حرصت جامعة القاهرة، على إقامة حفل تأبين للقمص الدكتور مكاري عبدالله، وذلك بقاعة ابن سينا بكلية العلوم، وبمشاركة الأنبا أرميا، والدكتور حسني عبدالسلام رئيس مجلس قسم الرياضيات بالجامعة.وألقى المتواجدون كلمات في حب وتأبين القمص مكاري، والذي خدم قسم الرياضيات بالجامعة لمدة تلامس نصف القرن.وفيما يلي ومضات في مسيرة القمص مكاري عبدالله وأستاذ الرياضيات البحتة أو "بروفيسور فضل الله".* شغل الدكتور أديب عبدالله فضل الله (اسم القمص مكاري بالميلاد) وظيفة مساعد في قسم الرياضيات بكلية العلوم – جامعة القاهرة بعد تخرجه في الكلية ذاتها، وتخصص في مادة المتغيرات المركبة "Several Complex Variable"، ولصعوبة وتعقيد التخصص لم يخض فيه الكثيرون.* كان "أديب" من محبي القديس البابا كيرلس السادس وكان دائم الزيارة لقداسته، وفاجأه البابا ذات مرة بعرض سيامته قسًّا، لكن "البروفيسور فضل الله" وقتها لم يأخذ كلام قداسته على محمل الجد، لكن بعد تكرار القديس الطلب أكثر من مرة وافق "أديب" إذ شعر أنها دعوة من الله، الأمر الذي أثار دهشة الكثيرين لموافقته على ترك وظيفته المرموقة كأستاذ جامعي ليتفرغ لخدمة الكهنوت.* توجه الأستاذ المساعد في قسم الرياضيات بكلية العلوم وقتها باستقالته إلى رئيس القسم الذي رفض الاستقالة لندرة أقرانه المتخصصين في الفرع العلمي الذي يدرسه، وبعد محاولات لإقناعه بقبول الاستقالة عرض الأمر على عميد الكلية ورئيس الجامعة اللذين لم يجدا غضاضة في حضوره للجامعة مرتديًا زي الكهنوت، لكن الدكتور أديب كان متيقنًا أن الكنيسة لن توافق على مثل هذا الأمر، إلى أن فاجأه البابا كيرلس بالقبول معللًا بأن "كل هذا لمجد الله..."، وبعدها بفترة ليست طويلة حدد قداسته موعد السيامة في ١٠ يولية ١٩٧٠.* انطلق القس مكاري -وقتها- بعد سيامته بيد المتنيح الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية (في ذلك الوقت) لقضاء الأربعين يومًا في دير الشهيد مارمينا العجائبي حيث تابعه بعض الصحفيين لإجراء حوارات مع أول أستاذ جامعي يدخل الحرم الجامعي ويحاضر بالزي الكهنوتي وقد أفردت جريدة الأهرام نصف صفحة في عددها الصادر في ٢٤ أغسطس ١٩٧٠ لهذه النادرة. وفي أثناء "الأربعين يومًا" أيضًا صدر قرار تقليد القس مكاري عبد الله جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي تقديرًا لأبحاثه العلمية، واللذين استلمهما بعد عودته من الدير.* مثل القمص مكاري عبد الله الكنيسة القبطية كعضو بوفودها في مناسبات تقديم العزاء في بطريرك أثيوبيا عام 1970 واجتماع مجلس الكنائس العالمي في 1971، كما سافر إلى العديد من الدول كدارس أو محاضر أو ممثلًا لمصر في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية وقبل حضور أي من هذه الفعاليات العلمية كان يصلي القداس الإلهي مع أقباط هذه البلاد، وكان أول من يقيم صلوات أسبوع البصخة في باريس أثناء إقامته فيها لمدة سنة وكان هذا بمثابة نواة لإيبارشية الأقباط الأرثوذكس هناك. * حصل القس مكاري في سبتمبر ١٩٧٣ على درجة الأستاذية، وفي عام ١٩٧٦ شغل منصب رئيس قسم الرياضيات لأكثر من دورة، وفي سبتمبر ١٩٨٨ عُين أستاذًا متفرغًا، وشغل منصب عضو مجلس كلية العلوم لأكثر من دورة، ومنذ عام ١٩٨٨عُين عضوًا بلجنة الرياضيات بالمجلس الأعلى للجامعات، كما اختير عام ١٩٧٨ عضوًا باللجنة العلمية الدائمة لأكاديمية السادات.* له العديد من الأبحاث المنشورة بأكبر المجلات العالمية ويعرف على مستوي رواد الرياضيات العالميين باسم "بروفيسور فضل الله"، كما تم تكريمه بكلية العلوم - جامعة القاهرة كأحد رواد الرياضيات المصريين لإنجازاته وأبحاثه العلمية في ١٦ مارس ٢٠١٣.*رسمه قداسة البابا تواضروس الثاني قمصًا في ٥ مارس ٢٠١٣.* رقد في الرب بشيخوخة صالحة في ٩ أبريل (شم النسيم) ٢٠١٨ بعد خدمة كهنوتية امتدت لنحو نصف قرن وبعمر اقترب من ٩٢ عاما.
مشاركة :