جدة ـ رويترز توقع تقرير صادر عن منظمة التجارة العالمية، بشأن القيود التجارية بين دول مجموعة العشرين، إن تعيق الحواجز التجارية التي أقامتها اقتصادات كبرى تعافي الاقتصاد العالمي للخطر، حيث بدأت آثارها في الظهور بالفعل. وقال المدير العام للمنظمة روبرتو أزيفيدو، : “يشكل هذا التصعيد المتواصل تهديدا خطيرا للنمو والتعافي في جميع الدول، وبدأنا نرى أن هذا انعكس في بعض توقعات النشاط الاقتصادي”. ولم يذكر أزيفيدو مزيدا من التفاصيل، لكن المؤشر الفصلي لآفاق التجارة الذي تصدره المنظمة أشار في مايو إلى أن التجارة ستنمو في الربع الثاني بوتيرة أبطأ من الربع الأول. ويتمثل أحد مكونات المؤشر في بيانات الشحن الجوي العالمي من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، الذي نشر أرقامه لشهر مايو وقال إياتا إن من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الشحن الجوي 4% في 2018، مقارنة مع 4.5% كانت متوقعة في ديسمبر الماضي. وقال ألكسندر دو جونياك، المدير العام لـ”إياتا” في بيان: “تكتسب الأوضاع غير المواتية قوة من تنامي الخلافات بين الحكومات حول التجارة. لا نزال نتوقع نمو الطلب، لكن تلك التوقعات تتضرر مع أي رسوم جديدة يتم فرضها”. وأظهر تحليل منظمة التجارة العالمية أن دول مجموعة العشرين فرضت 39 قيدا جديدا على التجارة في الفترة من منتصف أكتوبر من العام الماضي وحتى منتصف مايو هذا العام، أو ضعفي القيود التي فرضتها في الفترة المماثلة السابقة، مما أثر على التجارة في الحديد والصلب ومنتجات البلاستيك والمركبات. وقال أزيفيدو إن “الزيادة الملحوظة في الإجراءات الجديدة المقيدة للتجارة بين اقتصادات مجموعة العشرين ينبغي أن تكون مدعاة لقلق حقيقي للمجتمع الدولي”، مضيفا أن المزيد من القيود جرى تطبيقها في الأسابيع التي أعقبت انتهاء فترة المراجعة ولم يشر تقرير منظمة التجارة إلى أي دولة بالاسم، لكن منذ بداية العام الحالي أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلسلة من الرسوم الجمركية لمعاقبة ما يعتبرها تجارة غير عادلة من جانب حلفاء ومنافسين تجاريين على السواء. ورد الاتحاد الأوروبي على الرسوم الأميركية برسوم على وارداته من منتجات ملابس الجينز وزبدة الفول السوداني وغيرها من المنتجات الأميركية وكان الرئيس الأميركي قد حذر منظمة التجارة العالمية الاثنين الماضي من أنها “إذا لم تعاملنا بطريق مناسبة سنقوم بأمر ما”، في حين لم يستبعد وزير التجارة الأميركي ويلبور روس احتمال انسحاب واشنطن من المنظمة الدولية الموجود مقرها في مدينة جنيف السويسرية في مرحلة ما. وقال تقرير منظمة التجارة إنه في حين أن الاقتصاد العالمي “يبدأ أخيرا بتوليد زخم اقتصادي متواصل في أعقاب الأزمة المالية العالمية، فإن حالة عدم اليقين التي أوجدها انتشار إجراءات مقيدة للتجارة قد تعرض التعافي الاقتصادي للخطر”.
مشاركة :