رافقت بعثة الحج كقائد كشفي مسؤول عن التنظيم بمنى وعرفات عملت 9 سنوات سكرتيراً للبعثة لشؤون مكة المكرمة كنت أحلم بالطيران.. والأقدار قادتني إلى التربية والتعليم طالبة بوذية فازت بالمركز الأول في مسابقة عن سيرة الرسول حريق خيام منى عام 1417هجرية.. لا ينسى بدأت تسيير حج الجو بـ 6 آلاف ريال.. ورضا الحاج غاية لا تدرك حوار - نشأت أمين: بدأ حياته شبلاً في جمعية الكشافة القطرية ثم تدرّج في عمله بها حتى أصبح مشرفاً ثم موجهاً عليها وواصل مشواره في المجال الكشفي حتى أصبح محكماً دولياً ثم عضواً بالمنظمة العربية الكشفية لمدة 15 عاماً فمستشاراً للمكتب الكشفي الإسلامي بجدة، وإلى جانب نشاطه في مجال الكشافة عمل مدرساً ثم مديراً لمنطقة دخان التعليمية.. وواصل مسيرته في السلك التعليمي حتى ترأس إدارة شؤون المباني المدرسية بوزارة التربية ثم أصبح رئيساً للتعليم الخاص بالوزارة.. وخلال عمله بالوزارة ترك بصمات واضحة في كل مكان عمل به، فقد سعى من أجل إحداث نقلة نوعية في المباني المدرسية، وخلال مدة قصيرة أتت جهوده أكلها حيث تم تشييد 41 مدرسة دفعة واحدة خلال 10 أشهر فقط بكلفة مليار ريال، وتمضي الأقدار به لتضعه في مكان مختلف تماماً عن التعليم والكشافة، ليتجه إلى حملات تسيير الحج والعمرة.. إنه عبد الرحمن حسن الحمادي صاحب حملة الهدى سابقاً.. التقيناه لإلقاء المزيد من الضوء على رحلته في عالم الكشافة والتربية وأخيراً في الحج والعمرة وكان الحوار التالي: > بداية حدثنا عن نشأتك؟ - كنا نقيم في منطقة الرفاع وهي المنطقة التي يقع بها متحف قطر الوطني حالياً حيث التحقت خلال المرحلة الابتدائية بمدرسة الخليج العربي وأمضيت بها عامين وفي العامين الثالث والرابع انتقلت للدراسة بمدرسة مريخ الابتدائية، ونظراً لقلة أعداد الطلاب في المدرسة طلبت من أسرتي العودة مرة أخرى للدراسة بمدرسة الخليج، فقد كنت طالباً نشيطاً وأحب الحركة وهو ما كنت أجد صعوبة في التعبير عنه في مدرسة مريخ حيث كانت صغيرة وإمكانياتها محدودة، وأكملت دراستي الابتدائية بمدرسة الخليج ثم انتقلت بعد ذلك لاستكمال المرحلتين الإعدادية والثانوية بالمعهد الديني. بعد حصولي على الشهادة الثانوية من المعهد، التحقت بقسم الطيران والذي كان يتبع لوزارة التربية والتعليم، فقد كانت لديّ رغبة في أن أكون مهندس طيران، ودخلت هذا القسم على أمل الفوز ببعثة لاستكمال الدراسة في بريطانيا إذا حصلت على نسبة 85%، وكان من المتفرض أن تكون مدة الدراسة في القسم 3 أشهر فقط إلا أنه تم تمديدها لـ 3 أشهر أخرى وقد شعرت أن الفترة يمكن أن تطول أكثر من ذلك فقمت بتغيير وجهتي إلى مجال التعليم حيث عملت مدرساً لمدة 3 أشهر بمدرسة دخان الابتدائية ثم مدرساً بمدرسة خالد بن الوليد لمدة نحو 4 أشهر ثم انتقلت بعد ذلك بحكم محل السكن للتدريس بمدرسة الريان الابتدائية والإعدادية حيث ظللت بها لمدة 5 سنوات إلى أن بدأت الدراسة في جامعة قطر في عام 1975 عندئد التحقت بالدراسة بالنظام المسائي وحصلت في البداية على دبلوم لمدة عامين ثم استكملت الدراسة حتى حصلت على شهادة بكالوريوس التربية. > وماذا عن مجال الكشافة؟ - تم تعييني مشرفاً لجمعية الكشافة القطرية بعد انفصالها عن إدارة التربية الرياضية وكنت أول مشرف لها بعد انفصالها واستمر عملي بها لمدة 5 أعوام حتى تم تعييني مديراً لمنطقة دخان التعليمية وذلك في عام 1983 وظللت أشغل هذا الموقع حتى عام 1987 ثم عُرض عليّ رئاسة التعليم الخاص فوافقت وظللت أشغل منصب رئاسة التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم لمدة 5 سنوات عدت بعدها مرة أخرى للعمل موجهاً بجمعية الكشافة القطرية وكنت أول موجه لها. > هل لك أن تحدّثنا عن أبرز المحطات في العمل الكشفي؟ - مارست العمل الكشفي منذ الصغر وتدرّجت فيه من "شبل" إلى أن أصبحت قائداً دولياً حيث حصلت على الشارة الدولية في عام 1985، وكنت عضواً بالمنظمة العربية الكشفية لمدة 15 عاماً عملت خلالها مدرباً دولياً، كما أنني كنت عضواً بالمكتب الكشفي الإسلامي ومقره بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وكانت قطر سبّاقة في عضوية هذا المكتب بل وفي إنشائه أيضاً وما زلت أعمل مستشاراً لهم حتى الآن وقد حصلت خلال عملي الكشفي على العديد من شهادات التكريم، بينها قلادة دول مجلس التعاون الخليجي في العمل الكشفي، قلادة المكتب الكشفي العربي، وهناك العديد من القلادات المماثلة الأخرى التي حصلت عليها. > وماذا عن فترة توليك مسؤولية إدارة شؤون المباني التعليمية؟ - بعد بضع سنوات أمضيتها موجهاً لجميعة الكشافة القطرية عدت مرة أخرى لوزارة التربية والتعليم، حيث ترأست إدارة شؤون المباني المدرسية بوزارة التربية والتعليم، ووجدت أحوال المدارس في هذا الوقت في غاية السوء، وعملت على الارتقاء بمستوى المباني المدرسية، حيث كان يتم تشييد المدارس وفق خطة عشرية، وبموجب تلك الخطة فإنه خلال العام الواحد كان يتم بناء 7 مدارس وكانت هناك حاجة إلى 70 مدرسة وعند تسلمي مهام منصبي كان تم الانتهاء من 20 مدرسة من إجمالي 70 مدرسة، وسعيت بكل جد من أجل تغيير هذا الوضع ووجدت دعماً كبيراً من جانب الدولة، ومن ثمار هذا الجهد أنه خلال 10 أشهر تم تشييد 41 مدرسة تكلّفت جميعها مليار ريال بواقع نحو 18 مليون ريال لكل مدرسة. > وهل اختلفت تصاميم المباني في ذلك الوقت عن ذي قبل؟ - بالطبع فقد حرصنا على أن تشمل المدرسة جميع الأنشطة داخل صالات كبيرة وسط المدارس من أجل حماية الطلاب من حرارة الجو، فكانت الأنشطة الرياضية وطابور الصباح والمصليات والمقاصف وغير هذه الأنشطة تجرى داخل المدارس خلافاً لما كان عليه الوضع في السابق حيث كانت كل الأنشطة تتم في ساحات مكشوفة. > وماذا عن رئاسة التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم؟ - حققت طفرة في مجال التعليم الخاص فقد كانت قيمة الدعم الذي يحصل عليه هذا القطاع من الدولة يبلغ نحو 300 ألف ريال وسعيت لرفعه إلى نحو 3 ملايين كما سعيت من أجل الموافقة على منح الأراضي لهذه المدارس بسعر رمزي، كذلك عملت من أجل استمرار تقديم الماء والكهرباء والكتب الدراسية لها مجاناً ومن أجل صدور قرار بوجود مدير أو مديرة للمدرسة الخاصة إذا رغب المالك على أن تتحمّل الدولة دفع راتبهم، كما تم إقامة أنشطة فنيّة وثقافية متنوعة شملت العديد من المجالات بينها الرسم والتمثيل والخطابة، وكانت هناك لجان تربوية متخصّصة تقيّم أعمال وأنشطة الطلاب ورصدنا لهذه الأنشطة جوائز قيّمة، وكان من بينها أيضاً مسابقات في حفظ القرآن الكريم وفي السيرة النبوية.. ومن المواقف الطريفة في هذا الأمر أن من فازت بالمركز الأول في مسابقة بحثية عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت طالبة غير مسلمة "بوذية" وجاءت طالبة باكستانية في المركز الثاني. > وكيف تحوّلت إلى تسيير حملات الحج والعمرة؟ - الكشافة هي التي قادتني إلى هذا الميدان. > كيف ذلك؟ - كانت المملكة العربية السعودية تستعين بعناصر من الكشافة في كل عام للمعاونة في التنظيم خلال موسم الحج، وفي عام 1970 شاركت مع عدد من عناصر الكشافة من قطر في تقديم الخدمات للحجاج، وقد استمريت في أداء هذا العمل بشكل سنوي، وفي عام 1983 طلب مني د. محمد عبدالله الأنصاري، رئيس بعثة الحج في ذلك الوقت والذي كانت له بصمات كبيرة في تطوير العمل ببعثة الحج القطرية، أن أقوم بمرافقة بعثة الحج كقائد كشفي، حيث كنت مسؤولاً عن التنظيم في منى وعرفات واستمريت في هذا العمل على مدى عامين وفي السنة الثالثة تم اختياري سكرتيراً لبعثة الحج القطرية لشؤون مكة وظللت أشغل هذا الموقع على مدى 9 أعوام، وعندما ترك د. الأنصاري رئاسة البعثة تركتها معه أيضاً، وبعد مرور نحو 5 سنوات اقترح عليّ بعض الأصدقاء أن أقوم باستغلال خبرتي في مجال الحج على مدى السنوات العديدة التي مرّت في أن أقوم بإنشاء حملة للحج والعمرة وهو ما تحقق في عام 1991 حيث قمت بتأسيس حملة الهدى للحج والعمرة. > وماذا عن أول رحلة حج قمت بتنظيمها؟ - قبل أن أقوم بالتسيير ورغم ما لديّ من خبرات تراكمية سواء من خلال العمل الكشفي أو العمل في سكرتارية بعثة الحج، قرّرت أن أذهب ضمن إحدى الحملات لأداء الحج لأنني عشت الأجواء وأنا قائد كشفي وكإداري، لكنني لم أعش الجو وأنا حاج ضمن الحملات فقمت بالذهاب كحاج ضمن حملة حاتم لكي أتعرّف على ما يقوله للحجاج وما يحتاجونه خلال هذه الرحلة وبالفعل ساعدتني الرحلة في الإلمام بالكثير من الجوانب التي كانت تنقصني لاسيما فيما يتعلق بأداء الإداريين في الحملات، فقد يكون المقاول قد قام بتوفير شتى الخدمات التي يحتاجها الحجاج لكن سوء الأداء من الإداريين قد يؤثر سلباً على هذا الجهد وهذا لا يمنع من أن يكون القصور من جانب المقاولين في بعض الأحيان، وفي العام التالي، وكان ذلك عام 1991، قمت بتسيير أول حملة عبر البر، وفي العام التالي تخصّصت في حملات الجو وتوقفت عن التسيير عبر البر وكانت تكلفة الرحلة في ذلك الوقت حوالي 6 آلاف ريال. > حدثنا عن الخدمات التي كانت تقدّم للحجاج في ذلك الوقت؟ - كانت الصورة مغايرة تماماً لما نشاهده اليوم، فقد كانت بساطة الناس في الدوحة صورة مطابقة تماماً لما كان عليه الوضع في الأراضي المقدّسة فلم تكن هناك أية بوفيهات، على ما نشاهده الآن، ولم تكن لدينا حمّامات مجهّزة في مناطق المشاعر مثلما عليه الوضع الآن بل كان البر هو المكان المتاح الذي يمكن للحاج أن يقضي فيه حاجته، في حين أن الصورة تغيّرت تماماً الآن خلال موسم الحج كانعكاس طبيعي لتطور الحياة في قطر بشكل عام وأصبح لزاماً على الحملات أن تقدّم للحاج خدمات تتلاءم مع الحياة التي يعيشها في قطر من مختلف النواحي، لدرجة أنه رغم ما تبذله الحملات من جهود ضخمة إلا أن بعض الحجاج ما زال يرى أن هناك قصوراً، وقل الرضا لدى الناس وأصبح رضا الحجاج غاية لا تدرك. > لا شك أن هناك الكثير من المواقف التي لا تنسى. - نعم .. لكن رغم كثرة تلك المواقف فإنه لا يمكنني أن أنسى على الإطلاق الحريق الذي اندلع في خيام منى عام 1417هجرية، فقد أحاطت النيران بالحجاج من كل صوب تقريباً وتوالى انفجار إسطوانات الغاز التي كانت كالقنابل تطير في الهواء وخلّف الحريق عدداً كبيراً من حالات الوفاة إلا أن جميع حجاج قطر كانوا بخير ولم يصب أحد باستثناء فهد ارحمه الكواري صاحب حملة فهد الذي أصيب بجروح وحروق بسيطة، كذلك لا يمكن أن أنسى الفيضانات التي حدثت منذ 7 أعوام والذي كان سوف يؤدي إلى وقوع كارثة كبيرة. > وهل ما زلت مسؤولاً عن حملة الهدى حالياً؟ - لقد بلغت السن القانونية التي يتعين عليّ بعدها التخلي عن رئاسة الحملة، لذلك تركت المهمة لنجلي حسن عبد الرحمن الحمادي وهو الذي يتولى مسؤوليتها في الوقت الحالي.
مشاركة :