51 يوماً مرت على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، والعُقد لا تزال تراوح مكانها وسط لعبة قياس الأحجام والحصص للقوى السياسية، رغم أن معظم القوى السياسية بمن فيها الرؤساء الثلاثة يشددون على أهمية الإسراع في التشكيل وإخراج الحكومة من عنق زجاجة المطالب والشروط والشروط المضادة كي تواكب التحديات الداخلية الاقتصادية منها والأمنية، خصوصاً عبء النزوح السوري، والإقليمية-الخارجية التي تتصاعد تدريجياً، لكن لا مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق تُنذر بولادة حكومية قريبة، ما دام كل فريق معني بالتشكيل يرفض أن يتنازل عن مطالبه وما دامت الاشتباكات الكلامية في أوجها مع تجدّد التصعيد «تويترياً» صباح أمس، على جبهتي «التيار الوطني الحر» والحزب «التقدمي الاشتراكي» ما دفع رئيس «التقدمي» النائب السابق وليد جنبلاط للدخول على خط التهدئة والتغريد عبر حسابه على «تويتر» بالقول: «نصيحة إلى الرفاق بأن لا ندخل في سجالات عقيمة مع هذه المجموعة العبثية التي تصر على اعتماد الهجاء الرخيص بدل الكلام المنطقي الموضوعي. الهدوء والمنطق يجب أن يتحكما بخطابنا ودعوهم يغرقون في غيهم وحقدهم». وبدأ السجال بين الفريقين، مساء أمس الأول، بعدما قال جنبلاط إثر لقائه الحريري في بيت الوسط: «حبذا لو يكتفي (رئيس التيار وزير الخارجية جبران) باسيل في الخارجية ولا يتدخل في الاقتصاد ويدمّره». كلام جنبلاط استفز «العونيين» فأطلق وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل تغريدة صباح أمس، قال فيها: «لو يهتم جنبلاط بحاله وبحزبه، ويترك هالبلد للأوادم ومنهم ابنه، ويريّح البلد منه ومن حقده بيكون أحسن». وجاء الرد سريعاً من عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور بالقول «انتم انفسكم، منكم من يظن نفسه فرغلا لكنه درص لم يرق الى مرتبة الخرنق، كيف لا ومقدمكم هجرس رأى ظله عند الصباح وما ادرك المساء بعد، شرغ يردد خلف شرغ فكيف لنا ان نسمعكم يا طينة الخوقع انتم وأمير الذر تابعكم». واضاف: «لا تستحقون اكثر من ذلك وستضيعون مع اول هزيز ومن يعش ير». كما ردّ وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة بالقول: «لو يهتم الوزير السابق قيصر أبو خليل بحاله وبتياره لكانت البلد نورت بالكهرباء ووفرت على حالها مليارات البواخر». ودخل وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال النائب طلال ارسلان على خط التصعيد، بتغريدة جاء فيها «بدلا من ان يستقتل وليد جنبلاط بطلبه التعجيزي باحتكار التمثيل الدرزي في الحكومة، الأحرى به وهو الذي يظهر بادعاءاته الباطلة دائماً بأنه المستقتل والحريص على حقوق الدروز التي ضيعها أو باعها لمصالحه الشخصية مقابل ثروات مالية له ولبعض أزلامه الذين بنوا القصور على حساب حقوق الدروز وأوقافهم». وعلّق وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي في تغريدة عبر «تويتر» قائلاً: «إلى وليد جنبلاط بكل صدق: لماذا أنت تائه عن مصلحة لبنان ومصلحتك في هذه المرحلة الانتخابية من حياتك السياسية؟ إنه حكم الأقوياء بمعايير التمثيل النيابي يا عزيزي وانت منهم». في موازاة ذلك، اجتمع، أمس، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع وزير الإعلام ملحم الرياشي وأمين سر تكتّل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، وجّه البطريرك الراعي رسالة عبر كنعان والرياشي إلى المعنيين. وتضمّنت الرسالة «تأكيداً على المصالحة التاريخيّة الأساسية التي تمت بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وعدم تحويل أي اختلاف سياسي بينهما إلى خلاف والتشديد على أن تستكمل بالتوافق الوطني الشامل»، داعية إلى «وقف التخاطب الإعلامي الذي يشحن الأجواء ويشنجها على مختلف المستويات السياسية والإعلامية بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي كافة». كما دعا البطريرك الراعي في رسالته «القوات» و«التيار» إلى «وضع آلية عمل وتواصل مشترك لتنظيم العلاقة السياسية بينهما تدوم، وألا تكون آنيةً ومرهونةً ببعض الاستحقاقات، على أن تشمل جميع الأفرقاء من دون استثناء».
مشاركة :