الشارقة - خاص بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة ورئيسة "مؤسسة كلمات"، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، احتفلت "مؤسسة كلمات"، بتفعيل الترخيص الذي حصلت عليه من وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة للاستفادة من "معاهدة مراكش" التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، لإعداد نُسخ ملائمة من الكتب والمصنفات للمكفوفين وضعاف البصر. وأكدت الشيخة بدور القاسمي، في كلمتها خلال الاحتفال مساء الأربعاء في بيت الحكمة بالشارقة، أن معاهدة مراكش أتت لمواجهة تحدي ملموس، يتجسد بندرة الكتب والمطبوعات المنشورة بتنسيقات ميسرة، مشيرة إلى أن تفعيل الاتفاقية يعني بداية رحلة للحد من هذه الندرة وتخفيف أضرارها على المكفوفين وضعاف البصر. وأوضحت أنها من خلال دورها كناشرة، ومنصبها في رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين، تقدّر حجم الضرر الذي يمكن أن يلحقه التعدي على حقوق الملكية الفكرية على صناعة الكتاب في العديد من الأسواق حول العالم، لافتة إلى أن هذه الحقوق لا تمنع من تحقيق التوازن بين حماية حقوق الناشرين والمؤلفين وبين حق المكفوفين وضعاف البصر في الوصول إلى المعرفة والمحتوى بشكل طبيعي ومستمر. وبيّنت الشيخة بدور القاسمي أن تحقيق هذا التوازن هو ما تتطلع مؤسسة كلمات للوصول إليه، موضحة أن المؤسسة ستقوم بإعادة إنتاج وتوزيع ونسخ الأعمال المنشورة بتنسيقات ميسرة للمكفوفين وضعاف البصر في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها مع الاحترام الكامل لحقوق الملكية الفكرية. بدورها قالت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، عضو مجلس الوزراء، وزيرة تنمية المجتمع: نهنئ الشيخة بدور القاسمي، ومؤسسة كلمات، وأسرة "كلمات".. وأصحاب الهمم وذويهم، والمؤسسات المعنية بفئة ذوي الإعاقة البصرية من المكفوفين وضعاف البصر.. على هذا الاستحقاق الذي يصب في مصلحة دعم وتمكين وإسعاد أصحاب الهمم عموماً." وأضافت: "إنّ وزارة تنمية المجتمع، كجهة داعمة لحقوق أصحاب الهمم في الدولة، إذ تشيد بالجهود التي تبذلها مؤسسة (كلمات) في مجال توفير الكتب لليافعين والأطفال المكفوفين وضعاف البصر، ومن ثمار تلك الجهود حصول المؤسسة على ترخيص من وزارة الاقتصاد في الإمارات، يمنح المؤسسة الحق بإعداد نُسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر دون إذن المؤلف، لتوفيرها للمستفيدين داخل الدولة أو خارجها، استناداً إلى معاهدة مراكش.. وبذلك تكون مؤسسة "كلمات" أول مؤسسة غير ربحية تنال هذا الترخيص في الدولة، والذي سيعزز من مبادراتها وبرامجها المتميزة، المقدمة للأطفال واليافعين، ومن بينهم المكفوفين وضعاف البصر، تكريساً لحقهم الإنساني الطبيعي في الوصول إلى المعرفة، وتعزيز مشاركتهم في الحياة الثقافية والإبداعية أسوة بأقرانهم." وقال سعادة عبدالعزيز إبراهيم النعيمي، الوكيل المساعد لقطاع تنظيم الشؤون التجارية - وزارة الاقتصاد: "تأتي الإمارات في طليعة الدول التي وقعت في 27 يونيو 2013 على معاهدة مراكش، التي تقتضي التزام أعضائها بتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة المكفوفين وذوي تحديات القراءة، ومن شأن التعاون بين جميع المؤسسات المعنية أن يمكن من تحقيق الاستفادة الكبرى من بنود المعاهدة بما يتفق مع توجهات الدولة ورؤية القيادة الرشيدة، وبما يضمن تمتُّع المكفوفين وذوي تحديات القراءة بمستقبلٍ أفضل وحاضرٍ أجمل وإمكانياتٍ أرحب تعزز قدراتهم على التعلم والعمل". وأكدت سيلفي فوربين نائب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية أن "مؤسسة كلمات" شريك أساسي ومهم لاتحاد الكتب الميسرة للويبو، حيث تعاونت مع الاتحاد لزيادة عدد الكتب المتوفرة باللغة العربية والمعدَّة خصيصاً لفائدة الأطفال المكفوفين أو ذوي الإعاقات البصرية. وأضافت: "وافقت كلمات على إنتاج الكتب الميسّرة منذ اللحظة الأولى للنشر، دون الحاجة إلى أي طرف ثالث لتكييف النص بنسق يناسب احتياجات المكفوفين أو معاقي البصر، بما يوفّر الوقت والمال في رحلة نشر الثقافة والمعرفة، وبذلك ستصبح مؤسسة كلمات قادرة على إتاحة النفاذ إلى منشوراتها الميسرة الخاصة، وكذلك تلك التي تحصّلت