لندن، القاهرة، الناصرة - «الحياة» - تزامناً مع وصول النظام السوري، بدعم روسي، إلى الأطراف الجنوبية للجولان المحتل، وتطويقه تنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ركزت على الوضع في الجنوب السوري والوجود الإيراني. يأتي ذلك عشية اجتماع المجموعة المصغرة في شأن سورية، والتي تضم وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والسعودية، والأردن، في بروكسيل، يحضره للمرة الأولى وزير الخارجية المصري. ومن المقرر أن يناقش الاجتماع تطورات الساحة السورية، خصوصاً التصعيد في جنوب سورية وشمالها، وسيتطرق إلى مستجدات مناطق خفض التصعيد، وجهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للدفع بالحل السياسي لتسوية الأزمة. ومن المقرر أن يعرض دي ميستورا نتائج اتصالاته لتشكيل لجنة الدستورية وتحديد ولايتها. وقبيل بدء اللقاء مع نتانياهو، حرص بوتين على تأكيد «علاقات التعاون في المجالين السياسي والعسكري بين بلاده وتل أبيب»، فيما شدد نتانياهو على التصدي لأي انتهاك لأجواء إسرائيل وحدودها البرية، في إشارة إلى مرونة إسرائيلية تسمح لسيطرة النظام السوري على المناطق المتاخمة للجولان المحتل. وكانت إسرائيل أعلنت قبل ساعات من اللقاء إسقاط طائرة من دون طيار قرب الحدود مع الجزء المحتل من الجولان. وأوضح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن «منظومة الدفاع الجوي رصدت الهدف متسللاً من الجهة السورية وتابعته قبل تدميره». وشدد على أن الجيش «سيتحرك ضد أي محاولة للمس بأمن الإسرائيليين». وحض وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على «إزالة التوتر بين إيران وإسرائيل عبر الحوار وليس القوة». وقال في تصريحات لصحيفة «إل جورنالي» الإيطالية: «في ما يتعلق بالتوتر بين إيران وإسرائيل أو غيرها من الدول، موقفنا يتمثل في التزام حل الخلافات الممكنة عبر الحوار وليس القوة العسكرية وانتهاك القانون الدولي». وأوضح مصدر روسي أن «لقاء نتانياهو - بوتين يكتسب أهمية كبيرة قبل أيام من قمة بوتين والرئيس دونالد ترامب في هلسنكي، ومع توسيع الجيش السوري، بدعم جوي روسي، عملياته في جنوب غربي سورية ضد تنظيم داعش الإرهابي». وأوضح أن «تفصيلات الوضع السوري بُحثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء لقاء في القدس (المحتلة) عقد الثلثاء مع كل من سيرغي فرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، وألكسندر لافرينتيف مبعوث بوتين الخاص إلى الشرق الأوسط، وحضره رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات». ورجح أن «إطلاق العمليات اليوم (أمس) قرب الحدود مع الجولان المحتل جاء بعد ضوء أخضر إسرائيلي مشروط بالتزام القوات السورية الصارم باتفاق فصل القوات الموقع عام 1974». وفي حين أبدت إسرائيل مرونة في شأن اقتراب قوات النظام من الحدود مع الجولان، استبعد المصدر الروسي «أن تُقدّم إسرائيل تنازلات في شأن منع اقتراب إيران وميليشياتها من الجولان المحتل، وحقها في استهداف الوجود الإيراني على جميع الأراضي السورية حين ترى ذلك ضرورياً». ولفت إلى أن «روسيا صمتت عن استهداف إسرائيل المواقع السورية، لكنها لا تستطيع أن تُطالب بخروج الإيرانيين من سورية لأن الأمر عائد إلى الحكومة في دمشق». وزاد أن «الأمر متعلق أيضاً بمراهنة روسيا على دورٍ بنّاء لإيران في تسوية الأوضاع في سورية، وخشيتها من تأثيرات سلبية في جهود التسوية السياسية التي تقودها في حال انحازت لمصلحة طرف محدد في شكل واضح». في موازاة محادثات نتانياهو في موسكو، وصل علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، لنقل رسالتين اليوم إلى الرئيس الروسي من خامنئي والرئيس حسن روحاني. وفي حين لا تراهن طهران على دور كبير لموسكو في التأثير في إسرائيل في ما يخص وجود قواتها في سورية، وفق المصدر، فإنها تأمل بأن تحافظ موسكو على موقفها في خصوص الملف النووي الإيراني، أثناء القمة المنتظرة بين بوتين وترامب في هلسنكي الإثنين المقبل. وحرص ولايتي على تأكيد «العلاقات الاستراتيجية» بين بلاده وروسيا، مستبعداً في تصريحات، لدى وصوله إلى موسكو، «تأثير وجود نتانياهو أو عدمه في مهمتنا الاستراتيجية في موسكو». واعتبر أن تصرفات الرئيس الأميركي «غير الجديرة بالثقة» جعلت علاقات طهران الوثيقة مع موسكو أكثر أهمية. وأشار إلى التعاون الروسي - الإيراني في سورية، وقال: «العلاقة الاستراتيجية طويلة الأجل (مع روسيا) هي وحدها الكفيلة بمواصلة هذا التعاون».
مشاركة :