المعالجة الدرامية تبعد «منا وفينا» عن الحراك الاجتماعي

  • 7/9/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المتابع لمسلسل منا وفينا على القناة الأولى بالتلفزيون السعودي للنجم عبدالله السدحان، لم يقدم أي أداء يحمل الدهشة أو الابهار، بل إن بعض الحلقات الماضية كانت تقليدية ومكرورة الفكرة إلى حد كبير، ولم تنجح في معالجة إشكالية اجتماعية أو تثير قضية تلامس هموم الناس، ولم يستطع الغوص في إشكاليات قضايا المجتمع، رغم أن الفترة الحالية خصبة بالأحداث والمتغيرات، فمشهد الحياة اليومي ونتاجات مواقع التواصل الاجتماعي والحراك الفكري والاجتماعي في بلادنا وفي الدول المجاورة مثخن بكل ما هو جديد، وهو يصنع الكثير من النصوص والعناوين والحوار والسيناريو والحدث. فالحلقة الأولى والتي من شأنها أن تؤسس وعيا في ذاكرة المشاهد والمتلقي بوجه عام كان عنوانها (القصر) والتي جاءت لتناقش قضية باهتة لحدث اجتماعي يحدث بين فترة وأخرى في قصور الأفراح، حاولت الحلقة أن تقول شيئا ذات أهمية لكنها مالت إلى التهريج في نهايتها، ولم تستطع معالجة قضية ما، وكون القضية أصلا لا تمثل قضية!. ثم تأتي حلقة (لمى) لتناقش قصة انتحال شخصية فتاة من قبل شاب، وتقليد صوت انثوي مع عشيق ساذج، وهي إلى حد ما مقبولة كون تلك القضية بدأت تمثل ظاهرة في مجتمعنا، غير أن الحلقة اتجه نهجها إلى مشاهد درامية مفرغة من الإثارة، والأداء التقليدي افقدها عنصر التشويق والتأثير، وكانت بقية الحلقات الأخرى بمجملها لم تلامس في كثير منها أية قضايا مهمة أو مؤثرة. وفوجئت أيضا بأداء الفنان محمد العيسى وهو أحد العناصر المهمة في العمل، والذي أظهر تراجعا كبيرا في أدائه وفي تقديمه كركترات متواضعة لم تقدم شخصيته الفنية المعروفة كما يجب، أو بالشكل الذي يليق بتلك الشخصية المهمة والتي تكتنز الموهبة، فقد كان أداؤه باهتا لا يحمل الدهشة أو الاقناع، وأستغرب كيف يقبل بتأدية مثل تلك الأدوار. ولا يبتعد الفنان فهد الحيان عن زميله محمد العيسى، فهو لم يظهر حتى الآن بأداء جيد، بل ظهر في كثير من المشاهد لا يعرف ماذا يقول، فليس ثمة حوار مناسب مما جعله يميل إلى الظهور بحركات راقصة وهزلية لا تعلم ما جدواها في العمل الفني. مجمل القول إن مسلسل منا وفينا لم يحمل في حلقاته حتى الآن ما يدعو للأهمية أو المتابعة، فغاب الحدث وغابت المعالجة الدرامية المطلوبة، وجاء الحوار بين الشخصيات ركيكا، ولم يوفق مخرج العمل اللبناني أسد فولادكار في توظيف الشخصيات بالشكل المناسب، كونه بعيدا جدا عن واقع المجتمع الذي تدور فيه الاحداث والمشاهد. وأخيرا.. آمل من الفنان القدير عبدالله السدحان أن يعيد النظر في ما قدمه بعيدا عن عاطفته واحتراما لتاريخه الفني الحافل، كما اتمنى له أن يعيد التعاون مع المخرجين المعروفين عبدالخالق الغانم وعامر الحمود، وأن يتجاوز الجميع الخلافات إن وجدت، وأن تكون الرؤية باتجاه أفق عريض، فهما مخرجان يمتلكان القدرة على خلق منظومة عمل درامي سعودي متميز بعيدا عن حالة الضعف التي ضربت بنية المسلسل بوجه عام. شارك في المسلسل نخبة من نجوم الدراما السعودية؛ مثل محمد العيسى، فهد الحيان، حسن عسيري، عبدالمحسن النمر، إبراهيم الجبر، بشير الغنيم ومحمد الكنهل.

مشاركة :