تعتزم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، التي جمعت حكومتها، أمس الثلاثاء، البقاء في السلطة رغم التهديد بحجب الثقة عنها بعد استقالة وزيرين أساسيين في حكومتها، ونائبين لرئيس حزب المحافظين، بسبب خلاف معها حول نهجها ل«بريكست».وقال مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه، إن نائبين لرئيس حزب المحافظين الذي تنتمي إليه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، استقالا احتجاجاً على مقترحاتها المتعلقة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، كما قالت المحررة السياسية في هيئة الإذاعة البريطانية، لورا كوينسبرج، في وقت سابق أمس، على تويتر «اثنان من نواب رئيس حزب المحافظين، هما بن برادلي وماريا كولفيلد، قررا الاستقالة احتجاجاً على خطة الانسحاب (من الاتحاد الأوروبي)».وكان وزير «بريكست» ديفيد ديفيس، ووزير الخارجية بوريس جونسون، وكلاهما مؤيد لانفصال تام وواضح عن الاتحاد الأوروبي، قد قدما استقالتهما بعد ظهر الاثنين، معتبرين أن بريطانيا تسير نحو نصف «بريكست» وستتحول إلى مستعمرة للاتحاد الأوروبي.وعينت ماي خلفاً لهما على وجه السرعة، وهي تحاول البقاء على خطها رغم الأوضاع العاصفة، غير أنها تواجه خطر تصويت على سحب الثقة منها في حال تحالف أنصار انفصال كامل وحاد لإطاحتها.وينص النظام الداخلي للحزب على وجوب موافقة 48 نائباً كحد أدنى، لرفع المسألة إلى اللجنة 1922 المسؤولة عن تنظيم صفوف المحافظين، وبدء آلية تصويت على الثقة، وينبغي بعدها جمع أصوات 159 نائباً محافظاً من أصل 316 لإسقاط رئيسة الحكومة، وهو أمر غير مضمون.ويأمل المفاوضون البريطانيون والأوروبيون الذين يستأنفون محادثاتهم الأسبوع المقبل، في التوصل إلى اتفاق حول شروط الانسحاب البريطاني، ووضع خطة للعلاقات التجارية المقبلة خلال قمة يعقدها الاتحاد ألأوروبي في أكتوبر/ تشرين الأول.وحذر المستشار السابق لرئيسة الوزراء، نيك تيموثي، في صحيفة «ذي صن» بأنه «من خلال زعزعة استقرار الحكومة، فإن المتمردين يزعزعون استقرار «بريكست» نفسه. استعدوا لخروج من دون اتفاق».وحدها صحيفة «تلجراف» المحافظة حيث كان جونسون يعمل سابقاً، دافعت عن قرار الوزير، ودعت تيريزا ماي إلى مراجعة استراتيجيتها.واستقال جونسون في وقت تواجه بريطانيا العديد من المحطات الدولية الهامة، وفي طليعتها قمة الحلف الأطلسي الأربعاء والخميس، في بروكسل، وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لندن اعتباراً من الخميس.وعين محله مساء الاثنين وزير الصحة جيريمي هانت الذي كان من الداعين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قبل أن يبدل موقفه ويدعم «بريكست». وفي رأي هانت إن الوقت حان لإظهار أن المملكة المتحدة لا تزال صوتاً قوياً وموثوقاً به في العالم.أما وزير «بريكست» ديفيد ديفيس، فحل محله دومينيك راب (44 عاماً) وهو من المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي.وأشاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، قبيل توجهه إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي بصديقه جونسون، مؤكداً انه يعود إلى الشعب (البريطاني) أن يقرر مستقبل ماي.من جهته، أعلن كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف «بريكست»، ميشال بارنييه، أمس الثلاثاء، أن المحادثات الأوروبية البريطانية ستستأنف الاثنين المقبل، في موعدها المقرر، رافضاً التعليق على الأزمة السياسية في لندن، فيما أمل الكرملين، الثلاثاء، بأن «تتضح الأمور سياسياً في بريطانيا»، معتبراً أن مساهمة الوزير السابق في تحسين العلاقات بين موسكو ولندن كانت متواضعة جداً. (وكالات)
مشاركة :