التهاب عظم الفك.. مشكلة مؤلمة

  • 7/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر التهاب عظم الفك، أو ما يطلق عليه السنخ الجاف أو التهاب العظم السنخي مشكلة مزعجة ومؤلمة، وتصيب البالغين عقب خلع الأسنان الدائمة، وبخاصة ضرس العقل السفلي.وتحدث هذه الحالة بسبب التهاب العظام التي تحمل جذور الأسنان، وهذه العظام تقع بين عظام الفك والأسنان، ووظيفتها تثبيت الأسنان والضروس على عظام الفك.وتحدث في الأسنان الأمامية والضروس القريبة من الفم لكن بشكل أقل، وتزيد نسب حدوثها كلما ابتعد الضرس المخلوع عن الفم.يصاب المريض بسبب هذه الحالة بألم شديد في مكان الجرح، وفي الغالب فإنها تحدث بعد 2 إلى 5 أيام من خلع الضرس، مسببة زيادة حادة ومفاجئة في الألم، وهو العرض الوحيد لهذا الالتهاب. وينتشر غالبا في مناطق أعلى وأسفل الرأس والرقبة، ويكون السبب الرئيسي وراءها عدم التئام جرح الخلع بصورة سليمة، ويؤدي تراكم بقايا الطعام والفضلات داخل العظم السنخي الملتهب إلى صدور رائحة كريهة، وطعم غير مستساغ في الفم بسبب الإفرازات.ونتناول في هذا الموضوع التهاب عظام الفك والتأثيرات السلبية التي تحدث، والعوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، وكذلك نقدم طرق الوقاية وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. آلية التجلط يحدث السنخ الجاف بالكامل ضمن العظام، فهو التهاب في البطانة العظمية للسنخ السني الفارغ وليس عدوى، ولا يرتبط بشكل مباشر بالتورم، ولذلك لا تؤثر المضادات الحيوية في معدل حدوثه.يتجلط الدم عند حدوث أي جرح في الجسم، حيث تمنع الجلطة الجرح من النزيف، وتتم نفس الآلية عند خلع الأسنان، حيث يحدث تجلط للدم مكان السن المخلوعة لحماية العظام والأعصاب تحته، فهو يعتبر طبقة واقية على نهايات العظام والأعصاب الموجودة في سنخ السن الفارغ.ويوفر كذلك الأساس لنمو العظام وتطور الأنسجة الرخوة فوق التجلط، إلا أن ما يحدث في حالة السنخ الجاف هو استمرار النزيف، بسبب عدم الاحتفاظ بتجلط الدم، أو تحلل تجلط الدم مكان الخلع.ويؤدي ذلك إلى ظهور العظام والأعصاب وتعرضها للهواء والطعام والسوائل، وبالتالي ازدياد فرصة إصابة الجرح بالملوثات والبكتيريا، وتأخر الالتئام والشفاء. البكتيريا والالتهاب يظل السبب الرئيسي وراء الإصابة بالتهاب عظم الفك مجهولا، ويشير الباحثون إلى أن هناك عددا من العوامل التي يمكن أن تؤثر في الإصابة بهذه الحالة.وتعتبر البكتيريا الموجودة في الفم من أهم هذه العوامل، حيث تستغل فرصة وجود جرح لتدخل إليه وتسبب العدوى والالتهاب، وربما كانت العدوى موجودة من قبل، وتمتد بالتالي إلى مكان الجرح، ويمكن أن تؤدي البكتيريا إلى منع تجلط الدم، وتكون السبب في حدوث التهاب عظم الفك.وتمنع مادة النيكوتين الدم من أن يصل بصورة كافية إلى اللثة، وربما كانت سببا في عدم تكون الجلطة اللازمة لعزل الجرح وتمام الشفاء.