نسرين درزي (أبوظبي) الحماس الذي يغلب على جلسات العائلة والأصدقاء خلال مباريات المونديال يفرض نفسه هذه الأيام في أكثر من توقيت، وأكثر من موقع، حتى إن مواعيد المباريات تعد فرصة للتجمع خارج البيت، حيث تغص المطاعم والقاعات الفندقية بالمشجعين ممن يلتفون حول الشاشات العملاقة، ولا يقتصر الاهتمام باللعبة على الرجال والشباب وحسب، وإنما يمتد ليطال النساء والأبناء من مختلف الأعمار، وهم وإن اختاروا المشاهدة سوياً في مكان يحجزون فيه مقاعدهم مسبقاً، إلا أنهم لا يشجعون بالضرورة الفريق نفسه، ومن هنا تدور بينهم على مدار الليل والنهار منافسة محببة وأحاديث ساخنة قد تصل أحياناً كثيرة إلى حد الخصام ولو لساعات. وفي كل الأحوال فإن أجندة المونديال التي يترقبها الجميع من الكبار والصغار، بقدر ما ترسم أجواءً احتفالية لدى البعض تترك على الضفة الأخرى خيبة أمل حقيقية ولو بسبب خسارة مبدئية. وخلال جولة على عدد من القاعات الفندقية التي خصصت مساحات شاسعة لمتابعة المونديال هذه السنة، عبّر المشاهدون من أفراد الأسرة الواحدة وزملاء العمل والرفاق عن متعة الجدل الذي يدور بينهم، وذلك أثناء تشجيع هذا الفريق والهتاف باسم دولته على حساب الفريق الآخر الذي لا يسلم من النقد اللاذع والإقلال من شأنه وجدارة لاعبيه. وذكر عماد الأيوبي أنه يستمتع عند الخروج من البيت مع زوجته وأبنائه لمتابعة المباريات خصوصاً أنهم ينقسمون في تشجيع الفرق، ومن داخل فندق الخالدية ريحان من روتانا قال إنه أعجب بالمنتخب الروسي رغم هزيمته أمام كرواتيا. وتحدثت رائدة محسن عن تشجيعها للمنتخب الفرنسي، وقالت إنها احتفلت بفوزه على أورجواي في ربع النهائي. وعلّق مروان الأمين على حالة الاستمتاع والتوتر التي تسيطر عليه أثناء مشاهدة المباراة مع أصحابه، بحيث يلغي كل منهم مواعيده والتزاماته للتفرغ للمشاهدة. وقال الأمين من قاعة فندق الميلينيوم الوحدة مول، إن هذا الاختلاف في الرأي يثري الجلسة ويفتح باباً للنقد والتشبث بالرأي والصراخ أحياناً . وذكر محمد التميمي (13 عاماً) أنه يتابع كل المباريات من أجل الاستمتاع بالكرة الجميلة ولم يتأثر بأبيه الذي يشجع المنتخب البرازيلي ويسعد بالنقاش معه حول الموضوع. من جهتها، أوضحت الاستشارية الأسرية والنفسية الدكتورة دولي حبال أن أجواء المونديال توجد حالاً من الانشغال الإرادي الذي يبحث عنه الجميع كنوع من إثبات الذات. وقالت إنه من الطبيعي أن ينقسم أفراد الأسرة الواحدة حول أكثر من خيار مع احتفاظ كل منهم برأيه. وهذا يوجد لدى الأبناء قناعة بأن أفكارهم تحترم مع عدم اضطرارهم للانصهار في شخصية ذويهم.
مشاركة :