«واشنطن إكزامينر»: حملة قطر لكسب دعم أميركا ستفشل وكلمة السر «إيران»

  • 7/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دينا محمود (لندن) أكد تقرير نشر في مجلة «واشنطن إكزامينر» أن الحملة الدعائية التي تشنها قطر على الساحة الأميركية، وتنفق عليها عشرات الملايين من الدولارات لكسب دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب، ستبوء بالفشل في نهاية المطاف، وذلك بسبب العلاقات الوثيقة التي يقيمها النظام الحاكم في الدوحة مع نظام الملالي الحاكم في طهران. وقال إن هذه الروابط الآخذة في التنامي، تمثل السبب الجوهري في الإخفاق المتوقع للحملة المستمرة منذ نحو عام، والتي ينفق عليها نظام تميم بن حمد ببذخٍ مُفرط، عبر التعاقد مع أكبر عددٍ ممكنٍ من جماعات الضغط، بغرض التأثير على صناع القرار في الولايات المتحدة، سواء في البيت الأبيض أو الكونجرس. وأوضح التقرير أن إدارة ترامب تعارض بشدة التوصل إلى حلول وسط مع إيران، التي تمثل شريكاً لقطر في الوقت الراهن، مؤكداً أن ذلك يجعل وضع الدوحة أضعف لدى واشنطن بمعايير حسابات المصالح الأميركية، خاصةً أن الصداقة القائمة بين النظامين القطري والإيراني، باتت على رأس قائمة مخاوف الساسة الأميركيين. وأشار إلى أنه بينما يبدو أن قطر تعتقد أن بوسعها الاضطلاع بدور وساطةٍ بين الجانبين (أميركا وإيران)، فإن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لا يبدي أي مؤشر يفيد باهتمامه ببلورة اتفاقات مع الحكومة الإيرانية. وانتقد التقرير مساعي «نظام الحمدين» لتبييض صورته في الولايات المتحدة، والعمل في الوقت نفسه على تعزيز علاقاته مع النظام الإيراني، وهي العلاقات التي اعتبر أنها تقوم على تحالفٍ قصير أو متوسط المدى ليس أكثر، في ضوء الاختلاف بين الجانبين في طبيعة الفكر المتشدد الذي يروج كلٌ منهما له، رغم اتفاقهما على دعم جماعاتٍ إرهابيةٍ بعينها، ومعاداة دولٍ مهمةٍ مثل السعودية، والمشاركة القائمة بين الدوحة وطهران في حقل غاز الشمال، وهو ما حدا بالتقرير إلى وصف التحالف القطري الإيراني بـ«أنه ضربٌ من السخف». أما العامل الأهم الذي سيفضي بحملات الدعاية القطرية إلى الفشل فيتمثل وفق التقرير في التباعد الآخذ في التزايد بين مصالح واشنطن والدوحة، رغم أن قطر تستضيف قاعدة «العديد»، التي تضم مقر قيادة القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط. إذ أبرز التقرير دعم «نظام الحمدين» للجماعات المتشددة في المنطقة، وهو ما لا يتفق مع المصالح الأميركية. وأشار إلى أن الدوحة تفتقر حتى للمصداقية اللازمة للاضطلاع بدور الوسيط مع بعض هذه الجماعات (في إشارة إلى المفاوضاتٍ بين الجانب الأميركي ومسؤولين من حركة طالبان الأفغانية). وأكد التقرير أن التباين الصارخ بين السياسة التي تنتهجها قطر وتلك التي تتبناها الدول العربية الأخرى، يشكل أحد أسباب الفشل الحتمي لحملة شراء الولاءات السياسية التي تنغمس فيها قطر بشكلٍ محموم في واشنطن. ومن بين أبرز ملامح الاختلافات السياسية بين الدوحة ومحيطها الخليجي، مواصلة قطر التسامح مع عمليات تمويل الإرهاب التي تتم على أراضيها، بينما تتبنى السعودية والإمارات برامج للتحديث السياسي وتنويع الموارد الاقتصادية. مؤكداً أن السياسات المعتدلة، أكسبت السعودية وغيرها مكانةً مهمةً في أروقة الجهات المعنية بالأمن القومي الأميركي، وجعلت إدارة ترامب أكثر تفهماً وتعاطفاً مع مخاوفها. وقلل التقرير من شأن الجهود المحمومة التي تقوم بها قطر على الصعيد الإعلامي في الولايات المتحدة منذ فرض المقاطعة في يونيو 2017، قائلاً إن تحسين مكانة الدوحة في أميركا يتطلب أكثر من مجرد إنفاق ملايين الدولارات، فالأمر يستلزم، تخلي النظام القطري عن دعمه للمتطرفين والنظر بشكلٍ أكثر تشككاً لإيران. وشدد على أنه ما لم يتحقق ذلك فسيظل الرابح الوحيد من السياسة الخارجية القطرية هم الإرهابيون، وجماعات الضغط الموجودة في واشنطن.

مشاركة :