وتلعب بعض الأسباب دوراً في الإصابة مثل شرب العصائر عن طريق القشة، أو الشفاط العنيف، أو شرب السجائر والنرجيلة، حيث يصنع مجهود سحب هذا الأشياء إلى الفم ضغطا على الجرح، ويفتت بالتالي جلطة الدم التي كانت تغطي الجرح، مما يؤدي إلى استمرار النزيف وتفاقم الحالة. مكان الضرس ونوعه يعد مكان الضرس ونوعه من العوامل التي تلعب دورا في الإصابة، فعلى سبيل المثال فإن ضروس العقل يكون خلعها صعبا بسبب إحاطة عظام الفك بها بصورة تامة، وأيضا وجود أنسجة من اللثة حولها، ونتيجة لذلك فإن الجرح عند الخلع عرضة لأن يكون كبيرا، وربما تطور إلى التهاب عظم الفك.ويمكن أن تنتقل البكتيريا إلى الجرح بسبب التهاب اللثة الحاد والمزمن، وتكون السيدات عرضة أكثر للإصابة بهذه الحالة المرضية من الرجال، وذلك نتيجة الهرمونات الأنثوية، وتغيرها خلال الدورة الشهرية.وتؤدي زيادة المستويات العالية للإستروجين في حبوب منع الحمل إلى صعوبة عملية التئام جرح الخلع، وبالتالي زيادة خطر التهاب عظم الفك.ويمكن أن تؤدي صعوبة الخلع إلى حدوث خضع شديد في العظام والأنسجة، أو بقاء شظايا صغيرة للغاية من الجذور أو العظام في الجرح بعد الخلع، كذلك اللعب في مكان الجرح ولمسه باللسان.وتزيد فرصة الإصابة بهذه الحالة لدى من أصيبوا بها من قبل بعد خلع سن أخرى، ويبقى آخر العوامل وهو كبر السن. ألم شديد يعاني المصاب بالتهاب عظم الفك من ألم شديد عقب خلع الأسنان، ويبدأ الألم في الظهور بعد الخلع بما يتراوح بين 24 ساعة إلى 72 ساعة، ويمكن أن يتأخر الألم حتى 10 أيام.ويبدو مكان الخلع فارغا، وذلك لأن الدم لا يتجلط فيه، ومن الممكن رؤية العظم مكان الخلع، ويمتد الألم في بعض الأحيان إلى الأذن والعين والرقبة في نفس الناحية التي تم فيها الخلع.ويوجد طعم كريه في الفم، وكذلك رائحته تكون صعبة، ويفقد بعض المصابين القدرة على فتح الفم، ويمكن أن تتضخم الغدد الليمفاوية حول الرقبة أو الفك.وتكون اللثة المحيطة بمكان الخلع ملتهبة، وتصاب بعض الحالات بحمى خفيفة، ويشير الأطباء إلى أن هذه الحالة تستمر مدة بين 7 أيام، وحتى 15 يوما. تفاقم الألم يعتبر من الأمور الطبيعية أن يعاني الشخص عقب خلع الأسنان نوعا من الألم، والذي يمكن أن يزول بمجرد تناول المسكنات التي وصفها طبيب الأسنان، ويجب أن يتراجع على الفور، ويقل كذلك النزيف والألم عندما تكون الحالة طبيعية تدريجيا في خلال يومين على الأكثر.وينبغي أن يتصل المريض بالطبيب في حالة حدوث ألم جديد، أو حدوث تفاقم للألم عقب عملية الخلع، ويكون الألم الشديد في معظم الأحيان كافيا للطبيب أن يشتبه في الإصابة بالتهاب السنخ الجاف.يسأل الطبيب عن الأعراض الأخرى التي يعاني منها المريض، كما أنه يفحص الفم حتى يرى ما إذا كان هناك تجلط في دم سنخ السن، وكذلك إذا كان السنخ مكشوفا.ويمكن أن يحتاج إلى إجراء أشعة سينية للفم والأسنان، وذلك حتى يستبعد الإصابات الأخرى، مثل عدوى العظام. تنظيف عظام الفك يهدف علاج التهاب عظم الفك بصورة أساسية إلى تخفيف حدة الأعراض التي يعاني منها المريض.