كير من أهم جبهات لوبي الإخوان في الولايات المتحدة عقدت اللجنة الفرعية التابعة لمجلس الأمن القومي بمجلس النواب الأميركي، الأربعاء، جلسة استماع لبحث التهديد العالمي الذي تشكله جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات التابعة لها وتأثيرات ذلك على الولايات المتحدة ومصالحها وكيفية مجابهة تلك التهديدات بشكل فعال، بما في ذلك الخطوات المقبلة المحتملة لسياسة الولايات المتحدة. واشنطن - بحثت لجنة الأمن القومي الفرعية بالكونغرس الأميركي الأربعاء حظر جماعة الإخوان في الولايات المتحدة، موصية بالتصدي الحاسم للتنظيم ووضع جميع فروعه في العالم على قائمة الإرهاب. وجدّد الخبراء المشاركون في الجلسة، ومشرعون في الكونغرس، مطالبتهم بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وذلك إثر عرض مفصل قام به كل من هيلال فرادكين من معهد هدسون للأبحاث وجوناثان شانزر نائب مدير الدراسات في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وزهدي جاسر رئيس ومؤسس المنتدى الإسلامي الأميركي للديمقراطية. وكان من المحاضرين أيضا السفير دانيال بنجامين منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية في عهد باراك أوباما، الذي كان مختلفا في توجهه، وقال إن“اتباع نهج متشدد ضد الجماعة يمكن أن يؤدي إلى عزل المسلمين غير المتطرفين الذين يعيشون في الولايات المتحدة”. جماعة عالمية هيلال فرادكين: في الستينات لجأ الإخوان للسعودية واليوم لجأوا إلى تركيا وقطرهيلال فرادكين: في الستينات لجأ الإخوان للسعودية واليوم لجأوا إلى تركيا وقطر على الرغم من أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حددت بعض المنظمات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية عالمية، إلا أن التنظيم ككل استطاع أن يفلت من التدقيق الأمني الأميركي. وقال السيناتور الأميركي رون ديسانتيس، رئيس اللجنة الفرعية للأمن القومي، إن السياسة الأميركية فشلت في مواجهة سلوك الإخوان المتطرف ودعمهم للجماعات الإرهابية، ولا سيما بعد أن قامت عدة دول، مثل مصر والسعودية والإمارات، بتصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. ويرى السيناتور الجمهوري أن “وضع واشنطن لجماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية أمر تأخر كثيرا”. وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز مع أعضاء آخرين للكونغرس قدموا مشروع قانون في العام 2017 لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، مستندين للدور الذي تلعبه المنظمات الإسلامية التابعة للإخوان بأميركا وتحديدا مجلس العلاقات الأميركية (كير). وشن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، ومجموعات تابعة له، سلسلة من الهجمات على السيناتور تيد كروز لمعارضة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية. وسبق تيد كروز، العضو الجمهوري ميشيل باكمان التي تقدمت بموافقة سبعة نواب آخرين في يوليو 2014 لتصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، ومن ضمن حيثياته أن الجماعة تمول العمليات الإرهابية وتشجع نشر نسخ متطرفة من الإسلام عبر العالم، وأنها خططت لهجمات إرهابية حول العالم عبر جماعات وسيطة. وركّز الخبراء في مداخلاتهم على فكرة “عالمية” جماعة الإخوان، مشيرين إلى أنها تنظيم مترابط ومتشابك، وإن اختلفت التسميات. وأشار جوناثان شانزر، نائب مدير الدراسات في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات،، إلى أنه من المهم أن تجري الحكومة الأميركية تقييمها لجماعة الإخوان، وأن تجمع إستراتيجية للتعامل مع حركة عالمية مؤثرة تشجع فروعها المختلفة الأيديولوجيا المتطرفة العنيفة في نهاية المطاف، حتى عندما لا يشارك بعضها مباشرة في الأنشطة الإرهابية. وقال هيلال فرادكين إن مبدأ الأخوة في جماعة الإخوان المسلمين يحتم على الجماعة أن تكون عالمية وأن تكون تهديدا أيضا. وبشكل أكثر تحديدا، ينتمي الإخوان المسلمون إلى أيديولوجيا سياسية ودينية، في طبيعتها وأهدافها الأساسية، معادية للأشكال الأخرى من السياسة، بما في ذلك السياسة الخاصة بالولايات المتحدة، مما يفسر عالمية هذه المنظمة. وأضاف فرادكين أنه “في الستينات، عندما ضيق عليها عبدالناصر أسست جماعة الإخوان المسلمين لنفسها قاعدة أخرى في المملكة العربية السعودية. أما اليوم فقد لجأت الجماعة إلى تركيا وقطر، وسنظل نترقب ما يمكن لها فعله في هذه المواقع”. Thumbnail ويخلص مداخلته منبها إلى أن “أيمن الظواهري، الرئيس الحالي لتنظيم القاعدة، قد تواصل مع جماعة الإخوان المسلمين معربا عن تقديره وامتنانه لحقيقة أن تنظيم القاعدة قد ولد من رحم جماعة الإخوان ورحب بأعضائه للانضمام إلى صفوفه”. وتثير سياسات تركيا وقطر قلق مشرعين أمثال سانتيس ممن ينظرون إلى هذه الدول على أنها تعمل مع إدارة ترامب التي تعمل على القضاء على القوى المتطرفة في الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت