ينذر انخفاض منسوب المياه في منطقة الأهوار جنوب شرقي العراق، بنقص الموارد الطبيعية وتدهور معيشة سكان تلك المناطق وانتشار الأوبئة. وتراجعت مستويات المياه في المسطحات المائية الطبيعية إلى الثلث إذ بلغت 1.35 متر، وقال رئيس منظمة "الجبايش" للسياحة البيئية رعد حبيب: إن "ملوحة المياه ارتفعت إلى الضعفين تقريبا، وهو أمر على قدر من الخطورة لانخفاض المياه". وأضاف: "هذه الأضرار لابد للدولة أن تجد لها حلا، كتوفير إطلاقات مائية من خلال الاتفاق مع الدول الأخرى، ومنع التجاوزات، غير المرخصة مثل بحيرات الأسماك والزراعة.. على الرغم من منع الدولة، لكن البعض يصر على الزراعة". ويرجع نقص المياه في جانب منه إلى تراجع أولوية الزراعة لدى الحكومة المركزية وعقود من سوء إدارة الموارد المائية، كما أن شروع أنقرة بتخزين مياه نهر دجلة خلف سد إليسو الشهر الماضي، كان له الأثر الواضح. ويعيش عرب الأهوار وسط أرض رطبة منبسطة ينبت فيها العشب قرب الحدود مع إيران ويستخدمون قوارب خشبية مزودة بمحركات لعبور الممرات المائية. ويغذي الأهوار بالمياه نهرا دجلة والفرات، الأمر الذي يجعلها منطقة شاسعة للصيد وموطن لأنواع مختلفة من الطيور المحلية والمهاجرة بين سيبيريا وإفريقيا. واتهم الرئيس السابق للعراق صدام حسين عرب الأهوار بالخيانة خلال الحرب مع إيران، فأقام السدود وجفّف الأهوار لطرد ما أسماهم "المتمردين"، الأمر الذي أدى إلى فرار العديد من السكان، لكن بعد الإطاحة بحكمه عام 2003 استصلحت السلطات بعض أراضي الأهوار. وكانت الأهوار تغطي مساحة 9 آلاف كيلومتر مربع في سبعينيات القرن الماضي، لكنها تقلصت إلى 760 كيلومترا مربعا بحلول عام 2002، وبحلول شهر أيلول من عام 2005 جرت استعادة نحو 40 في المئة من المنطقة الأصلية، ويقول العراق: إنه "يستهدف استعادة 6 آلاف كيلومتر مربع في المجمل". وأدرجت منظمة التربية والعلم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، قبل عامين الأهوار على قائمتها لمواقع التراث العالمية. المصدر: رويترز
مشاركة :