أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب «لن تعمل ضد جهود (رئيس النظام السوري بشار) الأسد لاستعادة السيطرة على سورية، لكنها ستعمل على ضمان خروج القوات الإيرانية» التي تدعمه من البلاد، فيما قصف الجيش الإسرائيلي مواقع تابعة للنظام في الجولان رداً على دخول طائرة مسيرة من الأجواء السورية إلى فوق مدينة طبرية.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن نتنياهو قوله إن إسرائيل «لن تتدخل في سورية في حال تم الحفاظ على اتفاقيات وقف إطلاق النار» في الجولان.وأضاف «لم تكن لدينا مشكلة مع نظام آل الأسد، فخلال 40 عاماً لم تطلق رصاصة في هضبة الجولان... والأمر المهم هو الحفاظ على حريتنا في العمل ضد أي جهة تعمل ضدنا» في إشارة إلى إيران و«حزب الله» اللبناني.وتابع «وضعت سياسة واضحة بأننا لا نتدخل ولم نتدخل، وهذا لا يتغير، والأمر الذي أقلقنا هو تنظيم (داعش) و(حزب الله) وهذا لا يزال على حاله، ولب الموضوع هو الحفاظ على حرية عملنا ضد أي جهة تعمل ضدنا في سورية، والأمر الثاني هو إخراج الإيرانيين من الأراضي السورية».وأشار إلى أن إسرائيل «لن تعمل ضد جهود الأسد لاستعادة السيطرة على سورية، لكنها ستعمل على ضمان خروج القوات الإيرانية التي تدعمه من البلاد». وجاءت تصريحات نتنياهو في أعقاب لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، حيث أكد مسؤولون إسرائيليون أن روسيا «تعمل بالفعل من أجل إبعاد إيران والميليشيات (الموالية لها) عن حدود إسرائيل».وعقّب نتنياهو على ذلك، قائلا إن «الإيرانيين لم يُبعدوا بالكامل، وإنما لبضع عشرات الكيلومترات، ورسالة إسرائيل تشدد على خروج شامل للوجود الإيراني، وفي المقابل فإن إسرائيل لا تعرقل ولا تتدخل في عملية تمركز نظام الأسد عند حدودها (في الجولان المحتل)، وهذه خطوة يولي الروس أهمية لها».ووفق مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، فإن نتنياهو أبلغ بوتين في رسالة أن «الأسد سيكون في مأمن من إسرائيل، لكن على موسكو أن تشجع القوات الإيرانية على الخروج من سورية».وقال المسؤول «هم (الروس) لديهم مصلحة في استقرار نظام الأسد ومصلحتنا في خروج الإيرانيين... هاتان (المصلحتان) يمكن أن تتصادما أو تتلاقيا».ولفت إلى أن «روسيا تعمل على إبعاد القوات الإيرانية عن الجولان وكانت قد اقترحت أن تبقى على بعد 80 كيلومتراً، لكن ذلك لم يرق إلى تلبية طلب إسرائيل بالخروج الكامل إلى جانب الميليشيات المسلحة التي ترعاها طهران».وفيما نقل المسؤول ذاته عن نتنياهو قوله لبوتين «لن نتخذ إجراءات ضد نظام الأسد»، أفاد مسؤول إسرائيلي آخر أن رسالة نتنياهو لم تشكل أي عرض لروسيا يقوم على «المقايضة».لكن الناطق باسم نتنياهو، ديفيد كييس، نفي أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال ذلك لبوتين، وقال «نحن لا نتورط في هذه الحرب الأهلية... سنعمل ضد أي أحد يعمل ضدنا».في الأثناء، أكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف 3 مواقع، على الأقل، تابعة للجيش السوري في الجولان، «رداً على انتهاك (درون) سورية بلا طيار للمجال الجوي الإسرائيلي»، أول من أمس، قبل إسقاطها فوق شمال إسرائيل.وأضاف أن «قوات الدفاع الإسرائيلي تحمل النظام السوري المسؤولية عن الأفعال التي تجري على أراضيه وتحذره من أي عمل آخر يستهدف القوات الإسرائيلية».ونشرت إسرائيل لقطات صورتها طائرات استطلاع باللونين الأبيض والأسود لصواريخ تصيب ما بدا وكأنه كوخ وهيكل من طابقين وآخر من 5 طوابق وسط تضاريس تكثر بها التلال.في المقابل (وكالات)، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن المواقع التي استهدفتها إسرائيل تقع قرب قرية حضر في محافظة القنيطرة بالقرب من هضبة الجولان.ونقل الإعلام الرسمي عن مصدر عسكري سوري قوله إن «طيران العدو الإسرائيلي يطلق عدة صواريخ باتجاه بعض نقاط الجيش في محيط بلدة حضر وتل كروم جبا بالقنيطرة واقتصرت الأضرار على الماديات» وذلك بعدما «تصدت الدفاعات الجوية السورية» للهجوم.ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن «انفجارات هزت مناطق في ريف القنيطرة الشمالي ومناطق أخرى في ريف القنيطرة بالقرب من حدود الجولان السوري المحتل، ناجمة عن قصف يرجح أنه من القوات الإسرائيلية استهدف مناطق ومواقع لقوات النظام في ريف القنيطرة».وأضاف «استهدفت الضربات الصاروخية منطقة قرص النفل القريبة من بلدة حضر في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة، فيما استهدفت الضربات المتبقية مواقع لقوات النظام وحلفائها بالقرب من مدينة البعث وبلدة جبا».إلى ذلك، ذكرت صحيفة «الوطن»، الموالية للحكومة السورية، أن الجيش السوري أرسل تعزيزات لشن عملية عسكرية موسعة واستعادة السيطرة على المحافظة بكاملها، فيما اشتبكت فصائل من المعارضة مع القوات الحكومية في القنيطرة، وفق المرصد.
مشاركة :