كشفت صحيفة "ديلي ميل" أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة وروسيا تجريان محادثات سرية حول سورية، بعد تحذير وجهته الأخيرة من وقوع كارثة نووية في حال اقدمت واشنطن على شن غارات على مفاعلها لليورانيوم. وقالت الصحيفة، إن دبلوماسيين اميركيين "يتحادثون سراً مع نظرائهم الروس وراء الكواليس في قمة مجموعة ال 20 بمدينة سان بطرسبورغ على أمل تجنب الجمود بشأن سورية، بعد تحذير موسكو من نتائج كارثية اذا اصاب صاروخ مفاعلاً صغيراً بالقرب من العاصمة السورية دمشق يحتوي على اليورانيوم المشع. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أشارت إلى أنه طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن فريق الرئيس أوباما "يبالغ في مساعيه مع الروس من خلال تقديم عرض طموح لا يملك أية فرصة للنجاح، رغم اعتراف الرئيس الاميركي بأن العلاقات بين واشنطن وموسكو وصلت إلى طريق مسدود". واضاف المسؤول الأميركي أن المحادثات بين الجانبين "بدأت الأسبوع الماضي واستمرت في كل من روسيا ونيويورك، وتصر روسيا على قيام الرئيس أوباما بإلغاء الضربة العسكرية المزمعة ضد سورية في حال جوبهت بالمعارضة من قبل مجلسي الكونغرس الأميركي والبرلمان". ونسبت إلى المسؤول الأميركي قوله "إن الروس يلعبون بطريقة قاسية، ولا أحد يعرف حقاً ما إذا كنا سننحني لهم". واشارت ديلي ميل إلى أن وزارة الخارجية الروسية دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تقييم مخاطر العمل العسكري المزمع من قبل الولايات المتحدة لمعاقبة الحكومة السورية على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق أواخر الشهر الماضي، وبصورة عاجلة. وقالت إن متحدثاً باسم الوكالة الذرية أكد أن الأخيرة "على بينة بالبيان الروسي لكنها لم تتلق أي طلب رسمي بهذا الشأن من موسكو، وسننظر في الأسئلة المطروحة إذا تلقينا مثل هذا الطلب". إلى ذلك ذكر مصدر في قيادة سلاح البحرية الروسية، أن سفينة الإنزال الكبيرة "نيقولاي فيلتشينكوف" التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، انطلقت أمس الجمعة، من ميناء سواستوبول متجهة نحو الساحل السوري لتقوم بأداء مهامها. وقال المصدر لوكالة "إنترفاكس" الروسية، إن السفينة بقيادة المقدم البحري، إيغور دميتريينكو، ستقوم برحلة بحرية عاجلة وستزور أولا ميناء "نوفوروسيسك" الروسي لاستلام شحنة خاصة، ثم تتجه إلى المنطقة المحددة لها لأداء مهامها في شرق المتوسط. وأشار المصدر إلى أن سفينة "نيقولاي فيلتشينكوف" قد عادت مؤخرا إلى ميناء سواستوبول "بعد قيامها ب 4 رحلات بحرية إلى البحر المتوسط، وذلك ضمن التشكيل البحري العملياتي الروسي في البحر المتوسط". وكانت مجموعة من السفن الحربية الروسية عبرت مضيق البوسفور الخميس، متجهة إلى شرق البحر المتوسط. وافادت قناة "روسيا اليوم"، أن مجموعة السفن الحربية الروسية التي عبرت البوسفور باتجاه شرق المتوسط تضمنت سفينة الاستطلاع الإلكتروني "بريازوفييه"، وسفينتي الإنزال البحري "نوفوتشيركاسك" و"مينسك". وكان مصدر عسكري روسي أعلن أن هذه السفن غادرت يوم الأحد الماضي قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في ميناء سيواستوبول بشبه جزيرة القرم لأداء مهمة في المنطقة. يذكر أنه منذ بدء الأزمة السورية تحافظ روسيا في شرق المتوسط على وجود عدد من سفنها الحربية إضافة إلى استخدامها ميناء طرطوس السوري كمركز تموين وصيانة. وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت في وقت سابق أنها ستجري تبديلاً دورياً في مجموعة السفن الروسية الموجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
مشاركة :