شدّد باحثون غربيون على أنّ تقارب إيران وقطر مثير للجدل بين بلدين متناقضين نظرياً على الأقل، مشيرين إلى أنّ هذا التقارب لن يجلب سوى الخراب للمنطقة والعالم. وأضاف الباحثون: «الدولتان أبعد ما يكونان أيديولوجياً وثقافياً وسياسياً، قطر تلك الإمارة الصغيرة، التي من المفترض انها دولة عربية وجزء من دول مجلس التعاون الخليجي، وإيران التي يحكمها نظام الملالي، البلد المتهم بدعم وتمويل الإرهاب عن طريق ميليشيات الحرس الثوري». وأوضح الباحثون أنّ أسلوب النظام القطري تجاه إيران يتبع المبدأ الميكافللي «الغاية التي تبرر الوسيلة»، بالرغم من الخلافات الجوهرية في الفكر والمبادئ والسياسة، إلا أنّ مصالح النظامين طغت على مصلحة الشعب القطري والعربي بأكمله، محذرين من تبعات ذلك التقارب المتناقض ومخاطره على أمن واستقرار المنطقة. ونوّه الباحثون إلى أنّ اسم إيران يذكر في قلب أي نزاع في المنطقة منذ عام 1979. ووفق الباحثـــين، فإنه من وجهة نظر دبلوماسية، فإنّ الأولوية لدول مجلس التعاون الخليجي هي تأمين وضمان أمن المنطقة ودول الخليج. في المقابل، لا تريد إيران ذلك الاستقرار حتى أصبـــحت تهديداً على وحدة أعضاء المجلس، الأمر الذي يفسر وحدة جميع الأعضاء ضد جارتهم الخطرة إيران، إلا أن قطر تخلفت عن وحدة الخليج بإبرام اتفاقات منفصلة مع طهران. نفعية وتكتيك وقال الخـــبير الفرنسي المتخصص في الشأن الإيراني أوليفييه لاج حسب ما نقل موقع «بوابة العين»: إن «إيران تبتعد جغرافياً كـــيلومترات عن قطر، إلا أن البلدين أبعد ما يكونان أيديولوجياً وسياسياً، حتى اللغة، فهما عدوّان أكثر من أن يكونا صديقين، ولكن هذا التقارب حديث العهد بين النظم لا الشعوب، والقطريون أنفسهم يرفضون ذلك التقارب»، واصفاً تلك العلاقة بين البلدين بالجيدة، ولكن ليست دافئة. وأضاف أن ذلك التقارب بدأ من قبل الأمير السابق حمد بن خليفة، إلا أن ذلك التقارب لا يمنع من التضارب في السياسة الخارجية، لاسيما فيما يتعلق بالقضية السورية، ففي الوقت الذي تدعم فيه طهران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تدعم الدوحة المعارضة السورية، على الأقل ظاهرياً. ورأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بروكسل الحرة، تيري كلينير، أنّ العلاقات الإيرانية القطرية مسألة نفعية، وأنّ هناك استخدام تكتيك واضح للتلاعب والضـــغط على دول الجوار بكارت إيران. مآرب أخرى بدوره، قال آلان رودييه، ضابط سابق في المخابرات الفرنسية، ومساعد مدير المركز الفرنسي للدراسات الاستخباراتية، والمتخصص في شؤون الإرهاب والجريمة المنظمة، إنّ تدخل النظام الإيراني له مآرب أخرى مغايرة للأســباب المعلنة، كنـــشر مبادئ الثورة المزعومة كما يدعون، إنما محاولة للبقاء في السلطة بأي وسيلة ممكنة. وأوضح رودييه أنّ التدخل في سوريا ولبنان والعراق، جاء لترسيخ «الهلال الشيعي»، الذي يربط بغداد ودمشق وبيروت، في حين أن الأذرع الإيرانية في اليمن والبحرين هدفها استغلال قرب تلك البلدان من السعودية. وفسّر الخبير الفرنسي التقارب الإيراني مع قطر بأنّه ليس من قبــيل المصادفة، وإنما له مآرب أخرى، وهو اتخاذ الدوحة ذريعة لوضع قدمها كحجر الأسمنت للتسرب لدول الخليج والقيام بأعمال تخريبية. تقارب متناقض وأشار موقع «ميديا بارت» الفرنسي، إلى أن قطر وإيران يتقاسمان خاصية بأنهما يمتلكان أكبر حقل غاز في العالم، إلا أنهما يختلفان في كل شيء سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، حتى في رؤيتهما المشتركة تجاه مستقبل المنطقة. وأوضح الموقع الفرنسي أن ذلك التقارب المتناقض كان أحد أسباب المنطقة لمقاطـــعة دول الرباعي العربي لقطر، مشيراً إلى أنّ ذلك مصير أي دولة تتحالف مع تلك الدولة التخريبية التي تسعى لبث الفتنة والإرهاب بالمنطقة العربية، لا سيّما دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر تكاملاً في العالم. ولفت الموقع الفرنسي إلى أنه مهما كان ذلك التــقارب بــين طهران والدوحة، فإنه في الحقـــيقة خطر فادح، فلن يجلب سوى الخراب، وبث التفرقة، وهــي اللعبة التي تنتهجها إيران لاخـــتراق أي منطقة، لكون السياسة الخارجــية للدولتين مختلفة إلى أبعد درجـــة. ورصـــد «ميديا بارت» أوجه التقارب والاختلاف بين قطر وإيران، وتأثيــــر ذلك على المنطقة.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :