قال الناقد الدكتور يسري عبدالله خلال مناقشة المجموعة القصصية وجه آخر للصلصال للكاتبة عبير الحلوجى بمكتبة خالد محى الدين بحزب التجمع أن ثمة رغبة في الخلاص، تهيمن على نصوص المجموعة وان هناك امرأة تقف على الحافة. وتابع أن النصوص تحضر فيها تيمات عديدة مثل الحب، الرفض، الخوف، الكبرياء، الفقد، الوحشة، الونس، الرغبة، القمع، الاغتراب، التلصص، التمرد، و الامتثال"، ويعد كل نص تعبيرا جماليا عن حالة فنية بالأساس تستقي مادتها من مخزون حياتي وافر، تتوافر عليه القاصة في استعادة لعبارة تيودور أدورونو الدالة "أن تحكي شيئا معناه أن تتوافر على شيء خاص لتقوله لنا".واضاف عبد الله : هنا تتوافر عبير الحلوجي على عالم يحيا علاقة تتراوح بين الاتصال والانفصال، فكل شيء موصول ومقطوع في آن، هذا الحياد الفني الذي لا يقدم الشخوص ولا العوالم وفق رؤى سابقة التجهيز، والذي يستعبر كثيرا من آليات الثقافة البصرية، بوسائطها المختلفة، مثل كتابة السيناريو، وفني السينما، والمسرح أيضا.كما يهيمن الحكي بضمير الغائب على القصص الأربع الأولى" فتوى، ازدراء، إرث آثم، آخر زمن"، وتحدث حالة من المباعدة الفنية بين الكاتب والمسرود عنه - المحكي عنه، في " فتوى" ثمة رغبة في الخلاص، تهيمن على نصوص المجموعة، بدءا من قصتها الاولى " فتوى"، حيث ثمة امرأة مأزومة ومرتبكة في آن، ترى في الموت لأحد طرفي العلاقة خلاصا، وتبدو الشخصية القصصية ممثلة للتعريف الكلاسيكي للسرد حول وجود بطل في أزمة، وتتخذ الازمة هنا أبعاد نفسية، ويبدو الخلاص مشوبا بخضوع لأعراف المجتمع وتصوراته العقائدية أيضا هنا، فالبطلة لا ترغب في أن تكون زوجة لزوجها في العالم الآخر، فالحياة قد ضنت عليها كثيرا، حتى ترى في الفتوى ضالتها" الزوجة لآخر أزواجها"، وفي وسط ذلك ثمة تحولات درامية طريفة ومبررة فنيا، كأن تدعو له بالبقاء خوفا من وفاته قبل ان تستقر على ما تفعله."وجه آخر للصاصال"، هى المجموعة القصصية الثانية للكاتبة عبير الحلوجي، وتتشكل المجموعة من ثلاث وثلاثين قصة قصيرة تمثل المتن السردي لها.
مشاركة :