أعلنت موسكو أمس أنها تتعمّد إشاعة «غموض» في شأن ردها على عقوبات جديدة فرضتها واشنطن، يبدأ تطبيقها بعد غد، وأقرّت بعجزها عن «تحمّل تنافس اقتصادي» معها. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت فرض العقوبات في 8 الشهر الجاري، بعد «تثبتها» من استخدام موسكو غاز أعصاب، في محاول لقتل الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا. ووَرَدَ في مذكرة نشرتها الجريدة الاتحادية الأميركية، أن العقوبات ستُطبّق الاثنين، مشيرة إلى خطط أعدّتها وزارة الخارجية لقطع المساعدات الأجنبية وسبل تمويل لروسيا، وحرمانها من الحصول على مواد وتكنولوجيا «حساسة أمنياً». تزامن ذلك مع إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن «العقوبات ستبقى الى حين (حصول) تغيير مطلوب في السلوك الروسي». وتعهد خلال زيارته كييف ولقائه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، مساعدة كييف في احتواء أي «تدخل» روسي في انتخاباتها الرئاسية المرتقبة عام 2019. واعتبر أن أوكرانيا حققت تقدّماً في جهودها لعضوية الحلف الأطلسي، لكنه نصحها بالبحث عن بدائل للغاز الطبيعي الروسي، منتقداً مشروع «نورد ستريم 2» لنقل الغاز بين روسيا وألمانيا، عبر بحر البلطيق من دون المرور بأوكرانيا. وسأل: «لماذا تجعل اوروبا نفسها أكثر ارتهاناً لموارد الطاقة الروسية»؟ وأعرب عن قلق حيال «الاهمية الاستراتيجية» التي يتخذها «الارتهان الشديد لروسيا للحصول على الغاز الطبيعي». ولفت الى «مصادر أخرى ممكنة للغاز من حقوله الرئيسة في شرق المتوسط، في إسرائيل». وعلّقت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على إعلان تطبيق العقوبات الأميركية، قائلة: «الموجة الجديدة من العقوبات لن تسفر سوى عن زيادة التوتر. استخدام السلطات الأميركية أداة العقوبات ضد الدول الأخرى، بات روتينياً». وسُئل نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن ردّ بلاده على العقوبات، فأجاب: «يمكن الردّ بالمثل أو في شكل غير مماثل. يمكن أن نوسّع لوائحنا للساسة (الأميركيين) الخاضعين لعقوبات». واستدرك أن «الردّ بالمثل مئة في المئة ليس ضرورياً»، لافتاً إلى أن روسيا «لا يمكنها تحمّل التنافس الاقتصادي مع الولايات المتحدة لأننا من أوزان مختلفة». وزاد: «نتعمّد الغموض في مسألة ردنا، لأننا إذا قلنا شيئاً مسبقاً، سيعني ذلك إضعاف موقفنا». واشار الى أن القرار النهائي سيتخذه الرئيس فلاديمير بوتين. وأبلغ خبراء روس «الحياة» ان «موسكو تتمّهل في الردّ على العقوبات لأنها لا ترغب بالتصعيد ودفع الكونغرس إلى فرض عقوبات أكبر على روسيا تطاول قطاعات حيوية، وتصيب نظامها المصرفي». الى ذلك، طالب أعضاء ديموقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بتزويد اللجنة مذكرات مترجمة ومواد أخرى من القمة التي جمعت ترامب وبوتين في هلسنكي.
مشاركة :