لندن – يحرص الكثيرون على ممارسة التمارين الرياضية لكنهم لا يأبهون بضرورة أدائها بالشكل والنسق الصحيحين، فالحركات الخاطئة أو تحميل العضلات ما لا طاقة لها به قد يكلفان المتدرب ثمنا باهظا، وبدلا من الحصول على لياقة بدنية سليمة قد يعرض نفسه للإصابات الخطرة. أصدرت هيئة الصحة العامة في إنكلترا تقريرا جديدا كشف أن الكثيرين يتجاهلون ممارسة التمرينات الرياضية من أجل التمتع بعضلات قوية وعظام صلبة. ويوصي التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي الناس بضرورة أداء التمرينات الرياضية الصحيحة كي يتمتعوا بصحة جيدة أثناء التقدم في العمر. وجاء فيه أيضا أنه على الرغم من إدراك الناس الرسالة المتعلقة بأداء تمرينات الأيروبيك التي تمنح القلب والرئتين صحة جيدة، فإنهم أقل دراية بشأن الحاجة إلى الاهتمام بالقوة البدنية بصفة عامة. ويوصي المشرفون على الدراسة بضرورة المواظبة على أداء تمرينات تقوية العضلات مرتين في الأسبوع على الأقل. ويعد حمل الأثقال أحد الخيارات المطروحة، كما أن رياضة التنس والرقص مفيدان أيضا، وفقا لهيئة الصحة العامة في إنكلترا ومركز “التقدم في العمر بطريقة أفضل”. ويطرح التقرير عددا من الأنشطة المفيدة من بينها ألعاب الكرة ورياضة كرة المضرب والرقص والمشي باستخدام عصي السير (ما يسمح بأداء تمرينات بدنية للجزء العلوي من الجسم والساقين) وتدريبات المقاومة (باستخدام أثقال أو وزن الجسم في تدريبات الدفع أو الجذب). كما يوصي الباحثون برياضة اليوغا و”تاي تشي” وركوب الدراجات، فجميعها رياضات تفيد العظام والعضلات وتسهم في إحداث التوازن. ويمكن لتقوية العضلات والعظام -فضلا عن إحداث التوازن- أن تحسّن اللياقة البدنية والصحة في أي مرحلة عمرية وتقلّل احتمالات الوفاة المبكرة. كما تساعد التمرينات الرياضية على تحسين الصحة عند الشدائد وتقلبات الحياة مثل فترة الحمل، وانقطاع الطمث، وبداية المرض، والتقاعد، والتعافي بعد الخروج من المستشفى. وينصح الخبراء الشباب بتقوية العضلات وتعزيز كثافة العظام التي قد تصل إلى ذروتها عندما نصل إلى سن الثلاثين. ويحتاج الكهول إلى ممارسة الرياضة للحفاظ على ما اكتسبوه من فائدة بالفعل، وإبطاء التراجع الطبيعي الذي يحدث نتيجة التقدم في العمر. على كبار السن أن يمارسوا الرياضة باعتدال بمعدل 150 دقيقة أسبوعيا أو بشكل مكثف بمعدل 75 دقيقة في الأسبوع وينبغي لمن لا يتمتعون بصحة جيدة والمعرضين لخطر الكسور، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من هشاشة العظام، الحذر بشكل خاص، لا سيما في ما يتعلق بأنشطة تسديد الضربات، مثل رياضة التنس، وعليهم استشارة أطبائهم. وقالت الطبيبة زو وليامس، من هيئة الصحة العامة بإنكلترا، إن “المواظبة على النشاط لا تتعلق فقط بضخ الدم، على الرغم من كون ذلك بداية جيدة. أنشطة القوة والتوازن تعمل جنبا إلى جنب مع أنشطة القلب، مثل رياضة المشي السريع، كما أن لها مجموعة من الفوائد الصحية التي تدوم مدى الحياة. الوقت لم يفت بعد، فعليك أن تبدأ”. وينبغي للبالغين أداء نحو 150 دقيقة من نشاط الإيروبيك المعتدل، كالمشي السريع أسبوعيا وأداء تمرينات القوة يومين أو أكثر أسبوعيا لإفادة جميع العضلات الرئيسية. يتفق البروفيسور الألماني لارس جابريس مع ما جاء به التقرير البريطاني ويشدد، بدوروه، على أهمية الرياضة بالنسبة إلى كبار السن؛ حيث أنها تساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية، ومن ثم الاعتماد على النفس خلال الحياة اليومية حتى في الكبر. ولهذا الغرض ينصح جابريس، أستاذ الرياضة الصحية والوقاية بجامعة بوتسدام للرياضة والإدارة، كبار السن بممارسة الرياضة بشكل معتدل بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع أو بشكل مكثف بمعدل 75 دقيقة في الأسبوع. وأكد جابريس على أهمية تدريب المجموعات العضلية الكبيرة في الساقين والذراعين والجذع، مشيرا إلى أن الرياضات المناسبة لكبار السن تتمثل في المشي والسباحة وركوب الدراجات الهوائية. وقبل ممارسة الرياضة أوصى جابريس كبار السن باستشارة الطبيب، فإذا وافق على ممارستها يمكن الشروع في التمارين الرياضية. وللمواظبة على ممارسة الرياضة ينبغي ممارستها في إطار مجموعة. وإلى جانب الرياضة يمكن أيضا الحفاظ على اللياقة البدنية في الكبر من خلال دمج الأنشطة الحركية ضمن الحياة اليومية، مثل العمل في الحديقة وصعود الدرج بدلا من اعتماد المصعد، بالإضافة إلى ممارسة تمارين التوازن في المنزل كتمرين الوقوف على قدم واحدة، مع مراعاة وجود شيء قريب للاستناد إليه تجنبا للسقوط أثناء ممارسة التمرين. وأكد الطبيب الألماني هيربرت لولغن أنه يمكن لكبار السن التمتع بقدر من اللياقة البدنية من خلال ممارسة الرياضة، محذرا من الاندفاع عند البدء في ممارستها أو تحميل الجسم ما لا طاقة له به، لا سيما إذا لم يكن قد سبق لهم ممارسة الرياضة. وأضاف البروفيسور لولغن -وهو من الجمعية الألمانية للطب الرياضي- أنه إذا لم يمارس كبار السن الرياضة قبل ذلك وشرعوا في ممارستها بعنف فإنهم يعرضون أنفسهم للعديد من المخاطر بدءا من الإصابة بأمراض القلب أو مواجهة خطر الموت المفاجئ
مشاركة :