أفلام بتقنية «الوصف السمعي» للمكفوفين وضعاف البصر في مهرجان مراكش

  • 12/14/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

من بين الفقرات المميزة للدورة الـ14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي اختتم أعماله أمس بالإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز مسابقة الأفلام الطويلة، ومسابقة سينما المدارس، فقرة للمكفوفين وضعاف البصر، مكنتهم من متابعة عروض سينمائية عبر تقنية «الوصف السمعي»، كما برمجت للمشاركين زيارة إلى استوديوهات ورزازات، المدينة التي تلقب بـ«هوليوود أفريقيا». كما كان الموعد، أمسية أول من أمس، مع آخر محطة في مسلسل التكريمات المبرمجة خلال دورة هذه السنة، إذ بعد تكريم الممثل المصري عادل إمام والممثل البريطاني جيريمي آيرونز والممثل الأميركي فيغو مورتينسون، فضلا عن السينما اليابانية، كان مسك الختام تكريم منتجَين مغربيَّين، هما خديجة العلمي وزكرياء العلوي. * مكفوفون وضعاف بصر في مهرجان مراكش * بعد النجاح الذي حققته عروض الأفلام للمكفوفين وضعاف البصر، في دوراته السبع الماضية، واصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ14، تقديم أفلام بتقنية الوصف السمعي البصري، وهي تجربة مثيرة وغير مسبوقة في المهرجانات السينمائية الدولية، إذ تمكن فئة المكفوفين وضعاف البصر من التعامل مع عالم الإعلام متعدد الوسائط ومتابعة أفلام سينمائية بتقنية «الوصف السمعي»، التي تعتمد على صوت مصاحب لأحداث الفيلم، يتولى وصف مشاهده، التي تتعذر متابعتها من خلال الصورة. وانطلق المشروع في 2007، بعد أن اقترح أحد المكفوفين الفكرة على مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قبل أن يتبلور الاقتراح على شكل فقرة ضمن برنامج الدورة الثامنة للمهرجان، ليشكل الإعلان عنها، سنتها، إضافة متميزة ومفاجئة لجمهور هذه التظاهرة وللمتابعين لدوراتها. وتعرفت الدورة الحالية برمجة 7 أفلام، بينها فيلم «الطريق إلى كابل» للمخرج المغربي إبراهيم شاكيري، الذي تم إنتاجه سنة 2011، وإعداده حديثا بتقنية الوصف السمعي من قبل مؤسسة مهرجان الفيلم بمراكش، إضافة إلى «ماريوس وجانيت» (1997) للمخرج الفرنسي روبير كيديكيان، و«بلا فضيحة» (1999) للمخرج الفرنسي بونوا جاكو، و«كوباكابانا» (2010) للمخرج الفرنسي مارك فينوسي، و«الشجرة» (2010) للمخرجة الفرنسية جولي بيرتوتشيللي، و«بتلر» (2013) للمخرج الأميركي لي دانييلس، و«ثلاثة قلوب» (2014) للمخرج الفرنسي بونوا جاكو. ويشدد المنظمون على أن الهدف من برمجة فقرة خاصة بالمكفوفين هو التأكيد على أن الإعاقة البصرية لم تكن، في يوم من الأيام، عقبة في وجه الاندماج الكامل في الحياة المجتمعية والثقافية والاقتصادية، وأنه بفضل تقنية «الوصف السمعي»، التي تتوخى النهوض بسينما المكفوفين وضعاف البصر، ستتمكن هذه الشريحة من التمتع بحقها في الثقافة والترفيه والحلم والمعرفة الذي توفره السينما، هذا الفن الذي بدا، بالنسبة إلى الكثيرين، كما لو أنه باب موصد، إلى ما لا نهاية، أمام المكفوفين والمعاقين بصريا. ويرى عدد من المتتبعين أن فقرة «السينما بتقنية السمعي البصري» تجعلنا ندرك أن الإعاقة ليست في أن يكون لنا نظر ضعيف أو حتى أن لا يكون لنا بصر، بل في أن نمعن النظر عندما تكون هناك ظروف مساعدة على المشاهدة. * منتجان مغربيان على منصة التكريم * زكرياء العلوي وخديجة العلمي منتجان مغربيان، برزا