البحرين لعبت دورًا مهمًا في توطيد العلاقات بين الصين وبقية دول الخليج

  • 7/10/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين أنور حبيب الله أن علاقات الصداقة التي تربط مملكة البحرين بالصين تعود إلى عقود مضت، لافتًا الى ما تتميز به هذه العلاقات من عمق وقوة واستمرارية، خاصة منذ تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1989. وقال السفير الصيني في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين «بنا»، إن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الى الصين عام 2013 أعطت مزيدا من الزخم للعلاقات الثنائية، واصفا تلك الزيارة بأنها كانت بمثابة قوة دافعة للتنمية والازدهار، بفضل توجيهات القائدين في كلا البلدين والجهود المشتركة للشعبين الشقيقين. وأشار السفير الصيني إلى اتساع رقعة التبادلات التجارية بين مملكة البحرين والصين، والتي عززتها الثقة المتبادلة، بالإضافة الى تعزيز التعاون الاقتصادي بشكل كبير الى جانب برامج التبادل الثقافي والتعليمي التي حققت نجاحًا كبيرًا. وأضاف أن البلدين أصبحا شريكين تربطهما ثقة متبادلة، وتعاون من أجل تحقيق الخير والنفع لشعبي البلدين، مؤكدا «حرص البلدين على التعلم من الآخر بناء على المنفعة المتبادلة، وأن هذا الحرص لا يدعم فحسب العلاقات الثنائية، وإنما التعاون الاستراتيجي بين الصين ودول الخليج العربي ككل، وهو ما سيسهم في جهود حفظ الأمن وحماية دعائم السلامة والاستقرار في المنطقة والعالم». وتابع السفير الصيني إنه «منذ أن قام بتقديم أوراق اعتماده لجلالة الملك المفدى التقى أكثر من 40 مسؤولاً، وأنه سوف يضع يده في يد الحكومة البحرينية وكل الأصدقاء في المملكة من أجل دفع العلاقات الثنائية لمرحلة جديدة، وأنه على ثقة كبيرة بأن هذه العلاقات ستزدهر أكثر وتشهد مستقبلاً أفضل». وأكد السفير الصيني أنه لمس حرص الحكومة البحرينية وكل قطاعات المجتمع على أهمية تطوير العلاقات مع الصين، وقال «تعتبر الصين شريكًا تعاونيًا مهمًا وموثوقًا به، وهذا ضروري لتعزيز التبادلات الثنائية على جميع المستويات، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون العملي ودفع العلاقات الصديقة إلى مستوى جديد». ونوه السفير الصيني بأن منطقة الشرق الأوسط والخليج تشهد تغييرات معقدة وعميقة، موضحًا أن مملكة البحرين تتطلع إلى تعزيز التعاون مع الصين في الشؤون الدولية والمتعددة الأطراف، وتعزيز التنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمامات المشتركة وحماية المصالح المشتركة. وحول دور البحرين الهام والمؤثر داخل دول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية، وكيفية استثمار هذا الدور في تنمية العلاقات الخليجية والعربية مع الصين في إطار التعاون المشترك، قال السفير الصيني «منذ تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني في عام 2004، والذي نتج عنه عدد من آليات التعاون المثمر ولعب دورا إيجابيا لتدعيم الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية، وتعميق التعاون ذي المنفعة المتبادلة، وتعزيز التبادلات الثقافية، أصبح المنتدى منصة مهمة لقيادة العلاقات العربية الصينية وإقامة حوارات جماعية وتعاون في المرحلة القادمة بناء على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي - الصيني والذي سيعقد في العاشر من شهر يوليو الحالي في بكين». وأضاف أن «كبار المسئولين من الصين والدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية سوف يحضرون هذا المنتدى حيث ستعقد اجتماعات مكثفة وعميقة حول تطوير العلاقات بين الصين والدول العربية، وتعزيز مبادرة الحزام والطريق وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية وتشكيل مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وتعزيز بناء آلية منتدى التعاون الصيني - العربي وغيره من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وأوضح أن مملكة البحرين عضو في جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي وشريك مهم للصين ولعبت دورا مهما كجسر بين الصين وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد السفير الصيني أن «مشاركة وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة في اجتماعات منتدى التعاون الصيني العربي سوف يعزز العلاقات الثنائية وتزيد من تعزيز التبادلات الثنائية رفيعة المستوى، وتعمق الثقة السياسية المتبادلة، وتوسع التعاون العملي وتعزز التنسيق الثنائي في القضايا الدولية والإقليمية مع الاهتمامات المشتركة، والتي ستضخ زخما جديدا وقويا في تطوير علاقات التعاون بين الصين والبحرين وتساهم بشكل كبير في نجاح الاجتماع». وحول تفعيل نتائج زيارات المسؤولين في كلا البلدين، ذكر السفير الصيني أنه «في السنوات الماضية ارتفع عدد استثمارات الشركات الصينية في البحرين بسرعة، وفي الوقت الحاضر قامت الشركات الصينية التي تعمل في البحرين بتغطية جميع مجالات التعاون، بما في ذلك المعلومات والاتصالات، وحماية البيئة وتعاقد المشاريع كشركة هواوي للتكنولوجيا، وشركة سي بي أي سي أباسان للألياف الزجاجية، وشركة الصين للهندسة الميكانيكية وشركة جينلو للمياه وغيرها»، منوها بأن شركة «سي بي أي سي أباسان» للألياف الزجاجية تخطط للاستثمار بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتوسيع أربعة خطوط انتاج في مملكة البحرين حيث تم تأسيس الأول عام 2009، وخط الإنتاج الثاني اكتمل في يوليو عام 2017 أما خطا الإنتاج الثالث والرابع فسيكتملان في عام 2020. وأضاف السفير الصيني أن شركة (سي أم أي سي) بصدد التفاوض الآن مع وزارة الإسكان حول شروط التمويل المضمونة لمشروع الإسكان الاجتماعي وبمجرد الوصول إلى الاتفاق، سيكون حجم الاستثمار في المرحلة الأولى ضخما جدا حيث سيصل الى حوالي 550 مليون دولار أمريكي. وأكد ان مدينه التنين في البحرين تعتبر واحدة من أهم الأمثلة للعلاقات الاقتصادية الصينية القوية مع المملكة، حيث إن «مدينة التنين تعتبر أكبر مشروع تجاري بين البحرين والصين ويعد مشروعا اقتصاديا مزدهرا في مجال الاعمال التجارية وأصبح منبرا جديدا للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، ويمثل وجهة هامة للتسوق والترفيه والسياحة للشعب البحريني والدول المجاورة فقد تجاوز عدد زوار المدينة في عام 2017 سبعة ملايين فرد بزيادة قدرها 22 بالمئة عن العام السابق ويمثل 60 بالمئة من زوار المدينة من دولة الكويت ومن المملكة العربية السعودية». وأشار السفير أنور حبيب الله الى أنه وفقا لإحصاءات حكومة البحرين، فقد كان حجم التجارة في 2017 حوالي ملياري دولار أمريكي، مضيفا أن الصين تعد ثالث شريك تجاري غير نفطي وأكبر مصدر واردات لمملكة البحرين، وانه مع تكامل مبادرة الحزام والطريق في الصين والرؤية الاقتصادية للبحرين 2030، ستكون هناك إمكانيات تعاون أكبر وتعزيز للعلاقات الثنائية على مستوى جديد. وفيما يتعلق بالمكتسبات التي ستجنيها مملكة البحرين من مبادرة الحزام والطريق، أكد السفير الصيني أنه «في عام 2013 اقترح الرئيس الصيني في كل من كازاخستان وإندونيسيا على التوالي بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21، والذي يعرف بمبادرة الحزام والطريق.. والتزاما بمبدأ البناء من خلال التشاور والمشاركة، ستقوم الصين بدمج تنميتها بشكل وثيق مع تنمية البلدان المعنية وذلك لتعزيز التنمية الشاملة في المنطقة». وقال «بعد خمس سنوات، دعمت هذه المبادرة وشارك فيها أكثر من 100 بلد ومنظمه دولية، كما تتضمن القرارات الهامة التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إشارة الى هذه المبادرة، والفضل في ذلك يرجع الى الجهود الصينية ورؤية مبادرة الحزام والطريق التي أصبحت حقيقة وأتت بثمارها». وأضاف السفير الصيني أن مملكة البحرين تتمتع بسمعتها كلؤلؤه الخليج وبتاريخها الممتاز واقتصادها المتقدم وثقافتها المتنوعة، لذا فإنه مع تطور علاقات التعاون الثنائية بين الصين والبحرين، فان «مبادرة الحزام والطريق ستساعد البحرين على تحقيق التحول الاقتصادي والارتقاء به، وتعزيز استراتيجية التنويع، وتحقيق الازدهار الاقتصادي والوئام الاجتماعي». وأوضح ان «مملكة البحرين لها تاريخ طويل وثقافة رائعة وموارد سياحية ثرية، ويمكن للسياح الاطلاع على التاريخ العربي والثقافة والحضارة الإسلامية مع سحر سباق الجائزة الكبرى للسيارات ومختلف المؤتمرات والمعارض بوجود مجتمع مستقر وشعب مضياف». وأكد أن «البحرين تعتبر واحة للتعايش المتناغم بين مختلف الأديان والحضارات، كما تعمل حكومة البحرين بنشاط على تشجيع السياحة واجتذاب السياح من جميع انحاء العالم»، منوها «أن هيئة البحرين للسياحة والمعارض أنشأت مكتبا لتمثيلها في بكين من هذا العام بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة الصينية». وتوقع السفير الصيني أن توقع مملكة البحرين والصين على اتفاق بشأن الاعفاء المتبادل من تأشيرات السفر لحاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية في المستقبل القريب، مشيرا الى أن هذه الإجراءات ستزيد من تيسير تبادل الافراد وتعزيز التعاون السياحي بين البلدين. وأضاف السفير الصيني أن مملكة البحرين أكملت مع الصين بنجاح جميع برامج وبنود المرحلة الرابعة من اتفاق التعاون بشأن الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك، مشيرا الى ان المرحلة الخامسة من هذه الاتفاقية اطلقت بصوة كاملة، حيث تم تدريب أكثر من 200 بحريني تحت بنود هذه الاتفاقية التي لعبت دورا مهما في الاقتصاد البحريني. وفيما يخص التبادل الثقافي بين البلدين، أشار السفير الصيني الى أنه في السنوات الماضية ازداد التبادل الثقافي بين الصين ومملكة البحرين بشكل ملحوظ فمنذ عام 2012 قامت الصين بإرسال فرق فنية لزيارة البحرين للمشاركة في الفعاليات الثقافية، مشيرا الى المهرجان الثقافي الصيني والأسبوع الثقافي الصيني والسنة الصينية الجديدة وغيرها من الأنشطة الثقافية الواسعة النطاق التي جرت في البحرين، مؤكدا انه تم دعوة بعض الفنانين البحرينيين للمشاركة في أنشطه التبادل الثقافي في الصين. وأشار السفير الصيني في هذا الصدد الى أن وزارة الثقافة والسياحة الصينية وقعت مذكرة تفاهم مع هيئة البحرين للثقافة والآثار لإنشاء مركز ثقافي صيني في البحرين في أغسطس من عام 2016 وهو الأول من نوعه في منطقة الخليج. ونوه السفير الصيني بأن العلاقات التعليمية الثنائية بين البلدين وخلال السنوات الأخيرة وبفضل الجهود المشتركة حققت نتائج مثمرة، مشيرا الى معهد كونفوشيوس الذي أنشئ في جامعة البحرين بالتعاون مع جامعة شانغهاي في سبتمبر 2014، والذي أصبح منصة لتعليم اللغة والثقافة الصينية وأصبح كذلك مركزا للتبادل التعليمي بين البلدين.

مشاركة :