يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح اليوم الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، حيث يناقش تطورات الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة والحرب على «داعش»، وعددا من القضايا الإقليمية والأمنية، في مقدمتها تعاون واشنطن والرياض في مكافحة الفكر المتطرف وقطع التمويل عن التنظيمات المتطرفة، وتعزيز التعاون لدعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في الدول المجاورة للمملكة العربية السعودية، مثل اليمن والعراق وسوريا. ويشارك في اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة عادل بن أحمد الجبير والوفد المرافق لوزير الداخلية السعودي، ومن الجانب الأميركي سفير الولايات المتحدة لدى السعودية جوزيف دبليو ويستفال. وكان وزير الداخلية السعودي قد عقد اجتماعات مكثفة مع عدد كبير من المسؤولين الأميركيين خلال اليومين الماضيين، واحتل الملف الأمني والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب صدارة المحادثات مع المسؤولين الأميركيين. وقد التقى وزير الداخلية السعودي، مساء الأربعاء بالبيت الأبيض، ليزا موناكو مستشارة الرئيس الأميركي للأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، حيث تركزت المحادثات حول تعزيز سبل مكافحة الإرهاب في المنطقة ومكافحة الأفكار المتطرفة. وعقد الأمير محمد بن نايف لقاء وصفه بالمهم والمثمر مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ظهر الأربعاء، ناقش خلاله مدى التقدم الذي يحرزه التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش والدور المهم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في عمليات التحالف ضد «داعش»، كما تطرقت المناقشات إلى الأزمة السورية وتدريب المعارضة السورية المعتدلة والجهود السياسية لوضع حلول للأزمة السورية، والأوضاع غير المستقرة لبعض دول الجوار. واستقبل وزير الداخلية السعودي بمقر إقامته نظيره الأميركي جيه جونسون وزير الأمن الداخلي، حيث ناقشا القضايا ذات الاهتمام المشترك. والتقى يوم الثلاثاء مع وزير الخزانة الأميركي جاك لو، حيث تركز اللقاء على تنسيق الجهود لمكافحة تمويل التنظيمات الإرهابية والتعاون السعودي - الأميركي في مجال تقييد وقطع مصادر تمويل الإرهاب. وخلال اليومين الماضيين، التقى وزير الداخلية السعودي عددا من كبار المسؤولين الأمنيين، من أبرزهم جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، وريتشارد ليدجيت نائب مدير وكالة الأمن القومي الأميركي، وجون برينان مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، وكريستين وورمث نائبة وزير الدفاع الأميركي لشؤون السياسات، إضافة إلى عدد من زعماء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وتركزت النقاشات مع المسؤولين الأمنيين الأميركيين حول تعزيز التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي، وتطوير منظومة التسليح والتدريب للقوات الأمنية السعودية. والتقى وزير الداخلية السعودي يوم الخميس جورج تنيت مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الأسبق، وويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأميركية، ورئيس الوفد الأميركي في المفاوضات الدولية مع إيران. وفي حفل استقبال كبير أقيم مساء الأربعاء بمناسبة زيارة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز لواشنطن، أشار عادل الجبير سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة إلى النتائج المثمرة للمحادثات التي أجراها وزير الداخلية السعودي مع المسؤولين الأميركيين، موضحا أن الرياض تربطها شراكة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، وأن الحرب على الإرهاب هو هدف مشترك للبلدين لإعادة الأمن والسلام والاستقرار لدول المنطقة. وقد شارك في حفل الاستقبال عدد كبير من المسؤولين الأمنيين السعوديين والمسؤولين الأميركيين وأعضاء الكونغرس الأميركي ومسؤولين بالخارجية الأميركية والبنتاغون وسفراء الدول العربية والأجنبية في العاصمة الأميركية. ويحظى الأمير محمد بن نايف - الذي تولى منصب وزير الداخلية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 - بتقدير دولي واسع لدوره في مكافحة الإرهاب من خلال إنشاء لجان المناصحة بالسعودية والخليج العربي وتقديم الرعاية للمقبوض عليهم في القضايا الإرهابية وإخضاع أصحاب الفكر المتطرف لدورات تعليمية تتضمن برامج شرعية ودعوية ونفسية واجتماعية لتقويمهم وتنقية أفكارهم من التطرف والعنف. كان الأمير محمد بن نايف قد وصل إلى العاصمة الأميركية مساء الاثنين الماضي في زيارة تستمر 4 أيام. وتعد زيارته لواشنطن هي الثانية خلال العام الحالي، حيث زار واشنطن في فبراير (شباط) الماضي والتقى خلال زيارته الرئيس باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ورؤساء الأجهزة الاستخباراتية والأمنية. وركزت مباحثاته على ملفات الأزمة السورية والوضع في العراق، إضافة إلى التعاون الأمني والعلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن.
مشاركة :