بروكسل - وكالات: عبّر حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن القلق من «الأنشطة المزعزعة للاستقرار» التي تقوم بها إيران في منطقة الشرق الأوسط. كما عبروا عن قلقهم من «الاختبارات الصاروخية المكثفة» التي تجريها طهران ومن مداها ودقتها. وأعلن قادة الحلف خلال القمة التي عقدت أمس الأربعاء في بروكسل «التزامهم الثابت» بأهداف الإنفاق الدفاعي المتفق عليها، وشددوا على مخاوفهم إزاء التهديدات التي تمثلها روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وفي إيماءة واضحة لانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الشركاء في الحلف ينفقون القليل جدًا على الدفاع، قال الحلف في بيان: «نحن ملتزمون بتحسين توازن المشاركة في نفقات ومسؤوليات عضوية الحلف». وعبّر القادة عن مخاوفهم من الأنشطة التي انتهجتها روسيا في الآونة الأخيرة قائلين إنها تؤثر على الاستقرار والأمن وأضافوا أنهم «يتضامنون» مع التقييمات البريطانية بأن روسيا هي المسؤولة عن هجوم بغاز أعصاب في مدينة سالزبري البريطانية. ووافق الحلف أيضًا على دعوة مقدونيا للبدء في محادثات الانضمام للحلف. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرج، إن زعماء الحلف وافقوا على سلسلة من الإجراءات من شأنها تعزيز التحالف رغم التوترات بين أعضائه. وتابع ستولتنبرج: «لقد أجرينا مناقشات، ونعم هناك خلافات، لكن الأهم من ذلك، أننا اتخذنا قرارات من شأنها دفع هذا الحلف إلى الأمام وتجعلنا أقوى». وأضاف ستولتنبرج للصحفيين، بعد ساعة على اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لألمانيا بأنها «أسيرة» لإمدادات الطاقة الروسية، أن الحلف لا يملك الحق في اتخاذ قرار بشأن مسألة خط الأنابيب وأنه قرار وطني. وتابع أن ترامب استخدم لغة مباشرة للغاية فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي لكن الحلفاء اتفقوا جميعًا على المشاركة في تحمل العبء مشيرًا إلى أن عام 2017 شهد أكبر زيادة في الإنفاق الدفاعي منذ وقت طويل. وقال «رغم الاختلافات، أتوقع أن نتفق على الأساسيات وهي أن قوتنا في اتحادنا لا فرقتنا». وخلال القمة أمس، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الدول الأعضاء في الناتو زيادة نفقاتهم العسكرية الى 4% من اجمالي الناتج الداخلي، أي ضعف الهدف المحدد لهم وهو 2% لعام 2024، كما أعلن البيت الابيض. وقالت ساره ساندرز المتحدثة باسم البيت الابيض إن ترامب في كلمته أمام قمة بروكسل «اقترح ان تحترم الدول، ليس فقط التزاماتها بتخصيص 2% من إجمالي الناتج الداخلي لنفقات الدفاع، بل أن تزيدها الى 4%». في الأثناء، أعلن الاليزيه ان ايمانويل ماكرون دعا أمس الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي الى «عدم إضعاف الحلف»، وسط توترات حادة بين ترامب وانغيلا ميركل إزاء الالتزامات المالية بشأن النفقات الدفاعية. و«ناشد» ماكرون قادة الدول الـ28 الاخرين الأعضاء الى «عدم إضعاف الحلف»، وذلك خلال افتتاح أعمال القمة بعد ظهر أمس في مقر المنظمة في بروكسل بحسب الرئاسة الفرنسية. وافتتح الاجتماع وسط «أجواء عامة جيدة وبناءة» بحسب الاليزيه. وفي الساعات التي سبقت الاجتماع وجه دونالد ترامب انتقادات جديدة الى المانيا، معتبرًا أن «ألمانيا رهينة روسيا». وخلال مداخلته القصيرة حذر الرئيس الفرنسي من أن عدم تماسك الحلف «سيكون سببًا لنفقات أكبر» للأعضاء الذين سيواجهون «أجواء أقل استقرارًا» في أوروبا. واعتبر ماكرون، بخلاف ما يردده الإعلام، أن الحلف أثبت «قدرته على التحرك وعلى الطمأنة» وأن «رد فعل الحلفاء كان بمستوى التحديات التي فرضتها الأوضاع الاستراتيجية» في السنوات الأخيرة بحسب الاليزيه. وبشأن مستقبل الحلف شدد ماكرون على أربع أولويات: تعزيز «صدقية وسائل الدفاع الجماعي»، وتعزيز «فعالية مكافحة الارهاب»، و«تحديث ادارة الموارد»، وتعزيز «وحدة الحلف»، بحسب الرئاسة الفرنسية. وأكد أن «الوحدة غير ممكنة دون تقاسم متوازن للأعباء والمسؤوليات» بين الدول الاعضاء، وان «الاوروبيين أدركوا جيدا هذه الرسالة» مشددًا على أن «فرنسا ستفي بالتزاماتها». وستدرج في قانون البرامج العسكرية الذي سيصدر الجمعة، وينص على ان تصل النفقات العسكرية الى 2% من اجمالي الناتج الداخلي عام 2025. كما شدد الرئيس الفرنسي على «الجهود المبذولة في اطار اوروبا الدفاع» خصوصًا مبادرة التدخل التي اتخذت مؤخرا في الاتحاد الاوروبي بين دول تسع منها فرنسا بحسب الاليزيه. في ختام الاجتماع عقد ماكرون لقاء ثنائيا مع الرئيس الامريكي للتباحث في «التجارة والاطلسي وسوريا»، بحسب ترامب.
مشاركة :