قال الناقد الدكتور يسرى عبد الله: إن عبير الحلوجي كاتبة موهوبة وشديدة الخصوصية، حيث أجادت فى مسألة اللعب على مساحات الشعور البينية بين الأم والابنة، وهو ما نجده في النصوص كما في قصة "غيرة"، وهي مساحة نفسية شديدة التعقيد.وتابع عبد الله خلال مناقشة المجموعة القصصية "وجه آخر للصلصال" بمكتبة خالد محيى الدين أنه في قصة "ازدراء" ثمة تصور طليعي في النظر إلى العالم يلوح أيضا في قصص أخرى، حيث تصرح القاصة "باسمي بطلتيها منذ البداية، إيمان الموزعة في اللاوعي بين أب مسلم وأم مسيحية، والممزقة بين عوالم مجتمع متناقض، ابن التدين الشكلي، والنظر الرجعي للعالم، تفر إيمان من الدرس الديني للخطيب الشاب الذي لم يكن أكثر من متطرف يحض على التعصب والكراهية والتمييز الطائفي، لكنها لم تستطع الفرار من أسر مجتمع ضاغط، متأسلف، مسكون بالقسوة والعتامة .ومن ثم يصبح المختتم السردي دالا عبر جملة مريم الحوارية في النهاية، التي تنزل مثل صاعقة، والمسرودة باللغة المحكية وقد احسنت الكاتبة في ذلك حيث تغلغل هذا الفكر في العقل العام، وحيث اللغة منطق التفكير .أما جملة: الزجاجة وحدها لا تكفي. تبدو الجملة المفتاحية في النص، حيث تتعزز رغبة مقموعة لن يعوضها العطر الرجالي مهما كانت درجة نفاذيته.كما تتخذ جغرافيا السرد مكانا جديدا في "الصندوق الأسود" حيث الإشارات إلى الريف بقضايا الإرث السرمدية داخله.توظف الكاتبة المونولج الداخلي كثيرا في نصوصها كما في قصة " وحفظت الأسرار "وجه آخر للصاصال"، هى المجموعة القصصية الثانية للكاتبة عبير الحلوجي، وتتشكل المجموعة من ثلاث وثلاثين قصة قصيرة تمثل المتن السردي لها.
مشاركة :