ويشمل العلاج إفراغ محتويات السنخ، حيث ينظفه الطبيب بإزالة أي فضلات طعام تجمعت فيه، حيث ربما تساهم في تطور الألم أو العدوى.ويتم غسل الفم بمحلول ملحي دافئ، ويقوم الطبيب بحشو مكان الإصابة بالضمادات الطبية، ويمكن أن يتم تغييرها عدة مرات في الأيام التالية.وتحدد شدة الألم حاجة المريض في العودة إلى العيادة لتغيير الضمادات، وبصفة عامة فإن هذه الخطوة تعمل على تخفيف الألم بشكل سريع نسبيا. إرشادات للمريض يمكن أن يصف الطبيب أدوية مسكنة بهدف تخفيف الألم، حتى يبدأ مكان الخلع بالالتئام ويقل الألم. ويتم إرشاد المريض إلى كيفية تنظيف السنخ في المنزل لتحسين الالتئام وإزالة بقايا الطعام، ويتم ذلك عن طريق حقنة بلاستيكية ذات طرف مقوس لنفث الماء المالح أو الغسول الذي وصفه الطبيب في السنخ.ويجب مواصلة التنظيف للتخلص من كل البقايا الموجودة في السنخ، ويشعر المريض بالتحسن في غضون بضع ساعات.ويزول الألم والأعراض الأخرى في الغالب خلال فترة تتراوح ما بين 5 و10 أيام على الأكثر الأولوية القصوى يشير الأطباء إلى أنه من النادر أن يؤدي التهاب عظم الفك إلى مضاعفات خطيرة أو عدوى، إلا أن السيطرة على الألم تعتبر أولوية قصوى.وينصح المريض باتباع عدد من الإجراءات التي تساهم في تقليل الأعراض، وتحسين التئام الجرح بعد الخلع، ومن هذه الإجراءات وضع كمادات باردة على الوجه من الخارج بعد الخلع لمدة 48 ساعة، وبعد ذلك كمادات ساخنة، وهي تساعد على تقليل الألم والتورم.يجب الامتناع عن التدخين والسوائل التي تحتوي على الكافيين والمياه الغازية والمشروبات الساخنة مدة 24 ساعة بعد الجراحة، وكذلك تجنب الشرب عن طريق القشة.ويتناول المريض الطعام اللين خلال الـ24 ساعة الأولى، وذلك مثل عصير التفاح واللبن، مع تجنب الأطعمة الحارة والقاسية والتي تتطلب مضغاً، فربما تعلق في السنخ.ويتجنب المريض غسل الأسنان والمضمضة بغسول الفم والبصق أول يوم بعد الجراحة، وينبغي شطف الفم بلطف بالمضمضة بالماء المالح كل ساعتين بعد الوجبات، ويمكن استئناف غسل الأسنان بشرط مراعاة وجود الجرح. الراحة ومنع التدخين تشير الإحصائيات إلى أن حوالى 2.5% إلى 5% من الأشخاص يصابون بمشكلة التهاب عظام الفك عقب خلع الأسنان.ويبلغ معدل الإصابة حوالى 5% في حالة خلع الأسنان العادي، وتزيد نسبة حدوث التهاب الفك إحصائياً مع خلع الأسنان التي في الفك السفلي.وتتعرض حوالى 30% من النساء اللاتي يتناولن أقراص منع الحمل للإصابة بهذه الحالة، ويعتبر أفضل وقت لإجراء خلع الأسنان بالنسبة لهن في الأسبوع الأخير من الدورة الشهرية، حيث تقل مستويات هرمون الأستروجين.وتشير الدراسات إلى أن التدخين خلال أول 24 ساعة يزيد من فرصة الإصابة بالتهاب السنخ، وينبغي على المريض الاستراحة باقي يوم العملية، مع تجنب الأنشطة العنيفة والرياضات التي يمكن أن تفكك تجلط الدم في موقع الجرح مدة أسبوع على الأقل، مع إمكانية ممارسة الأنشطة التي لا تستلزم بذل مجهود أو حركة عنيفة.

مشاركة :