بعملهما في مجال تنفيذ الإنتاجات السينمائية الأجنبية الضخمة التي تصور بالمغرب. هكذا، فبعد الممثلين والمخرجين، ها هو المهرجان يحتفي بشريحة أساسية من المهنيين الذين يشتغلون بعيدا عن الأضواء. المكرمان قدمتهما المنتجة البريطانية دونيس أوديل كاثنين من أنشط المنتجين الذين شرفوا المغرب في تعاملهم مع كبريات شركات الإنتاج السينمائي العالمي، ومساهمتهم في تنفيذ مشاريع سينمائية ضخمة. واستعادت أوديل مسار العلمي التي بدأت كمساعدة إنتاج قبل أن تصبح منتجة ناجحة، كما أثنت على المسيرة المتميزة للعلوي. وفي كلمة بالمناسبة، عادت العلمي إلى بداية علاقتها بعالم السينما، منذ أنشأ والدها قاعة سينمائية في مدينة تاهلة، ذلك الفضاء الذي احتضن ميلاد شغفها بعوالم الفن السابع. وقالت العلمي إنها تتقاسم هذا الاحتفاء مع التقنيين الذين حظيت بالعمل إلى جانبهم، جنود الخفاء الذين لا يظهرون على الشاشة. من جانبه، أكد العلوي أهمية قطاع الإنتاج الأجنبي بالمغرب، ودوره في خلق فرص الشغل وتكوين المهنيين المتخصصين والتعريف بالمغرب وانفتاحه الثقافي، وكذا المساهمة في النهوض بالسينما المغربية. وذكر العلوي بأن قطاع السينما في المغرب كان يعاني من انعدام مدارس التكوين المتخصصة، فشكل الإنتاج الأجنبي المصور بفضاءات المملكة المجال الوحيد لتكوين التقنيين المغاربة في مختلف التخصصات. * سينمائيون وإعلاميون في ورزازات * قام فاعلون في الحقل السينمائي وإعلاميون من بين المشاركين في فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مراكش بزيارة استطلاعية لبعض المنشآت السينمائية بمدينة ورزازات، التي تعتبر القبلة الأولى للإنتاج السينمائي بالمغرب. وضم الوفد منتجين ومخرجين سينمائيين وممثلين ومكلفين بتدبير الإنتاج السينمائي، إضافة إلى إعلاميين منتسبين إلى مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والسمعية البصرية من المغرب والخارج، بينما شملت زيارة الوفد استوديوهات «كلا» و«أطلس». ووقف الوفد على عدد من المجسمات التي سبق أن أثثت لعدد من الأفلام السينمائية العالمية. ويعود بدء التصوير في ورزازات إلى عشرينات القرن الماضي، حين صورت أفلام «الدم» (1922) للفرنسي لويتز مورا، و«إن شاء الله» (1922) للفرنسي فرانز توسان، و«عندما تعود السنونو إلى أعشاشها» (1927) للألماني جيمس بوير، و«في ظل الحريم» (1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل. ومن أبرز الأفلام الأجنبية التي صورت بها، في العقود الأخيرة، وحققت صدى عالميا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر «آخر رغبات المسيح» (1987)، لمارتن سكورسيزي، و«شاي في الصحراء» (1989)، لبرناندو برتولوتشي، وبطولة روجي مور، و«كوندون» (1996) لمارتن سكورسيزي، و«المصارع» (2000)، لريدلي سكوت، وبطولة راسل كرو، و«الإسكندر» (2004)، لأوليفر ستون، وبطولة كولن فاريل، و«طروادة» (2004)، لولفجانج بيتيرسن، وبطولة براد بيت وإيريك بانا وأورلاندو بلوم وشون بين، و«مملكة السماء» (2005)، لريدلي سكوت، وبطولة أورلاندو بلوم وإيفا غرين وغسان مسعود وجيريمي آيرونز، و«المومياء» (2005)، لستيفن سومارز، وبطولة براندن فريزر وراشيل وايز، و«بابل» (2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو، وبطولة براد بيت كيت بلانشيت، و«أمير فارس: رمال الزمن» (2010)، لمايك نيويل، وبطولة بن كينغسلي وجيك جيلنهال.

مشاركة :