في اشتغالها المستمر على صقل المواهب الشبابية واهتمامًا بإيجاد تواصلٍ حقيقي وفعال ما بين أصحاب الخبرات والمشاركين، تواصلُ مدينة الشباب 2030 التي تنظمها وزارة شؤون الشباب والرياضة تقديم خدماتها الاستشارية وبرامجها التأهيلية عبر مركزها التدريبي الاستشاري الذي استحدثته ضمن هذه النسخة للعام 2018م، وذلك بالتعاون مع كلٍ من تمكين، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) وعددٍ من رائدي الأعمال وأصحاب قصص النجاح، إذ تسعى المدينة من خلاله لبلورة تصورات مهنية واقعية، بالإضافة إلى توجيه المسارات الإبداعية على تنوعها كي تتحول من مواهب وأدواتٍ فردية إلى مشاريع جماعية بناءة. وتأتي هذه الإضافة النوعية للمدينة في حرصٍ على تزويد كافة المشاريع بأرضية مشتركة، تلتقي من خلالها مختلف التخصصات والمشاريع، وتلتف حول مفاهيم: الوعي الذاتي، ريادة الأعمال والقيادة وتنمية المواهب والقدرات. وقد أوضحت المشرفة على المركز مريم اليحيى أن استحداث هذه الوحدة يمثل إضافةً نوعيةً لاشتغالات مدينة الشباب 2030، فهو ينقلُ الأنشطة والفعاليات من موقعِ التجريب إلى منطقة الاحتراف، وأكدت: (ما نعملُ عليه عبر الاستشارات هو توجيهٌ لكل الجهود والمساعي كي تكون ضمن مبادئ رؤية البحرين الاقتصادية 2030: الاستدامة، العدالة، التنافسية، وهي المبادئ التي من شأنها أن تجمع كل هذا التنوع كي يكون ضمن منظومةٍ بناءة). وعلقوا: (الصنيع الحقيقي لا يجب أن يكون بصورة فردية، إن هذا المركز قد تمت تهيئته كي ينقلَ المعرفة والمكتسبات المهنية والأفكار ضمن تدفقٍ واعٍ، نأملُ من خلاله تعميق التواصل ما بين النماذج المهنية الناجحة والمتمرسة وبين المقبلين على التجارب المهنية، وهو الأمر الذي يحقق استمرارية العمل والبناء)ـ وأوضحت أن ذلك كله يتم إنجازه من خلال دورات تدريبية، محاضرات، ورش تفاعلية، قصص نجاح وغيرها، معلقةً: (نهدف لاستقطاب أكبر عددٍ ممكن، فهذه الأرضية المشتركة تُحاكي الواقع، كل مشروعٍ هنا هو مدرجٌ ضمن مؤسسة تدريبية معينة، لكن المركز الاستشاري هو المساحة المشتركة للإصغاء، التفاعل، وإبراز الإبداع). وأشارت اليحيى إلى أن حصيلة التدريب في المركز الاستشاري بدأت تنعكسُ بمعطياتها على المشاريع والأفكار بداخلِ كل مؤسسة تدريبية، كما أن المركز يقوم بعملية تقييمٍ ذاتي من خلال لجنة الجودة التي تحرصُ على رصدِ التعاطي والتفاعل ما بين المدربين والمشاركين على حد سواء. وأردفت: (ما يفعلهُ المركز هنا هو فرصةٌ استثنائية، حيث تجمعُ المدينة خبراء وقياديين كي يكونوا على مقربةٍ وتواصل من أحلامِ كل المشاركين، والجميل أن هذه الفرصة ليست تنافسية، بل هي مُقدمة للجميع، ولكن الرهان عليها هو استثمارها والاستفادة منها). من جهتها، أكدت الشابة زينب البلوشي إحدى المشرفات بالمركز التدريبي الاستشاري أن هذه الوحدة تُقدم خدماتها ودوراتها التدريبية خلال الفترتين الصباحية والمسائية، إذ توجه الفترة الأولى للأطفال والناشئة المشاركين من عمر (9 - 14)، وفيها يتناول المركز مفاهيم متنوعة ومعمقة حول الحس القيادي، العمل ضمن فريقٍ أو مجموعة، تنمية المهارات وغيرها، وذلك من خلال سلسلة من الأنشطة التفاعلية. أما الفترة الثانية فهي للشباب من عمر (15 - 29)، وتحملُ هذه الفترة اشتغالاً أكثر واقعية يتصلُ بالوعي الذاتي، التفكير الإبداعي، القيادة، توجيه الأهداف، بالإضافة إلى تقديم نماذج لشخصيات رائدة في مجالات الإبداع والأعمال، والتي تتشارك تجاربها وسيرتها مع الحضور. وأشارت البلوشي: (هذه البرامج التدريبية تجيء في قوالب عدة تتجاوبُ مع الشخصيات والتوجهات المختلفة، الأمر الذي يمنحُ المشاركين تدريبًا مغايرًا عن الورش الاعتيادية، حيث نعمدُ لإدماج جميع المشاركين من مختلف المؤسسات والمشاريع التدريبية ضمن المركز الاستشاري، وذلكَ حرصًا على تقديم مستوى معرفي ومهني يثري المواهب كلها). إلى جانب ذلك، خصص المركز صفا تدريبيا يحملُ عنوان (سمو) وهو موجهٌ للمشاركين من فئة متلازمة داون، حيث يكرس هذا الفضاء التدريبي كافة دروسه وتدريباته من أجلِ إدماج هذه الفئة ضمن التطلعات والمشاريع خلال فترة إقامة المدينة. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنها المرة الأولى التي تنضم فيها الفتيات إلى صفوف سمو بعد أن كانت تستقطبُ الأولادُ فقط في النسخ السابقة. كذلك، يتسع دور المركز إلى استقطاب كافة الشباب وحتى غير المشاركين منهم، في دعوةٍ أسبوعيةٍ مفتوحةٍ من المدينة إلى جميع الراغبين بالانضمام لدورات الخطابة (Toastmaster) والإنجاز، وذلك في كل خميس. من الجدير بالذكر، أن مدينة الشباب 2030 وفي حرصها على استثمار المكونات القيادية للمركز قد خصصت 20% من وقت المشاركين لحضور الدورات التدريبية وورش العمل التي يقدمها، كما تسعى في كل دورة لاستقطاب مجاميع مختلفة من كل مؤسسة تدريبية، وذلكَ لضمان التواصل ما بينها جميعًا.
مشاركة :