كتب- إبراهيم بدوي:أكد إيريك شوفالييه سفير فرنسا لدى الدولة على أن العلاقة بين قطر وفرنسا ازدادت متانة وازدهارًا خلال الأعوام الأربعة المنصرمة، بما فيها منذ يونيو 2017 وقيام الحصار الذي تطالب فرنسا برفعه، مشدداً على أن قطر ستحقق نجاحاً عالمياً في مونديال 2022، منوهاً بتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والعدالة والدفاع، ومكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن التطور الواسع للعلاقات التجارية، وزيادة عدد الشركات الفرنسية المتواجدة في قطر. جاء ذلك في حفل استقبال أقامته السفارة الفرنسية بالدوحة أمس بمناسبة اليوم الوطني لفرنسا، حضره سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات، وسعادة السيد محمد بن عبد الله الرميحي، وزير البلدية والبيئة، وسعادة السفير إبراهيم فخرو، مدير المراسم بوزارة الخارجية وعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وأبناء الجالية الفرنسية في الدوحة. ازدهار العلاقات القطرية الفرنسية بكافة المجالات أكد السفير شوفالييه الذي أنهى فترة عمله في الدوحة، على ازدهار العلاقات القطرية الفرنسية بكافة مجالات التعاون قائلا: سأغادر قطر بعد بضعة أيام وأنا حزين، ولكن أيضاً سأغادرها وأنا على يقين من أن العلاقة بين بلدينا قد ازدادت متانة وازدهارًا خلال الأعوام الأربعة المنصرمة، بما فيها منذ يونيو 2017 وقيام الحصار الذي تطالب فرنسا برفعه كما تعلمون. وأكد على تعميق العلاقات القطرية الفرنسية قائلا: «في منطقة عالية التوتر، تعمّقت علاقتنا الثنائية أولا في المجال السياسي، وذلك مع زيارتي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى باريس، في شهر سبتمبر الماضي والأخيرة منذ بضعة أيام فقط، ثم أيضاً مع زيارة فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون للدوحة في شهر ديسمبر. وتابع: ازدهرت هذه العلاقة في مجالات أخرى كثيرة، لقد تعزّز تعاوننا في مجال الأمن والعدالة والدفاع. وفيما يتعلّق بالتعاون بيننا في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله والتصدي للتطرف، فقد اتسم بدينامية جديدة منذ زيارة رئيس الجمهورية في ديسمبر. زيادة عدد الشركات الفرنسية العاملة في قطرتناول السفير شوفالييه العلاقات التجارية الجارية بين قطر وفرنسا قائلا إنها شهدت بدورها تطوّراً واسعاً، إذ ازداد عدد الشركات الفرنسية المتواجدة في قطر، وقال إنه على مر أربعة أعوام، تم إبرام عدد كبير من العقود بين البلدين من شأنها أن تسهم في هيكلة علاقتنا الثنائية على المدى الطويل. ونوه بصورة خاصة بعقود طائرات الرافال، والشراكة بين قطر للبترول وتوتال في حقل الشاهين، وقيام شركتي SNCF وRATP بتشغيل وصيانة مترو مدينة الدوحة وشبكة ترامواي الوسيل. وأعرب السفير الفرنسي عن ترحيبه من منظور أوروبي بتعزيز العلاقة بين شركة إيرباص والخطوط الجوية القطرية. وقال إنها ليست العقود الوحيدة، فلا شك عندي أن عقودًا أخرى ستبرم. تنمية التعاون في المجالات العلمية والطبيةوفي المجال العلمي والطبي والجامعي، قال السفير الفرنسي إيريك شوفالييه إنه تمت تنمية علاقات جديدة، بين قطر ومعهد باستور باريس المرموق، وبين عدد من الجامعات والمدارس الفرنسية العليا ((Grandes Ecoles وجامعة قطر أو مؤسسة قطر. وأعرب عن سعادته بتمديد الشراكة مع HEC، قائلاً إنها إحدى أفضل مدارس التجارة في العالم. برنامج طموح للعام الثقافي فرنسا-قطر2020وحول التعاون الثقافي القطري الفرنسي قال السفير شوفالييه إن تبادلاتنا الثقافية واصلت هي أيضاً طريق نمائها مع المؤسسات القطرية، ومكتبة قطر الوطنية التي تجمعها شراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية. وأضاف: تمكنا مع المعهد الفرنسي في قطر من تنظيم فعاليات رائعة، على مدى أربعة أعوام بالدوحة، وبأسلوب أردناه انتقائياً، من حفلة فنانة الغناء المنفرد الميزو سوبرانو الواعدة «أمبروازين بري»، إلى الحفل الموسيقي لأوركسترا باربيس الوطنية المبهرة، مرورًا بحفل إبراهيم معلوف، ومعرض ج.