تدعم جماعة الإخوان المسلمين. وبالإضافة إلى جلسة الاستماع إلى الخبراء في شؤون الإخوان المسلمين حول دعم المجموعة المستمر للجماعات الإرهابية المتطرفة، قال المشرعون المشاركون في الجلسة إنهم سيراقبون عن كثب الكشف عن الأدوار التي تلعبها كل من قطر وتركيا في دعم الأيديولوجيا المتطرفة للجماعة. جوناثان شانزر: علاقات الدوحة وأنقرة مع واشنطن قد تتعرض للخطر بسبب الإخوانجوناثان شانزر: علاقات الدوحة وأنقرة مع واشنطن قد تتعرض للخطر بسبب الإخوان ورأى جوناثان شانزر أن الدعم المالي واللوجستي الموجه إلى شخصيات مختلفة من جماعة الإخوان وفروعها المحلية يقوض عمل الولايات المتحدة وحلفائها والفاعلين في معركة الأفكار والأيديولوجيات. وقال شانزر، خلال شهادته، إنه يجب ردع تركيا وقطر. وأشار في توصياته بضرورة أن توضح واشنطن في حوارها مع الدوحة وأنقرة أن علاقات الاستثمار والمبيعات العسكرية والمزايا الأمنية قد تتعرض للخطر إذا ما استمرتا في دعم جماعة الإخوان المسلمين. وشدد زهدي جاسر رئيس المنتدى الإسلامي الأميركي للديمقراطية، على ضرورة المضي قدما في خطوة تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، مشيرا في شهادته أمام الكونغرس، إلى أن “تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية يفيد الإستراتيجية الأميركية للأمن القومي ومكافحة الإرهاب. وهذا سيعمل على علاج السرطان من جذوره قبل أن ينتشر بدلا من أن نعاني من آثاره الجانبية بعد أن انتشر بالفعل”. وطالب بتطوير آليات السياسة الخارجية لمنع الحكومة القطرية والتركية من تقديم التسهيلات لجماعة الإخوان المسلمين والمنظمات التابعة لها بما في ذلك تلك الموجودة في الغرب. كما شدد على ضرورة إعادة فتح التحقيق في ما يتعلق بعلاقات مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية بالتطرف، وكذلك في ما يتعلق بشبكة المنظمات المحلية والخارجية والفروع التابعة لها. والتحقيق أيضا في شأن المجلس السوري الأميركي والإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة الأميركية من أجل حظر المنظمات التي تربطها علاقات بالحركات الإسلامية العالمية. ولاقت الجلسة اهتماما كبيرا من مراكز الأبحاث الأميركية، منها مركز السياسات الأمنية الذي أوصى بدوره بضرورة أن تقوم الولايات المتحدة على الفور باعتبار جماعة الإخوان المسلمين وفروعها كمنظمات إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والتجنس. وقال المجلس في ورقة بحثية نشرت تعقيبا على جلسة الكونغرس إن جماعة الإخوان المسلمين منظمة وشبكة إسلامية دولية تأسست في عام 1928 في مصر، لكنها تعتبر مرجعا أيديولوجيا للجماعات الجهادية المعاصرة. ويشير المركز الأمني الأميركي إلى أن الهدف الاستراتيجي للإخوان المسلمين المتمثل في إنشاء الخلافة على مستوى العالم، هدف مماثل لبعض التنظيمات الأخرى مثل داعش والقاعدة. وجماعة الإخوان مستعدة للانخراط في أعمال عنف، وهي تستعملها بطريقة، اعتمادا على المكان والظروف. هل تستجيب الإدارة الأميركية زهدي جاسر: يجب منع الدوحة وأنقرة من تقديم التسهيلات لجماعة الإخوان المسلمينزهدي جاسر: يجب منع الدوحة وأنقرة من تقديم التسهيلات لجماعة الإخوان المسلمين في قراءته للدعوة الأميركية الجديدة، أشار هشام النجار، الباحث المصري المتخصص في الجماعات الإسلامية، إلى أن الإدارة الأميركية الحالية ترى أن التقارب مع جماعة الإخوان ألحق بالمصالح الأميركية خسائر وعزز من نفوذ منافسيها، وبعد تحول تركيا نحو محور روسيا-إيران، لم تعد جماعة الإخوان المسلمين صالحة كأداة لتحقيق المصالح الأميركية بالشرق الأوسط، مقابل فرصة أنقرة في توظيفها لاختراق المؤسسات الأميركية. والإجراء المناسب لطبيعة المرحلة الحالية إقليميا ودوليا هو تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، فهذا سيعطي واشنطن الحق قانونا في حظر أنشطتها بالداخل الأميركي ووقف تمددها بالمؤسسات والهيئات الاقتصادية والسياسية، وسيعطيها قدرة أكبر على المناورة والتحكم في الصراعات الجارية في الشرق الأوسط. وأضاف النجار أن من شأن هذه الخطوة أن تجعل تمويل أميركيين للجماعة جريمة يعاقبون عليها، وستحظر على أعضاء الجماعة التعاملات البنكية، وستمنع من له صلة بالجماعة من القدوم إلى الولايات المتحدة الأميركية، وسيكون على السلطات ترحيل من ثبت عمله مع الجماعة أو عضويته بها. وفي المقابل، استبعد المفكر السياسي المصري عبدالمنعم سعيد تمرير قرار اعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، قائلا إن القرار ليس متراكبا مع السياسة الأميركية، كما أن اللوبي الإخواني في الولايات المتحدة له الكثير من الأذرع التي تعمل في الكونغرس، وتوقف أي محاولة لإقرار خطورة الجماعة ودعمها للإرهاب. وأضاف لـ”العرب” “تبدو الصورة مازالت بعيدة عن أذهان البيت الأبيض والكونغرس الذي لن يتخذ قرارا هاما كهذا دون تحقيق مكسب سياسي في المقابل”.
مشاركة :