افتتاح دور السينما في المملكة طفرة فنية عظيمة

  • 7/8/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا يحب لقب "فنان"، ويصف نفسه بأنه ممثل "مُسلٍ للسيد الجمهور"، وليس سهلاً أن تجالسه، فبالإضافة إلى كونه نادر الظهور إعلامياً، فهو أيضاً مثقف وقارئ جيد ورجل محنك ويمتلك كاريزما قوية، إنه الممثل القدير محمود حميدة، الذي التقيناه في مقر مكتبه بحي مصر الجديدة في القاهرة، وإلى نص الحوار: بداية كيف كانت تجربتك في فيلم "حرب كرموز" الذي حقق أعلى إيرادات في سباق العيد؟. اقترح محمد السبكي أن أعمل في الفيلم، فوافقت بشرط أن يعطي دوري للفيلم عمقاً وثقلاً أكبر، وأنا أحب بيتر ميمي كمخرج. الفيلم تجربة مختلفة لأن المنتج نفسه - وهذه نوعية خاصة - يرى الفيلم قبل تنفيذه، ويرى الجمهور وهو يشاهده معه وعنده حاسة مختلفة عن باقي أفراد العمل في الفيلم، هدف السبكي كان تنفيذ فيلم أكشن بجودة عالية لإسعاد الجمهور، وهذا يختلف عمّا كان يقدمه جيلي من الأكشن واستعمال الأدوات السينمائية للخروج بهذه الصورة، وأنا أحب هذا النوع من المشروعات التي تقود لإنتاج نوع معين من أفلام السينما. تُجسد شخصية محمد بديع مرشد جماعة الإخوان في فيلم "سري للغاية".. هل توقف العمل؟. انتهيت من تصوير مشاهدي، ولكن لا توجد أخبار كثيرة عن الفيلم، وليس من حقي حسب نص العقد الحديث عن الفيلم. وهل اعتذرت عن "تراب الماس"؟. اختلفنا مالياً. هل مازلت عند رأيك أن المجتمع يحتقر أعمال التسالي بما فيها التمثيل؟. طبعاً.. هذه وجهة نظري التي تكونت بناءً على الممارسات الشخصية كفاعل اجتماعي، وعضو في المجتمع، وعلى نظرة الناس لهذه الفئة من المجتمع. كيف استقبلت خبر افتتاح دور السينما في المملكة؟. هذا شيء مبشر ويدعو للتفاؤل جداً، وسيحدث طفرة فنية واجتماعية عظيمة. انخرطت في تجربة الإنتاج.. هل فكرت في إنتاج أعمال تاريخية؟. لم أفكر في ذلك، وعموماً الأعمال التاريخية مكلفة جداً وليست سهلة، وتحتاج إلى دقة كبيرة وفي النهاية لا تأتي بعائد يوازي التكلفة، من الممكن أن يغطي المنتج تكاليفه بالكاد، في الصناعة الأميركية الأعمال التاريخية يشارك فيها نحو سبع شركات إنتاج على سبيل المثال، والآلة الأميركية في التوزيع ضخمة تستطيع أن تجلب المال، أما الآلة التسويقية لدينا ضعيفة جداً خصوصاً في ظل ترهل الآليات القانونية المتعلقة بصناعة الفن وبالتالي لن تحصل على أموالك، وأي فيلم تاريخي في السينما المصرية "خرب بيت المنتج مع الموزع"، وهؤلاء المنتجين والموزعين العظماء تصنيفهم النفسي أنهم شخصيات انتحارية لأنهم يدخلون في طريق وهم يعلمون أن احتمالية الخسارة 99 %، وهذا ينطبق على السبكي أيضاً. لم تعمل مع عادل إمام بعد فيلم "شمس الزناتي"، ونشرت الصحف أن الزعيم كان يخشى أن تسرق منه النجومية بعد دورك في الفيلم.. ما تعليقك؟. هذا كلام صغير، ليس على حجم عادل إمام، وليس على حجمي، لأن عادل لا يمكن إنكار نجوميته أبداً، ومن الذي يستطيع أن يأخذ النجومية من عادل إمام؟. عادل لديه عمق كبير جداً أطول من أعمار جمهوره. لماذا لا تشارك في المهرجانات العربية؟. أحضر ولكن فيما ندر فقط، دائماً أرى أن المشاركة في المهرجان هي وظيفة كوني أحد أعمال هذه الصناعة، ويجب أن تكون مشاركتي لها بروتوكول واضح بما سأفعله وإلا لن أشارك نهائياً، فالمهرجان ليس مجرد زيارة لبلد أو نزهة، والبلاد العربية تتعامل مع المهرجان على أساس أنه عرس وليس عملاً. ما الدور الذي لعبته ويتشابه مع شخصيتك في الواقع؟. كل الأدوار التي لعبتها بها صفات مني، الممثل يتم اختياره لأداء الدور بناء على مواصفات وأبعاده الفيزيقية ومواصفاته النفسية وتاريخه على الشاشة أو فحصه كوجه جديد، فلا توجد شخصية من خارج ذات الممثل، ولكن يوجد