ر. وكذلك معرض بيكاسو-جياكوميتي في محطة مطافئ قطر. وسرني كذلك أن نكون قد أحرزنا تقدمًا مع شركائنا القطريين في التخطيط لبرنامج طموح للعام الثقافي فرنسا-قطر2020.وأعرب عن سعادته لأن السفارة والمعهد الفرنسي قد لعبا دوراً نشيطاً جداً لتتشكل بالدوحة المجموعة الثقافية الأوروبية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. وقد شهدت الفرنكوفونية تقدمًا بارزًا، بالخصوص مع إنشاء تعليم جامعي للّغة الفرنسية في جامعة قطر، مما يمكّن من تعزيز فرنكوفونية نابضة بالحياة وحاملة للثقافة والقيم في آن واحد، فرنكوفونية في خدمة التنوع اللغوي. سأحضر مونديال 2022 كمشجعوحول التعاون في المجال الرياضي، قال السفير شوفالييه إن الأعوام الأربعة الماضية كانت مشوقة للغاية. وتميّز عام 2015 بالنهائيات التي جمعت فرنسا وقطر في الدوحة في إطار بطولة العالم لكرة اليد، كما تميّزت عامًا تلو الآخر، بالكثير من المباريات الدولية الأخرى التي أظهرت قدرة قطر المتزايدة على تنظيم فعاليات رياضية كبرى، ويجري هذا العمل طبعًا من منظور تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2022وشدد على أن فرنسا تقف إلى جانب قطر والتي ستلاقي بدون أدنى شك نجاحاً عالمياً، معرباً عن عودته إلى الدوحة في 2022 كمشّجع، لأشاهد مرة أخرى الفريق الوطني الفرنسي في مباراة النهائي، كما هو الحال اليوم. وقال إن استضافة قطر كأس العالم 2022، واستضافة باريس الألعاب الأولمبية عام 2024، هما حدثان رياضيان كبيران يُتيحان المجال للعديد من مشاريع التعاون لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بمن يقفون وراء إنشاء البنى التحتية اللازمة لإنجاحها. وأعرب السفير الفرنسي عن أمله أن يؤدي التحاور الفاعل بين السلطات القطرية وبلدان الأصل للعمال، والفريق المميز لمنظمة العمل الدولية المتواجدة في الدوحة، والجهات الاقتصادية والاجتماعية المعنية، إلى جعل قطر مثالًا يحتذى به في المنطقة في ما يتعلّق بشروط حياة وعمل العمال الأجانب. وأضاف: إن العلاقات بين بلدين، لا تصنعها المؤسسات فحسب، بل تصنعها أيضًا، إن لم يكن بالفعل، الشعوب. صمود القطريين في مواجهة الشدائد مثير للإعجابأشاد السفير الفرنسي إيريك شوفالييه بصمود الشعب القطري أمام أزمة الحصار قائلاً: اكتشفنا العزيمة التي يتحلى بها القطريون والقطريات لمواجهة الشدائد والوصول إلى أهدافهم. فالصمود الذي أثبتوه منذ يونيو 2017 يعتبر، وعلى وجه حق، مثيراً للإعجاب برأي كافة المراقبين. وأعرب عن سعادته وأسرته، بالفترة التي قضاها في الدوحة قائلا «لقد أقمنا علاقات صداقة طويلة وأنا متأكد من أنها ستستمر عبر الزمن». وتوجه بالشكر إلى أبناء الجالية الفرنسية في الدوحة لحماستهم ومهنيتهم التي عايشها طوال هذه الأعوام الأربعة. تزايد عدد الجالية الفرنسية في قطروقال السفير شوفالييه إن الجالية الفرنسية في قطر لا تنفك تتزايد كما أن تنظيمها يسير من حسن إلى أحسن بدعم حثيث من السفارة. ولقد تخطينا مرحلة جديدة بفتح «بيت فرنسا» الذي يجمع اليوم غالبية عناصر هذه الجالية تحت سقف واحد من دون المساس باستقلالية أي منها. وأضاف: إن «بيت فرنسا» أصبح يضمّ غرفة التجارة والصناعة الفرنسية الجديدة في قطر التي تم افتتاحها رسميًا منذ بضعة أيام. وأعرب عن أمله أن تتمكن مدرستا بونابرت وفولتير من الاستمرار في لعب دورهما البارز.وتابع: بالنسبة لبونابرت، أرحب بتجديد عقد الإيجار مؤخرًا للأعوام الـ25 المقبلة مما سيتيح، وبشروط جدّ ملائمة لاستمرارية المدرسة وارتقائها.وقال إن الفرنسيين في الدوحة يضمون أيضاً القوات الفرنسية في قاعدة العديد، وهي تلعب دوراً رئيسياً ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب، ورحب بحضورهم الحفل، وكذلك جزء من طاقم الفرقاطة «كاسار» الراسية في الدوحة. وتوجه بالشكر إلى فريق عمل السفارة قائلاً إنه لولا حسّهم المهني وتفانيهم، لما أمكن تحقيق أي إنجاز. وقال إن العديد من أعمدة هذه السفارة ستغادر قطر في هذا الصيف، معرباً عن أمله أن يحظى من سيخلفوننا بحسن الاستضافة نفسه الذي حظينا به نحن. ولا أشك في أنهم سيتمكنون، مع مَن سيبقون هنا، مِن كتابة صفحات جديدة من العلاقة المتينة والمستدامة التي تجمع بلدينا.
مشاركة :