البنزرتي غادر تونس مكرها وسيعود من الباب الكبير

  • 5/28/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - كان المدرب التونسي فوزي البنزرتي من بين الفنيين “المغضوب عليهم” في تونس، لقد كانت آخر تجاربه مفعمة بالإحباط والانكسار حيث قضى فترة قصيرة مع الترجي التونسي خرج في أعقابها مكرها من الباب الصغير بعد أن فشل الترجي خلال حقبته في تحقيق الهدف المنشود وهو الحصول على دوري أبطال أفريقيا، لكن أربعة أشهر فقط درب خلالها فريق الوداد البيضاوي المغربي كانت كافية لتغيير كل الموازين فأعادت الهيبة لهذا الفني في بلده وجعلته محل تنافس قوي بين النجم الساحلي والنادي الأفريقي. وأكدت أغلب وسائل الإعلام التونسية خلال الفترة الماضية أن أسهم المدرب فوزي البنزرتي عادت للارتفاع مجددا في “السوق” المحلية، فهذا المدرب أصبح مطلوبا بشكل كبير من قبل النادي الأفريقي وخاصة من النجم الساحلي، وأشارت مصادر مقربة من إدارة النجم إلى أن رئيس النادي رضا شرف الدين بصدد التفاوض بشكل مباشر مع البنزرتي قصد إقناعه بالعودة إلى تونس وخوض تجربة جديدة مع النجم الذي حقق معه نجاحات لافتة منذ موسمين. من جهته دخل الأفريقي التونسي، الذي يشهد حاليا حملة انتخابية قوية من أجل اختيار رئيس جديد، بقوة على الخط ويأمل في التعاقد مع فوزي البنزرتي الذي تغير موقعه الريادي محليا واستعاد توهجه بعد أن غادر الترجي مكرها منذ بضعة أشهر. وقبل مواسم قليلة عاش فوزي البنزرتي وضعية مشابهة حيث كاد يلفه النسيان ويجبر على التقاعد والابتعاد عن التدريب عندما مرّ بمراحل صعبة في تونس إذ أجبر منتصف موسم 2013ـ2014 على الاستقالة من تدريب النجم الساحلي، غير أن بطالته لم تدم طويلا حيث تلقى عرضا مغريا من الناحية الرياضية للإشراف على نادي الرجاء البيضاوي الذي كان يتأهب آنذاك للمشاركة في كأس العالم للأندية. كانت مهمة البنزرتي ضمان مشاركة مشرفة في هذه البطولة العالمية، غير أن النتائج فاقت كل التوقعات إذ تمكن من قيادة الرجاء “العالمي” للوصول إلى المباراة النهائية بعد مسيرة بطولة ونتائج فاقت كل التوقعات، وواصل البنزرتي تدريب الرجاء إلى موفى الموسم واقترب من التتويج محليا لكن الحظ لم يسعفه في آخر جولة من عمر الدوري المغربي الممتاز. علاقة البنزرتي بالوداد اليوم تبدو على وشك الانتهاء، رغم حرص إدارة الفريق المغربي على مواصلة التجربة معه إثر تلك التجربة المميزة عاد فوزي البنزرتي مرة أخرى إلى تونس حيث أصرت إدارة النجم الساحلي على استقدامه مجددا، ليحقق مع الفريق نتائج جيدة للغاية بعد أن نجح في تكوين فريق قوي استطاع أن يتوج معه خلال موسمين ونصف الموسم بكأس تونس وكأس الاتحاد الأفريقي وكذلك لقب الدوري المحلي. ولم تتواصل التجربة كثيرا حيث تراجعت نسبيا نتائج الفريق ليختار البنزرتي الابتعاد وخوض مغامرة جديدة جعلته يتعاقد مع الترجي التونسي الذي كان يضع هدفا واحدا أمامه وهو التتويج بلقب دوري الأبطال. عاد البنزرتي إذًا إلى فريق “باب سويقة” فسارت كل الأمور على أحسن ما يرام في البداية، لكن حصل المكروه وحدث ما لم يكن في الحسبان، فبعد أن وضع الترجي قدما في الدور نصف النهائي للمسابقة القارية سقطت كل الحسابات في الماء إذ خسر الترجي أمام الأهلي في مباراة العودة على ملعبه ليودع البطولة من الباب الضيق. وقد تسبب هذا الخروج “المخزي” في هيجان جمهور الترجي على المدرب فوزي البنزرتي إذ طالب عدد كبير من أحباء النادي بإقالة هذا الفني، وتمت ممارسة ضغوط كبيرة عليه أجبرته في نهاية المطاف على “الفرار” من سخط الجماهير وإنهاء التجربة مع الفريق. لكن إثر ذلك لم ينتظر البنزرتي كثيرا إذ تلقى عرضا مغريا من القطب الثاني في الدوري المغربي ونعني فريق الوداد البيضاوي. كانت مهمة البنزرتي تتمثل أساسا في تعويض الحسين عموتة صانع التتويج بلقب دوري الأبطال وتحسين نتائج الوداد محليا. وبدأت المغامرة بشكل مثالي للغاية بما أن الفريق توصل بعد أيام قليلة من التعاقد مع البنزرتي إلى التتويج بكأس السوبر الأفريقي على حساب مازيمبي الكونغولي، بعد ذلك تحسنت النتائج محليا، فرغم خروج بعض اللاعبين المؤثرين على غرار أشرف بن شرقي الذي تحول إلى الهلال السعودي إلا أن البنزرتي أعاد الاعتبار للوداد وجعله يعود إلى الواجهة وينافس بقوة على لقب الدوري بعد أن كان يحتل مركزا متأخرا للغاية. اليوم تبدو علاقة البنزرتي بالوداد على وشك الانتهاء، فرغم حرص إدارة الفريق المغربي على مواصلة التجربة معه لمواصلة “المشروع” الذي بدأ منذ الموسم الماضي إلا أن مسيرة البنزرتي قد تعرف عودته مجددا لتدريب النجم الساحلي، فإدارة هذا الفريق التونسي مستعدة لتقديم الغالي والنفيس من أجل إقناع البنزرتي بالإشراف على الفريق مرة أخرى، والأمر المؤكد أن البنزرتي الذي يعتبر من أكثر الفنيين تعاملا مع النجم على امتداد تاريخ النادي سيعود مرة أخرى إلى سوسة وإن لم يحصل ذلك اليوم فإنه سيحصل بعد حين، خاصة وأن البنزرتي يعتبر النجم من أقرب الفرق إلى قلبه.

مشاركة :