أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» نقلاً عن مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الأخيرة عدّلت تقييماتها في شأن مستقبل الأوضاع في سورية، إذ باتت تتوقع أن يستعيد الرئيس بشار الأسد السيطرة على غالبية الأراضي السورية نهاية عام ٢٠١٨. وذكرت الصحيفة أن تعديل التقديرات ناجم عن تطورات عدة أبرزها تغيير الإدارة الأميركية السابقة منذ عام 2014 مقاربتها من التطورات «بسبب الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش» ووقف دعم المتمردين بالسلاح منذ عام ٢٠١٤ وانشغالها في الحرب على «داعش» و «الجهاد الإسلامي» المتطرّف وهو «عملياً ما أنقذ الأسد». وأضافت أن التدخل الروسي أيضاً وتوجيه ضربات صاروخية لمنظمات متمردين أخرى «ساهما في بقاء نظام الأسد على قيد الحياة وتمكن الأسد من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من سورية». وزادت أن واشنطن في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب لم تعد تتدخل بما هو حاصل في سورية لانشغالها بقضايا داخلية وبالملف الكوري» في ظل أنباء عن أن الرئيس ترامب أعطى تعليماته بوقف دعم المتمردين بالسلاح ما أضعفهم بدرجة كبيرة». وأضافت أن بين الأسباب الأخرى «توقف الدول العربية السنية أيضاً عن دعم المتمردين، في مقابل وقوف إيران بكل قوة الى جانب النظام وملء الفراغ حيث يتم دحر داعش». واستذكرت الصحيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية توقعت مع اندلاع الحرب في سورية عام ٢٠١١ انهيار النظام حتى نهاية ذاك العام وأن «تتفكك الدولة السورية الى دويلات او مقاطعات على أساس جغرافي إثني تتمتع كل منها بحكم ذاتي»، وهو ما أكده وزير الدفاع في حينه بالقول ان النظام السوري سينهار خلال شهر او نصف سنة على الأكثر. واختتمت التقديرات أنه نتيجة للتطورات المذكورة فإن المستفيدة الأبرز منها، بالإضافة إلى النظام السوري الحالي، هي ايران «التي عززت نفوذها في سورية مستفيدة من دحر تنظيم «داعش». وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقائهما قبل يومين عن النيات الإيرانية في سورية على نحو يؤدي إلى تغيير في الميزان الإستراتيجي في المنطقة ويؤثر مباشرة في إسرائيل». وأضاف ليبرمان أن إيران تخطط لبناء قواعد جوية وبَحرية لها في سورية وإدخال آلاف «المرتزقة الشيعة» إلى سورية وخلق ممر بين سورية ولبنان من طريق العراق يتيح لها إدخال وسائل قتالية محكمة ومتطورة بهدف تعزيز السيطرة الشيعية «التي ستهدد كل دول المنطقة في مقدمها إسرائيل». ونقل ليبرمان إلى الأمين العام تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن ايران تحاول إدخال عشرة آلاف من «المرتزقة الشيعة» استحضرتهم من أفغانستان وباكستان والعراق «ليكونوا لُقمةً للمدافع ويعززوا الوجود الإيراني في سورية، حيث يوجد الآن نحو ألفين من المستشارين الإيرانيين للنظام السوري». وزاد أنه نتيجة تعزّز النفوذ الإيراني «يشعر حزب الله بثقة عالية بالنفس بعد التجربة التي اكتسبها عناصره في قتالهم في سورية في السنوات الست الأخيرة». واختتمت الصحيفة أن إسرائيل تنتظر نتائج حملتها الديبلوماسية الدولية ضد إيران «لكن أوساطاً أمنية أكدت أنه في حال لم تنجح هذه الحملة فإن إسرائيل قد تضطر إلى اتخاذ قرارات ليست سهلة» لمح إليها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بعد لقائه غوتيريش بقوله إن إسرائيل لن تسمح بأن تشتد حولها ربطة العنق الخانقة».
مشاركة :