، وذلك في إطار الزيارة الرسمية المهمة التي يقوم بها سموه إلى فرنسا. ووصف فخامته العلاقات الفرنسية القطرية بالوطيدة والاستراتيجية، وأن قطر شريك موثوق ودولة صديقة، ولديها طموح ورؤية مستقبلية، مما يجعل البلدين قريبين من بعضهما البعض، مشيراً إلى زيارة سمو الأمير، يوم الخميس، إلى قاعدة مون دو مارسان الجوية. وأضاف فخامة الرئيس الفرنسي أن فرنسا وقطر تعملان سوياً بشكل حازم ضد الإرهاب، لا سيما في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأن اللقاء ناقش مكافحة تمويل الإرهاب والتطرف، مشيراً في ذلك إلى استمرار النقاشات السابقة بين البلدين، خاصة خلال زيارة فخامته إلى قطر في ديسمبر الماضي، والتوقيع على إعلان النوايا في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، وكذلك مشاركة قطر في مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب، الذي عقد في باريس في شهر أبريل الماضي، مشيداً بجهود دولة قطر الملموسة في هذا المجال، متطلعاً إلى استمرار التعاون المتين بين البلدين، خاصة في إطار الحوار الاستراتيجي، الذي سيتم تحت إشراف وزيري خارجية البلدين. وجدد فخامة الرئيس دعم فرنسا للوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، من أجل وحدة الصف الخليجي، مشيراً إلى معاناة الشعب القطري اليومية من جراء الإجراءات المتخذة بحقهم، خاصة فيما يتعلق بفصل الأسر عن بعضها البعض، ومشدداً على ضرورة حل الأزمة عن طريق الحوار؛ حرصاً على استقرار المنطقة التي تشهد العديد من التوترات، ولتجنب تصديرها للخارج، مؤكداً على مواصلة فرنسا للحوار مع جميع الأطراف، من أجل المصالحة، ومعرباً عن استعداد بلاده للقيام بمبادرة إذا طلب منها ذلك، وإذا اعتبرت أنها ستكون مفيدة. وأوضح فخامة الرئيس ماكرون أنه تم التطرق في اللقاء إلى عدة ملفات إقليمية، منها: سوريا، واليمن، والعراق، وإيران، وعملية السلام في المنطقة وليبيا، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الملف الليبي يشكل أولوية بالنسبة لفرنسا، ومؤكداً على تعزيز تعاون فرنسا وقطر من أجل الاستقرار في ليبيا. كما تحدث فخامة الرئيس الفرنسي عن رغبة مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصاد والثقافة والتعليم العالي والرياضة، ومجالات أخرى، مشيراً إلى الرغبة المشتركة في تطوير التعاون الرياضي على خلفية استضافة دولة قطر لمونديال 2022، واستضافة باريس للألعاب الأولمبية 2024، مثمناً التعاون الرياضي بين فرنسا وقطر في هذا المجال.;
مشاركة :