عليها من فهرس الاتحاد لفائدة لأشخاص المكفوفين أو ذوي الإعاقات الأخرى في قراءة المطبوعات الذين يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي البلدان الأخرى التي صادقت على معاهدة مراكش ونفذتها". جلسة حوارية ونظمت "مؤسسة كلمات" على هامش الاحتفال جلسة حوارية بعنوان "معاهدة مراكش، طرق تفعيلها والاستفادة منها"، شارك فيها كل من محبة الطنيجي، باحث قانوني من إدارة العلامات التجارية والمصنفات الفكرية، بقطاع تنظيم الشؤون الخارجية في وزارة الاقتصاد، والدكتور أحمد الشامسي، مستشار المجلس التنفيذي لإمارة دبي، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، وتامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات، أدارتها آمنة المازمي، مدير مؤسسة كلمات. وأكد المشاركون في الجلسة أهمية الخطوة التي اتخذتها "مؤسسة كلمات" لتفعيل معاهدة مراكش والجدوى التي ستعود من ورائها لصالح المكفوفين وضعاف البصر وذوي الإعاقات البصرية، الذين تضمن المعاهدة المزيد من الإسهام في تمكينهم ثقافياً بتسهيل إنتاج وتوفير الكتب الميسرة لهم . ودعا المشاركون مختلف المؤسسات العاملة في هذا المجال إلى الاستفادة من الامتيازات التي توفرها معاهدة مراكش ومن تجربة مؤسسة كلمات ومبادراتها التي قادتها إلى أن تكون أول مؤسسة غير ربحية في الإمارات تحصل على ترخيص للاستفادة من معاهدة مراكش، سعياً منها لتكثيف مبادراتها الداعمة لزيادة إنتاج الكتب الميسرة في المنطقة والعالم، وإشراك المكفوفين ومن يعانون من تحديات أثناء القراءة في التعلم وتحصيل المعارف أسوة بغيرهم من القراء. 3 مذكرات تفاهم وخلال الاحتفال وقّعت آمنة المازمي مديرة مؤسسة كلمات 3 مذكرات تفاهم، الأولى مع جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، وقعها عن الجمعية سعادة عادل الزمر، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، وتهدف المذكرة إلى تسهيل طباعة الكتب الميسرة والاستفادة منها. ووقعت مؤسسة كلمات مذكرة تفاهم مع كل من بيت الحكمة ومكتبات الشارقة العامة بهدف توفير الكتب الميسرة في المكتبات للأطفال المكفوفين وضعاف البصر وتنظيم ورش عمل شاملة على مدار العام، وشارك في التوقيع عن بيت الحكمة سعادة مروة العقروبي، مديرة بيت الحكمة، وعن مكتبات الشارقة العامة إيمان بوشليبي، مدير عام مكتبات الشا رقة. تكريم وفي نهاية الحفل كرمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة ورئيسة مؤسسة كلمات، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، كلاً من، وزارة الاقتصاد، لدورها في تسهيل حصول المؤسسة على ترخيص معاهدة مراكش ، وجمعية الإمارات للمعاقين بصرياً لدعمها الدائم لمسيرة المؤسسة، إضافة إلى الرعاة الرسميين للكتب التي تم إنتاجها ضمن مبادرة "أرى"، وهم مبادرة ألف عنوان وعنوان، وهيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، وهيئة المنطقة الحرة بميناء الحمرية. كما تم تكريم الرعاة الجدد للكتب الميسرة التي سيتم إنتاجها وهم جمعية الشارقة الخيرية، ممثلة بالأستاذة عائشة الحويدي، مديرة مكتب التطوع والخدمة المجتمعية، ومصرف الشارقة الإسلامي، ممثلاً بسعادة جاسم البلوشي، رئيس التميز المؤسسي في مصرف الشارقة الإسلامي، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، ممثلة بسعادة اللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة. تسهيلات لتوفير الكتب الميسرة يشار إلى أن الترخيص الذي حصلت عليه مؤسسة كلمات بناء على"معاهدة مراكش"، يتيح لها إعداد نُسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر دون إذن المؤلف، لتوفيرها للمستفيدين داخل الدولة أو خارجها، وذلك ضمن جهود المؤسسة في مجال توفير الكتب لليافعين والأطفال المكفوفين وضعاف البصر، ولتكون مؤسسة "كلمات" بذلك أول منظمة غير ربحية في دولة الإمارات تحصل على مثل هذا الترخيص. وترسخ مبادرات مؤسسة كلمات الارتقاء بجهود توفير الكتب لليافعين والأطفال وخاصة المكفوفين وضعاف البصر، وتمكنت من خلال مبادرة "أرى" من الوصول إلى 10 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقدمت حوالي 24 ألف كتاب ميسر بمختلف الصيغ ومنها كتب برايل، كتب مكبرة، وكتب صوتية في 33 موقعاً بتلك الدول.
مشاركة :