تشهد حدود قطاع غزة توتراً متصاعداً في الأونة الأخيرة في ظل استمرار مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي والاستخدام المفرط للقوة من قبل جيش الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين . الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عند ذلك الأمر، بل تعدى ذلك إلى قيام الاحتلال إلى شن غارات ليلية استهدفت عشرات المواقع والأهداف التي قال إنها تتبع للمقاومة في قطاع غزة، وهو ما فاقم من تدهور الأوضاع الأمنية على حدود القطاع خاصة بعد اتخاذ المقاومة بالرد على غارات الاحتلال فيما أسمته بمعادلة “القصف بالقصف”، ما فتح الباب مشرعاً أمام إمكانية تدهور الأوضاع نحو المزيد من التصعيد الذي قد ينتهي بمواجهة شاملة على غرار حرب 2014 . ورغم إعلان الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال بأنهما غير معنيين بالتصعيد وفتح مواجهة شاملة؛ فإن حالة التوتر والتصعيد على جبهة غزة بدت حاضرةً ، بعد إصدار الاحتلال الإسرائيلي تعليمات جديدة للمواطنين الإسرائيليين على ضوء التطورات الميدانية الأخيرة على حدود غزة وذلك خشية ازدياد وتيرة التصعيد مع الفصائل الفلسطينية . وقال جيش الاحتلال في بيان صحفي اليوم، السبت، انه اصدر تعليمات من الجبهة الداخلية بناءً على تقدير موقف حول ما يجرى على حدود غزة من بينها إغلاق شاطئ “زكيم” في منطقة عسقلان أمام المصطفين ، ومنع اى تجمع للمواطنين في محيط مستوطنات غلاف غزة وذلك خشية من سقوط قذائف صاروخية . وطالب الجيش الإسرائيلي المستوطنين في محيط قطاع غزة، الالتزام بالتعليمات الصادرة إليهم، ومن بينها عدم التجمع بأعداد كبيرة وعدم دخول مناطق تصل الى مسافة 7 كيلومترات عن حدود قطاع غزة والبقاء على استعداد لأي مستجدات قد تحدث في المنطقة. وقد جاء هذه التطورات الأمنية الإسرائيلية في أعقاب عمليات القصف العنيف التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ليلة الماضية بذريعة إصابة ضابط إسرائيلي على حدود غزة ، والتي أعقبها قيام فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق عدد من القذائف الصاروخية بتجاة مستوطنات غلاف غزة . واعتبر فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس ان التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو والرد عليه بقوة يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية في إدارة الصراع وتوصيل الرسالة للاحتلال . واكد ان هذا الرد يضمن تشكيل حالة توازن ردع سريعة وكافية لإجبار الاحتلال على وقف التصعيد وعدم التمادي في الاستهداف، وقال إن “حماية شعبنا والدفاع عنه مطلب وطني و خيار إستراتيجي”. وقال مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب “نحن نقول بشكل واضح بأن الزمن الذي كان الاحتلال يعتدي فيه علينا دونما رد، هذا زمن ولّى وانتهى، ونحن اليوم مستعدون للتصدي لأي عدوان إسرائيلي ومستعدون لخوض مواجهة طويلة اذا ما استمر العدوان والتصعيد من قبل الاحتلال”. واكد على استعداد المقاومة الفلسطينية للتصدي لأي عدوان إسرائيلي، وخوض مواجهة طويلة ، مشدداً على “أن المقاومة غير معنية بالانتقال لمواجهة عسكرية”، غير أنه قال في ذات السياق أن المقاومة لن تتنازل ولن تتهاون في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية”. ورغم التوتر الحاصل على جانبي الحدود بين غزة ودولة الاحتلال والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد غزة ، الا ان الكاتب والمحلل السياسي حمزة ابو شنب،استبعد وقوع مواجهة شاملة في الوقت الحالي. وقال: ” ان المعطيات الميدانية والحالة السياسية لا تشير إلى أي مواجهة واسعة خلال المرحلة الراهنة، بالرغم من تصاعد نبرة تهديدات العدو وتزايد فعل المقاومة الشعبية بالطائرات الورقية، وارتفاع وتيرة المزايدة داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية بين الحكومة والمعارضة، واتخاذ قرار التضييق على المعابر”. وأوضح، أن هذه البيئة لا تضع خيار العدوان الشامل على الطاولة، لغياب الأهداف السياسية، وتزايد التهديدات على الجبهة الشمالية، وسعي العدو لفرض واقع مغاير في جبهة الجولان عبر إبعاد مفاعيل المقاومة إلى 80 كيلومتر. بالإضافة ان الاحتلال الإسرائيلي على قناعة بأن المقاومة لا تأبه بأي عدوان يفرض عليها وهي قادرة على إيلامه.
مشاركة :