استخبارات بالقطعة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/13/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تدور هذه الأيام أخبار ومناقشات عن مساءلات الإدارة الأمريكية لرجال استخبارات عذبوا المعتقلين برسم الحجز للاستجواب، وقال أوباما إنه لن يسمح بما جرى مرة أخرى، وقال المؤيدون لتلك الأعمال من رجال الاستخبارات إن البلد كانت تمر بمرحلة إنذار ويجوز كل شيء في سبيل حماية أمريكا. وقال بعض رجال السس آي إيه، "يجوز" أن من قام بالجور والشطط والعسف والتجاوز هم من "مرتزقة" استأجرتهم الاستخبارات للعمل معها. استأجرتهم ؟ هل نأخذ هذا الكلام على أن الاستخبارات أصبحت لغير المحترفين، ممن لا يخضعون للعمل المبرمج والمتعارف عليه. وأصبحت منطقاً تجارياً مثل النجارين والحدادين وسائقي الشاحنات. بالعمل اليومي (Per Diem) ويسمونها بالفُصحى مياومة، أي باليومية. وجاءت من اللاتينية وهي طريقة تنقطع صلة العامل برب العمل حتى يحتاجه مرة أخرى. ومن جلسات الاستجواب الجارية الآن في أمريكا عن حوادث سبتمبر 2001م يظهر جلياً ان ال سي. آي إيه أو الاستخبارات الأمريكية - أو المخابرات (لم تتفق الصحافة العربية بعد على تسمية) يظهر أنها تستفيد من معلومات أناس يعملون بالقطعة. فالذي يعمل بالقطعة يكون أولاً أكثر أمناً على نفسه وعياله ممن يعملون متفرغين فالخوف لا يلاحقه، وكذلك نفور المعارف والأقارب والجيران منه لكونه "يعمل في المخابرات". وعليه فإنه يستطيع السؤال. ومقارنة الأجوبة ووضعها في "رزمة" أو صفقة يسلمها إلى الاستخبارات، ويتقاضى أجرها متى كانت النتائج مُرضية لربّ العمل. هذه العادة كانت موجودة قديماً. فالذين قرأوا قصة مدينتين ل .. تشارلس ديكنز سيتوقفون عند إفادة سارق الجثث الذي حوّل مجرى المحاكمة بأنه عندما حفر القبر - كعادته - كي يأخذ الجثة من أجل بيع أعضائها على طلبة كلية الطب، لم يجد داخل التابوت سوى أحجار. قُصد بها ان فلان الفلاني مات ودُفن. الاستخبارات - قطاع خاص - قد تكون تجارة القرن الواحد والعشرين كما تُظهر لنا التجارب العملية في فشل معظم الاستخبارات الحكومية لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :