حزب الله يغادر سورية مكرها

  • 7/10/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما يزال موضوع عودة مقاتلي حزب الله من سورية محط أنظار المراقبين، مع الحديث عن حل قريب يبقي على رئاسة بشار الأسد، ويمكّن النظام من إعادة فرض السيطرة الكاملة على مناطق المعارضة، مقابل سحب القوات الإيرانية وميليشياتها، من بينهم حزب الله من سورية، لا سيما في الجنوب، حيث الوعود الروسية والسورية لإسرائيل بعدم تهديد أمنها متواصلة، فيما الولايات المتحدة التي ترغب في سحب قواتها يرضيها هذا التناغم وهو ما سيتم تكريسه ربما في لقاء هلسنكي بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، الأسبوع المقبل. ويتردد أن حزب الله بدأ بتخفيض عدد قواته في سورية، إذ تشير بعض المعطيات على الأرض إلى عودة شبان من القرى البقاعية، كانوا يقاتلون في سورية يوجدون في الساحات، دون مهام أو أعمال، مما يشير إلى أن أزمة بطالة المقاتلين ستندلع شرارتها قريبا، خصوصا إذا قطعت الرواتب أو جرى خفضها، أو تم الاستغناء عن خدمات البعض، نتيجة ضبط الإنفاق مع الحصار والعقوبات على الطرف الممول في إيران، أو عبر شبكات تهريب المخدرات وتبييض الأموال التي تتم محاصرتها في العالم لمحاربة الإرهاب. مهمة لم تنجز كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أعلن «أن مهمة الحزب في سورية لم تنجز بعد»، مما يشير إلى أن الحزب باق في سورية، لا سيما في أماكن القتال الساخنة، وفي مناطق أخرى يعدها إستراتيجية، مثل القصير والقلمون، إذ ما يزال مقاتلو الحزب في تلك المنطقة موجودين، ويخضعون لعمليات روتينية في التغيير والتبديل حسب الخدمة المقررة. ويقدر عدد مقاتلي حزب الله في سورية بأكثر من 7000 عنصر، لكنه انخفض إلى النصف تقريبا في الفترة الأخيرة، مع توقعات خبراء عسكريين تشير إلى إمكان عودة قريبة لمقاتلي الحزب، على الأقل من جنوب سورية حيث يطبخ حل، يبعده عن المنطقة. والواضح أن الضغط الروسي على حزب الله في جنوب سورية يستوجب سحب ميليشياته من جنوب سوريا مُكرها، بعد المقايضات والحلول التي تعمل روسيا على ترتيبها بالتوافق مع إسرائيل، إلا أن التقديرات بأن حزب الله سيبقي على قوات له في ريف حمص والقلمون الغربي وفي محيط دمشق، لا سيما في السيدة زينب. حرب شاملة على صعيد متصل، استخدم النظام السوري في إطار حربه الشَّاملة ضدَّ المناطق التي ثارت على حكمه، أسلحة ارتجالية زهيدة التَّكلفة كبيرة التَّأثير؛ بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا وتدمير واسع للمراكز الحيويَّة المدنيَّة، وكان سلاح البراميل المتفجرة أحد أكثر الأسلحة الارتجالية استخداما منذ مارس 2011. وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن بشأن منع استخدام البراميل المتفجرة، إلا أنَّ قوات النِّظام السوري لا تزال تُمطر سماء المناطق الخارجة عن سيطرتها يوميا بعشرات البراميل المتفجرة، إذ استخدمت ما لا يقل عن 70 ألف برميل مُتفجر، بينها 2908 براميل أُلقيت منذ مطلع العام الحالي.

مشاركة :