السيارات الأوروبية المستعملة في أفريقيا ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب

  • 7/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تصل عشرات الآلاف من أطنان النفايات الكهربائية والإلكترونية سنويًا إلى الموانئ الأفريقية مخبأة داخل السيارات المستعملة القادمة من أوروبا، حيث تنعدم المراقبة البيئية أو تقل في تلك البلدان.وفى تحقيق أجراه فريق من جامعة الأمم المتحدة على مدار عامين، تم تسليط الضوء على الممارسات غير القانونية المتبعة لنقل النفايات الكهربائية من أوروبا صوب القارة السمراء وعلى وجه الخصوص إلى نيجيريا تلك الدولة الكبيرة الواقعة في غرب أفريقيا والتي تعد واحدة من أكثر وجهات المصدرين الأوروبيين للنفايات الكهربائية والإلكترونية.ونبه الفريق إلى وجود "انتهاكات خطيرة" لاتفاقية بازل التي تحظر تداول النفايات الخطيرة وخاصة النفايات الكهربائية والإلكترونية ومع ذلك ووفقا للتحقيق الأممى وصل فى غضون عامي (2015، 2016) ما يزيد على 500ر41 طن من النفايات الكهربائية والإلكترونية إلى الموانئ النيجيرية مخبأة داخل سيارات مستعملة محملة على متن حاويات مجهولة الهوية.وأشار التحقيق إلى أن نحو 77٪ من هذه المنتجات جاءت من موانئ الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا والمملكة المتحدة وأن أكثر من نصف هذه المعدات لم تعد صالحة للاستعمال.وذكر أن ما لا يقل عن 15600 طن من تلك النوعية تصل سنويا إلى نيجيريا خاصة تلك المعدات التي تحتوي على مواد خطرة مثل الزئبق، وخلص إلى أن نيجيريا لا تعد حالة منفردة، إذ وقع العديد من دول غرب أفريقيا ضحايا مافيا تجارة النفايات الإلكترونية التي انتعشت في السنوات الأخيرة بين أوروبا وأفريقيا.من جانبها، أشارت مجلة "الإكسبرس" الفرنسية إلى أن حركة هذه التجارة القاتلة تنمو عاما بعد عام.. موضحة أن من بين العشرة ملايين طن من النفايات الكهربائية والإلكترونية التي تنتجها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 28 دولة، ما لا يقل عن الثلث من هذه الكمية، يجري تدويره، ثم يجري بعد ذلك إلقاء الجزء الكبير المتبقي في أفريقيا الغربية وبخاصة في غانا، مما دفع منظمة السلام الأخضر(جرينبيس) إلى إدانة الشركات الدولية التى سمحت لنفاياتها بتسميم دول غرب إفريقيا.وذكرت المجلة أن منطقة "أجبوجبلوشى" في ضواحي أكرا العاصمة تحولت إلى مقبرة للإلكترونيات السامة وتعد أحد أكثر الأماكن تلوثا في العالم حيث يتم في هذا المقلب وضع أكوام من النفايات الإلكترونية على النار لحرقها أو أغراقها في المذيبات الكيميائية لحرق المطاط والبلاستيك ليتم الحصول بعد ذلك على المواد القيمة في الداخل كالنحاس.وتابعت أن ظروف المعيشة والعمل في "سوق خردة أجبوجبلوشي" شرسة وخطرة للغاية، فالعمال يتنفسون الأبخرة السامة والكثير منهم يموتون متأثرين بمرض السرطان وهم في العشرينيات من العمر.. ولكن على ما يبدو فإن البسطاء الذين يكسبون قوت يومهم من هذه الخردة ليسوا على استعداد للتوقف عن هذا النشاط.

مشاركة :