تصورات عبر الممثل للنوع من الشخصية، بمعنى كما كان يقال في الماضي: شخصية شريرة وشخصية خيرة وجميعها كانت محاولات لاستكشاف ماهية علم التمثيل. في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي وقف الفنانين للحداد على روح الفنانة الراحلة شادية ولكن أظهرت الكاميرات أنك لم تقف.. فما كان السبب؟. أولاً لم يدع أحد للوقوف حداداً على شادية، كانت الدعوة للوقوف حداداً على شهداء حادث إرهابي فوقفنا، وعند عرض صورة شادية وقف المشاركون إجلالاً لمقام شادية، والمتبع أن من يقف إجلالاً لشخص أن يكون على قيد الحياة وليس لصورته، وقف بعض الأشخاص في البداية ثم وقف الفنانون والمشاركون الأجانب لأنهم لم يفهموا، فجلست كالمتفرج. كيف ترى الجماهرية التي حققها الممثل الشاب محمد رمضان؟. محمد رمضان بطل كبير ولديه في الوقت الحالي أكبر قطاع من المعجبين بشخص ممثل. الأجور الضخمة للنجوم التي يتم الإعلان عنها.. هل ترى أن الممثل يستحق هذه الملايين؟. طبعاً يستحق، المسلسل الواحد يُعرض على أكثر من محطة والثانية في الإعلان لها سعر، وبالتالي المنتج يكسب أكثر من الممثل، ولكن القضية هي أن النجم عندما يحصل على الملايين فيجب أن يحصل باقي فريق العمل من الممثلين على وضع مالي أفضل مما هم عليه الآن، لأن القيمة موجودة عند الجميع، المشاهد لا ينتظر أمام الشاشة لمشاهدة محمود حميدة بمفرده. هل تحب مشاهدة أعمالك على الشاشة بعد الانتهاء منها؟. في الغالب لا، لأنني أشعر أن به نقص، وكان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك، وبالتالي لا أستحسن مشاهدة أعمالي. عندما شبهوك برشدي أباظة قلت: "يشرفني ولكن لا يسعدني".. لماذا لا يسعدك؟. لأن كل شخص يحب أن يكون نفسه، وبالتالي لا أسعد بهذا الوصف. عندما سُئِلت عن الغرور قلت: إن "الناس حرة في تشكيل رأيها".. هل حاولت تغيير هذه الفكرة؟. كيف أغيرها إذا كنت أنا نفسي لا أراها، فأنا أعرف نفسي من خلال الآخرين وأتعرف على وجودي وكياني من خلالهم، ولذلك تقبلت ما يقوله الناس وليس لدي اعتراض عليه. هل فكرت في العمل بالسينما العالمية؟. لا، وأتذكر ذات مرة أحد المنتجين الأميركيين الكبار قال لي: لابد أن تدخل هوليوود، فقلت له: "عندما أنتهي من تسالي أهلي.. سآتي لتسليتكم"، فهدفي الأصلي أن أسلي أهلي، ورغم أن الرغبة في الشهرة العالمية تداعب عقل أي شخص ولكن ليس لدي هذه الرغبة. أجرك في فيلم "الإمبراطور" كان ألفي جنيه في وقت كان أجر أحمد زكي 100 ألف جنيه.. لماذا قبلت ذلك؟. كان أول أولوياتي أن أكون علامة كبيرة في الفيلم، ولم يكن في بالي تحديد أجري حينها ولكن الوضع اختلف مع مرور الوقت. ما سر حبك للوقوف على خشبة المسرح منذ طفولتك؟. السر كان في الغجر، فكان عمري 5 سنوات، وقام الفلاحون بتجهيز "مصطبة" من التراب كمسرح، وكنت أعمل في الأرض منذ طفولتي صباح كل يوم، وبعد صلاة العصر نشارك في نشاطات ككرة القدم والمسرح. دائماً تستشهد بأشعار فؤاد حداد.. فما سبب حبك له؟. الكاتب الراحل خيري شلبي هو الذي عرفني بفؤاد حداد عندما قرأ عليّ قصديته، فكنت أول مرة أتذوق الشعر، وأصبحت ذواقة للشعر، وليس مجرد حافظة ولا راوية، وهذا طورني كثيراً. وصفت موت أصدقائك كموت الأفيال لأن بعضهم فضل الابتعاد وحيداً في آخر أيامه.. من الذي كنت تتمنى أن تكون قريباً منه في آخر أيامه، ولكنك احترمت رغبته في الوحدة؟. محمود عبدالعزيز فقط. أنت تعيش في مملكة المرأة فلديك 3 بنات.. ولكن هل وجودك بينهم مكنك من فهم المرأة؟. لا، حتى لو حصلت على عمر ضعف عمري مرتين، البعض ينظرون للمرأة باستهانة رغم أنها كبيرة جداً، ولا أستثني نفسي من ظلم المرأة فجميعنا تربينا على هذا، ولكن الآن أصبحت أرى غير ذلك، فالمرأة مانحة الحياة. محمود حميدة

مشاركة :