يعتبر طارق بن زياد من أمهر القادة العسكريين المسلمين، كان مولى موسى بن نصير والي أفريقية، وقد عينه أميرًا على برقة بعد مقتل زهير بن قيس البلوي في طبرق، ولم يلبث طارق بن زياد طويلًا في هذا المنصب، إذ أنه سرعان ما اختير قائدًا لجيش موسى بن نصير، فأبلى بلاءً حسنًا في حروبه، وأظهر أنَّه فارس شجاع مقدام، وغاز بطَّاش، ولاه موسى على مقدمة جيوشه بالمغرب الأوسط، وهكذا أتيح لطارق بن زياد أن يتولَّى قيادة جيوش موسى، فسيطر الأمويون على ما تبقى من حصون المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي، فحاصرها حتى دخلها وأسلم أهلها، وبهذا تم فتح شمال أفريقيا بكامله، وعُين طارق بن زياد واليًا على طنجة مكافأةً له على مهارته.وافتتحت الأندلس على يد طارق بن زياد في 9 يوليو مثل هذا اليوم، حيث أن طارق بن زياد تحرك بجيشه الذي كان يتكون من سبعة آلاف مقاتل، واتّجه إلى الأندلس في شهر رمضان عام 92 هـ، وكان ذلك بعد نجاح سرية طريف بن مالك، وبعد أن أذن له موسى بن نصير بدخولها، وأفتتح طارق مدينة قرطاجنة في البداية، وعندما علم لذريق ملك القوط بدخول المسلمين للأندلس جهز جيشه وخرج للقائهم، وفي هذا الوقت أرسل طارق لموسى بن نصير لكي يرسل له الدعم، فأرسل له خمسة آلاف مقاتل، والتقى الجيشان في معركة وقعت في الجزيرة الخضراء، حقّق فيها المسلمون نصرًا كبيرًا، ثم بدأ طارق بفتح المدن الأندلسية واحدة تلو الأخرى، وبسبب هذه الفتوحات العظيمة انتقلت مجموعة من القبائل العربية إلى بلاد الأندلس لتتسبب في نهضة أدبية بعد فترة وجيزة، وتجسد الأدب في عدة صور وفنون منها الشعر، وله عدة أغراض تقليدية كالغزل والمجون والزهد والتصوف والمدح والهجاء والرثاء، وشعر الاستغاثة ووصف الطبيعة والموشحات والأزجال والرسالة والمناظرة والمقامة، ويعتبر فن الموشحات فنا أندلسيا خالصا.من أبرز أعلام الكتاب في الأندلس ابن عبد ربه كان شاعرًا وكاتبًا، وله في النثر كتاب "العقد الفريد" الذي قسمه إلى خمسة وعشرين بابًا، وجعل لكل بابين منها اسم جوهرة لتقابلهما في العقد، وهو يجمع بين المختارات الشعرية والنثرية، ولأن أكثر مواده تتصل بالمشرق، فقد قال الصاحب بن عباد لما اطلع عليه: بضاعتنا ردت إلينا، وابن شهيد كان شاعرًا وكاتبًا ايضًا من آثاره النثرية "رسالته في الحلواء" ورسالته المسماة "حانوت عطار" و"رسالة التوابع والزوابع" وهي قصة خيالية يحكي فيها رحلته إلى عالم الجن واتصاله بشياطين الشعراء والكتاب، وقد عرض من خلالها آراءه في اللغة والأدب.وكان ابن حزم ممن اشتهر بشعره وكتابته ومؤلفاته النثرية كثيرة تتناول شتى الموضوعات في الفقه والأدب والأنساب والتاريخ، وابن سيْدَة وكان أعلم الناس بغريب اللغة من أشهر مؤلفاته كتابي "المخصص" و"شرح مشكل أبيات المتنبي"، وابن عبد البر وكان من أهل قرطبة، واشتهر برسائله التي يغلب عليها الاتجاه السياسي والحديث عن الصداقة والمودة، وقد وصف الشطرنج.وقد برع ابن زيدون في رسائله لولادة بنت المستكفي، فكتب الهزلية على لسان ولادة إلى ابن عبدوس يسخر منه كما سخر الجاحظ في رسالة التربيع والتدوير من الكاتب أحمد بن عبد الوهاب وقد ساق ابن زيدون تهكمه في كثير من الأشعار والأمثال وأسماء الرجال، وحرص على تناسق الإيقاع، فكان السجع نائبًا عن الأوزان والقوافي. كما كتب الرسالة الجدية يستعطف فيها قلب ابن جهور فيخرجه من السجن، وقد بدأها بالنثر وختمها بالشعر، وهي من حيث القيمة الفنية لا تقل عن الهزلية.
مشاركة :