برلين - الراية : كشف الصحفي الألماني كريستوف إرهاردت مراسل صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» في بيروت، أن لدولة الإمارات العربية المتحدة طموحات عسكرية في المنطقة، لا تتفق مع استراتيجية السعودية، الأمر الذي أصبح يهدد تدخلهما في حرب اليمن بمواجهة الفشل الذريع. وقال إرهاردت أنه بينما تحارب السعودية الحوثيين بالوكالة عن إيران، تستغل الإمارات التي ورطت الرياض في هذه الحرب، مشاركتها في التحالف المناهض للحوثيين، لكي تحقق أهدافها غير المعلنة والتي بدأت تثير حفيظة السعوديين. وذكرت الصحيفة في تحليل لمراسلها في العاصمة اللبنانية أن الإمارات تعمل باستراتيجية مزدوجة في اليمن ترتكز على قاعدتين أساسيتين، الأولى: العمليات العسكرية حيث تقوم بتسليح وتمويل ميليشيات محلية لمواجهة الحوثي بعدما استطاعت شراء ولاء قادتها، رغم أن هذه الميليشيات ليست على وفاق مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من قبل السعودية. ثانيا، العمل الدبلوماسي، حيث يتم التعليق فورا على انتقادات المجتمع الدولي لحرب اليمن ومسؤولية التحالف العربي عن مقتل أعداد متزايدة من المدنيين مثلما فعل أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، حين سعى لتهدئة قلق الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. وأكدت الصحيفة أن سلوك الإمارات التي كانت في الماضي تشتهر بأنها بلد يجذب السياح وأصبحت الآن تتبنى أجندة عسكرية بشكل متزايد في حروب اليمن وليبيا والعراق وسوريا، علاوة على أنها قامت بدور رئيسي في نشوء الأزمة الخليجية كما تتدخل في شؤون الفلسطينيين ولها نفوذ كبير على نظام عبد الفتاح السيسي في القاهرة، يجعل المراقبين يتساءلون بأن الإمارات تبالغ بقدراتها العسكرية، وهي تعتمد على طاقاتها المالية في تمويل الميليشيات لأنها لا تستطيع إرسال جنود إماراتيين بأعداد كبيرة إلى مناطق النزاعات وتعتمد على المرتزقة وذلك في إطار مساعي محمد بن زايد ولي العهد الإماراتي لتحقيق طموحات جيوسياسية، منها سعيه إلى فرض السيطرة على كافة الموانئ اليمنية لكي تتحول إلى شرطي محلي على الطرق البحرية في باب المندب. وجاء في التقرير أنه بينما تتبع الإمارات أهداف مستقلة بها، أصبحت وحدة اليمن بالنسبة لأبو ظبي عبارة عن مسألة ثانوية. وبحسب بيانات أمريكية، أنفقت الإمارات عام 2016 حوالي 23،5 مليار دولار على مشتريات الأسلحة ومن المنتظر أن تُنفق أكثر من 40 مليار دولار على الأسلحة في عام 2025 .وتُعتبر الإمارات من أكبر مشتري الأسلحة في العالم حيث تخصص لذلك 6،7% من قوتها الاقتصادية بشكل يزيد عن الولايات المتحدة التي تخصص 3،2% من قوتها الاقتصادية على الإنفاق العسكري. وأشارت الصحيفة إلى أن الطموحات الخفية للإمارات أصبحت تثير الشكوك لدى حلفاء التحالف العربي في اليمن الذين أصبحوا ينتقدونها باستمرار ويقولون أنها تركز على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وهي تقوم باستغلال الفوضى في اليمن وبلدان الجوار، في إنشاء قواعد عسكرية وتدخلت الرياض أكثر من مرة للفصل بين أبو ظبي والحكومة اليمنية بعد استفحال الخلافات بينهما، وتوقعت الصحيفة أن تحتدم الخلافات بين الطرفين في المستقبل القريب لأن الحكومة اليمنية فقدت ثقتها بأبو ظبي. ويلاحظ المراقبون أن أبو ظبي تستخدم سلاح شراء ولاء زعماء القبائل والميليشيات في اليمن والصومال وأرتيريا متجاهلة خطورة هذه الاستراتيجية. وأعربت الصحيفة عن قلقها من أن تؤدي السياسة الإماراتية في المنطقة لنشوء نزاعات جديدة وتصف حكومات غربية ومنظمات دولية ومعاهد البحوث السياسية ما تقوم به أبو ظبي بأنه تهور غير مسؤول. وبرأي باول أنتون كروجر، مراسل صحيفة «زود دويتشه» الألمانية في الشرق الأوسط، بدأت أبو ظبي تنهج سياسة شرسة بعد بزوغ شمس الربيع العربي حيث اعتبرت نجاح الإخوان المسلمين في تونس ومصر تهديدا لها مثل موقف السعودية من الإخوان.
مشاركة :