ينشط العديد من «أطباء الوهم» في شبكات التواصل الاجتماعي، لاستهداف ضحاياهم وخاصة من يعانون من أمراض مزمنة ويبحثون عن بلوغ العافية بسرعة، وفي العديد من الأحيان لا يمتلك هؤلاء الأطباء المزيفين تأهيلاً مناسباً، أو يستخدمون أدوات مخالفة للنظام، ما يتسبب في كوارث للمراجعين. وضبطت وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الأمنية خلال أسبوع واحد 3 مخالفين لنظام مزاولة المهن الصحية ما بين ادعاءات مضللة بعلاج مفصل الركبة عن طريق «استحداث تقنية جديدة وغير مسبوقة لعملية مفاصل الركب الصناعية والتي تعطي نتائج مبهرة وتمكن المريض من الجري والعودة إلى الوضع الطبيعي» الأمر الذي تم نفيه علمياً عبر الجمعية السعودية لجراحة العظام، والثاني مزاولة المهنة دون ترخيص نظامي، والثالث مدعي علاج «تنسيم الرأس» والذي تم القبض عليه بكمين في جدة التي قدم إليها زائراً لمدة 3 أيام ومتنقلاً بين المنازل بأدوات لاعلاقة لها بالطب. ووفقاً لمعلومات حصلت عليها «المدينة» تبين أن المخالفين يتقاضون مبالغ عالية كأجر لخدماتهم، كما تسببوا في أضرار مختلفة لضحاياهم، بعضها مستديمة. وكانت الصحة قد حذرت الجميع من الادعاءات الباطلة التي يروج لها أمثال هولاء دون الاستناد لأي دلائل علمية موثقة حفاظًا على صحة وسلامة المجتمع، مؤكدة أنها لن تتهاون في ملاحقة كل مخالف يتلاعب بصحة المرضى ويعمل على استغلال أوضاعهم، وطالبت الجميع بالتقدم ببلاغ في حالة وجود أي حالة مشابهة من خلال الاتصال على الرقم المجاني 937. البراهيم: 3 أسباب للإقبال على المعالجين «المخالفين» تساءلت الدكتورة لمياء البراهيم - استشارية الجودة: هل تم سؤال المراجعين لمثل هؤلاء المتخصصين المزيفين عن الأسباب التي أدت بهم إلى اللجوء إليهم، في ظل التوعية المستمرة في المجتمع؟ وأرجعت البراهيم استمرار عمل مثل هؤلاء المخالفين وإقبال بعض الناس عليهم، إلى عدم ثقة البعض في المستشفيات أو المراكز الحكومية المرخصة، بينما لا يمكن أن نتجاهل أن دور الدعاية والتسويق الذي يمارسه المخالفون بسبل مختلفة وطرق يسهل وصولها للناس بشكل سريع ومن أبرزها تقديم ما يوصف بأنه أمثلة حية لمراجعين تماثلوا للشفاء بعد علاجهم بالطب البديل من هذا المعالج الشعبي أو ذاك، كما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في لعب دور كذلك بإيصال رسالة للمتلقي حول من تم شفاؤهم، وهنا يتساءل المريض هل كل هؤلاء مخطئون وأنا على صواب، وهنا لا أعمم، فهناك أطباء ذوو مصداقية عالية ولكن محور الحديث عن المخالفين ناهيك عن الوسائل غير الصحية التي تستخدم داخل تلك الأماكن. وحملت الدكتورة البراهيم بعض الأطباء جزءاً من المسؤولية، فالمريض، وخاصة في الأمراض المزمنة - وهي الشريحة العظمى التي تبحث عن المعالجين الشعبيين - بحاجة لمن يخاطبهم بلغة سهلة ويوضح لهم سبل العلاج والتي قد تمتد لفترات طويلة، لأن بعض المرضى وخاصة من يتألم بشكل كبير يبحث عن شفاء سريع. وأضافت أن من أبرز أسباب اللجوء إلى الطب الشعبي أنه في حالة حدوث خطأ طبي في المراكز المعتمدة يتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم ومحاسبتهم، بينما يصمت من يتعرضون لأخطاء من قبل مزاولي العلاج الشعبي كونهم هم من ذهبوا لهم بحثاً عن العلاج وهنا تكون النتيجة ظاهرياً وقوع أخطاء طبية في المستشفيات الرسمية تظهر بين فترة أخرى، مقابل أخطاء محدودة للمعالجين الشعبيين، بينما في حقيقة الأمر النتيجة الفعلية عكس ذلك. 3 أسباب للإقبال على الأطباء الوهميين ضعف ثقة البعض في المستشفيات النظامية الدعاية والتسويق في وسائل التواصل عدم تثقيف أصحاب الأمراض المزمنة بطول فترة العلاج
مشاركة :