تتزايد الأزمات والعراقيل في وجه تأليف حكومة لبنانية جديدة من دون أن تنجح الاتصالات الجارية في طي الأزمة، التي بدأ صداها يتردد على أكثر من مستوى. وتتجه الأنظار إلى زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا في أعقاب اجتماع يفترض أن يضمه إلى رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، خلال اليومين المقبلين. إلا أن مصادر سياسية متابعة استبعدت حصول اللقاء، بعدما انقطع التواصل بين الرجلين بشكل شبه نهائي قبل أيام، وهو أمر يؤشر إلى وجود وجهات نظر مختلفة بين الحريري وبين رئيس الجمهورية على صلاحيات كل منهما في التشكيل، وقد طلب الأخير من الرئيس المكلف الاجتماع بباسيل قبل عرض أي صيغة وزارية عليه، خصوصاً تلك التي نشرت بعد تسريبها قبل أيام، وقيل إنه كان ينوي نقلها إلى رئيس الجمهورية خلال اليومين الماضيين. وأضافت: «بات اللقاء صعباً في الساعات المقبلة ما لم يعلن باسيل إلغاء برنامجه الرياضي لعطلة نهاية الأسبوع، والذي سيقوده مع أفراد من عائلته إلى موسكو، لمتابعة نهائيات كأس العالم». وقالت المصادر «إلى جانب الأزمة المعلن عنها حول حصة كل من حزبي التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية في الحكومة، برزت عقدة أخرى تخص تيار المردة، بعدما تبلغ الحريري من وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس موفدا من رئيس التيار الوزير السابق سليمان فرنجية، رفضه القبول بحقيبة واحدة للتيار، وإصراره على حقيبة أخرى يمكن أن تكون من السلة السنية الوزارية أو المسيحية، على أن تكون هذه الحقيبة من نصيب النائب جهاد الصمد من الضنية، أو النائب فريد الخازن». في موازاة ذلك، أكد باسيل أن «الحكومة ستشكل بمعالم معروفة لن يتغير منها أي شيء، وستحترم إرادة الناس التي عبِّر عنها في الانتخابات التي انتظروها 9 سنوات، وسيكون هناك حكومة تكريس الثقة». وأوضح خلال احتفال مساء أمس الأول في البارك البلدي-زحلة أن «كل الطرقات بين لبنان وسورية، سورية والعراق، وسورية والأردن ستفتح، وسيعود لبنان إلى التنفس من خلال هذه الشرايين البرية، كما ستعود الحياة السياسية بين سورية ولبنان». كما طالب وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش بالإسراع في تشكيل الحكومة، «لاسيما أنه مضى وقت لم يعد يستطيع البلد تمضية أكثر منه دون إنجاز هذا التشكيل، وهناك الكثير من المشكلات التي يمر بها الوطن والمواطنون، فضلاً عن الضغوط المعيشية والاقتصادية والإنمائية». وأشار فنيش، خلال رعايته حفل أمس، إلى أن «مشكلة تشكيل الحكومة تكمن في الخلاف حول الحصص والحقائب والأحجام دون تجاهل البعد الخارجي في تقوية موقف بعض القوى بالاتكاء أو بالاستقواء بهذا الدعم، لذلك فإن المطلوب اعتماد معايير وقواعد واضحة في تشكيل الحكومة، واعتماد النتائج التي ولدتها الانتخابات النيابية دون إقصاء أحد، وعليه فإن اعتماد هذه المعايير والقواعد سيحسم هذه المشكلات القائمة، ولا يبقى هناك أي ادعاء أو انتفاخ ومطالبة، بما لا يتناسب مع أحجام بعض القوى».
مشاركة :