الناصر صلاح الدين بين المعالجة الدرامية والحقائق التاريخية

  • 7/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعد فيلم "الناصر صلاح الدين"، للمخرج يوسف شاهين، الذي تناول واقعة تمكن ملك إنجلترا ريتشارد قلب الأسد من دخول عكا، التي كانت خاضعة لسيطرة المسلمين، والتي تحل ذكراها اليوم، أحد أشهر الأفلام في تاريخ السينما المصرية.والفيلم بجانب شهرته الفنية أثار جدلًا كبيرًا ما زال يتردد إلى اليوم حين تتم مناقشته، فبعض المؤرخين يرون أن الفيلم لم يراع الحقائق التاريخية كما هي خلال المرحلة التي صوّرها، مصرحين برأيهم في أن الأحداث التاريخية الهامة ينبغي أن يقدمها الفن كما هي، كما ذهب بعض النقاد إلى أن الفيلم أراد الترويج لأفكار سياسية معينة لم يحتملها موضوعه الدرامي.والمؤكد أن الفيلم تضمّن أحداثًا وشخصيات لا وجود لها في التاريخ، ومن بين تلك الشخصيات "فيرجينيا" جميلة الجميلات، التي ربما تمت إضافة شخصيتها من أجل إضافة ثقل نسائي للفيلم، وأيضًا لويز قائدة الهوسبيتاليين، أما شخصية عيسى العوام، فبالرغم من وجود شخصية تاريخية حملت هذا الاسم، إلا أنه كان في الواقع شخصية مسلمة، وتوفي غرقًا أثناء حصار عكا.ومن بين الأحداث التي تضمنها السيناريو دون أن تكون حدثت تاريخيًا، إصابة الملك ريتشارد بسهم عربي مسموم، من خلال خيانة الدوق "آرثر" الذي تآمر عليه، وأيضًا قصة الحب ذات النهاية السعيدة بين عيسي العوام ولويز تعد إحدى الشطحات الدرامية.ومن أبرز الأحداث التي تضمنتها المعالجة الدرامية بعيدًا عن وقائع التاريخ، المبارزة الشهيرة التي حدثت بين صلاح الدين الأيوبي والسفاح أرناط، فوفقًا للكتب التي أرّخت لتلك الفترة، عندما تم إحضار أرناط إلي خيمة السلطان مكبلًا بالأصفاد، توجه له صلاح الدين بالحديث قائلًا: "ها أنا انتصر لمحمد صلي الله عليه وسلم"، وذلك ردًا علي قول أرناط للأسرى المسلمين الذين أسرهم عندما خرق الهدنة وباغت قوافل المسلمين الآمنة بالهجوم عليهم، وحينما ذكروه بالهدنة التي تم توقيعها بين صلاح الدين وملك بيت المقدس، قال لهم "قولوا لمحمدكم يخلصكم".

مشاركة :