العقروبي: دور النشر أهملت الجيل الجديد عمل سعودي وحيد تأهل للقائمة القصيرة تعدّ جائزة اتصالات لكتاب الطفل، التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، واحدة من أهم الجوائز التي تهدف إلى دعم وتطوير مجالات صناعة كتاب الطفل في العالم العربي والارتقاء به، عبر تثمين الأدوار التي يقدمها المبدعون الذين لهم دور كبير في إيجاد كتب موجهة للأطفال تمتاز بجودة عالية ومضامين ثرية تتناول مواضيع معاصرة تثري أدب الطفل. وخلال عشرة أعوام على إطلاقها، نجحت الجائزة في الترويج لأدب الطفل العربي بشكل أوسع عربياً، وعالمياً. وللحديث بشكل أوسع عن الجائزة، التقت «الرياض» بمروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، فكان هذا الحوار.. *منذ انطلاقتها وحتى الآن، ما الذي حققه وجود جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وما الأهداف التي ترجمتها؟أسهمت جائزة اتصالات لكتاب الطفل، إحدى المبادرات الثقافية التي تجسّد حرص دولة الإمارات عموماً وإمارة الشارقة خصوصاً في إيجاد حراك حقيقي ومثمر على صعيد الساحة الأدبية المحلية والعربية، وخلق حالة من الإلهام والتحفيز لجموع الأدباء والمبدعين أصحاب البصمة الواضحة على صعيد أدب الطفل واليافعة. كما أن الجائزة جاءت ترجمة لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، في الاهتمام بالأجيال الجديدة وتوفير إنتاجات أدبية وفكرية يستطيع الأطفال والناشئة أن يستلهموا منها حزم المعارف والعلوم، بما يخدم تنمية قدراتهم ومواهبهم في شتى المجالات، وتصقلهم ليتسنى لهم تأدية أدوارهم المنوطة بهم في المستقبل متسلحين بالقدرة والمعرفة الضرورية. ويعود تاريخ الجائزة إلى العام 2009، وتهدف دعم وتحفيز قطاع صناعة كتب الطفل في العالم العربي والارتقاء بها. *هل لنا أن نطلع القارئ على نماذج مشرقة من أهم إنجازاتها؟الجائزة ولدت في إمارة باتت ومن خلال ما تقدمه من سيل معرفي وثقافي وفكري للعالم أجمع منارة الفكر والأدب، وعاصمة الثقافة العربية والإسلامية، الأمر الذي منحها الكثير من الزخم والاهتمام من قبل مبدعي أدب الطفل العربي، أما على صعيد التاريخ والزمان فقد جاءت الجائزة في وقتٍ كانت الساحة الأدبية الموجهة لهذه الفئات العمرية تشهد ركوداً في حركة النشر، يرافقها عزوفاً كبيراً عن الكتاب العربي والقراءة من الأطفال لكثير من الأسباب التي قمنا برصدها بعد قراءة متأنية للواقع، والتي وجدنا من بينها عدم تلبية الكتب المتوفرة لشغف جيل اليوم، ودخول مصادر وخيارات أخرى يستقي منها الطفل معلوماته ويعزز بها خبراته في الحياة. وتتمثل إنجازات الجائزة في نجاحها بالترويج لأدب الطفل العربي عالمياً، عبر استعراض المنجزات التي حققتها في المحافل الثقافية التي تشارك بها، إلى جانب نجاحها في تعريف العالم بالثراء المعرفي الكبير الذي يزخر به الوطن العربي، ومضامينه الأدبية والثقافية الراقية التي تثري مخيلة الصغار بكل ما هو مفيد لهم. كيف هي الإنتاجات الإبداعية السعودية التي تقدمت للجائزة؟ تقدمت من المملكة العربية السعودية باقة متميزة من الأعمال لنخبة من المؤلفين والرسامين والناشرين الذين يمتلكون ملكات إبداعية كبيرة، حيث شاركت سبعة أعمال في العام 2016، تلتها خمسة في العام 2017، وصل منها إلى القائمة القصيرة تطبيق كادي ورمادي الذي يعبّر عن تقدم لافت في صعيد الإبداع الموجه للأطفال الذي يعتمد على التقنية الحديثة والأفكار الإيجابية. لنتحدث عن فئات الجائزة، وكم تبلغ قيمة جوائزها الإجمالية؟ -تقدم جائزة كتاب الطفل جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية 1.2 مليون درهم إماراتي، تتوزّع على ست فئات هي: فئة "كتاب العام للطفل"، وقيمتها 300 ألف درهم، يتم توزيعها بالتساوي على الناشر والمؤلف والرسام، وفئة "كتاب العام لليافعين"، وقيمتها 200 ألف درهم، توزع مناصفة بين المؤلف والناشر. وفئة "أفضل نص"، و"أفضل رسوم"، و"أفضل إخراج" و"أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب" وتبلغ قيمة كل منها 100 ألف درهم، كما تخصص الجائزة 300 ألف درهم لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربي في الكتابة، والرسم، ضمن برنامج "ورشة" التابع للجائزة. *ما أهم الشروط والمعايير التي تحكم عمل الجائزة على صعيد الراغبين بالمشاركين، وما الأعداد المسموح بها من الكتب لكل دار نشر؟هناك معايير خاصة للترشّح، أهمها ألا يكون الكتاب سبق له الفوز بجائزة محلية أو عربية أو عالمية، وأن يكون عملاً أصيلاً مؤلفاً باللغة العربية، حيث يتم استبعاد الأعمال المترجمة والمقتبسة، وعلى صعيد الترشح لفئات الجائزة المختلفة فهو مفتوح أمام جميع دور النشر التي تصدر كتباً للأطفال باللغة العربية من مختلف أنحاء العالم شرط مراعاة المعايير المذكورة. تشمل الجائزة كتب الأطفال الخاصة بالفئة العمرية حتى 12 عاماً، وكتب اليافعين للفئة العمرية بين 13 - 18 عاماً، إلى جانب شروط تتعلق بأن يكون الكتاب صادراً عن دار نشر أو مؤسسة مسجلة رسمياً، وألا يكون صادراً بشكل فردي، كما تولي الجائزة اهتماماً بالغاً بالحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، إذ إننا نستبعد جميع الأعمال التي تنتهك حقوق نشر أي أطراف أخرى. وهناك سقف محدد فقط فيما يخص فئة كتب الأطفال ويجب على أي دار نشر ألا يتجاوز عدد ترشيحاتها في هذه الفئة الثلاثة كتب، أما في فئة كتب اليافعين فيمكنهم التقدم بأي عدد من الكتب، فقط يجب مراعاة أن لا يكون الكتاب قد مضى على نشره أكثر من خمس سنوات لفئة كتب اليافعين. وبخصوص فئة "أفضل تطبيق تفاعلي لكتاب"، الهادفة لتطوير مختلف أشكال الكتب التفاعلية الإلكترونية، والتطبيقات الرقمية، والمخصصة للفئة العمرية حتى 18 سنة، فحدد لها معايير، إذ تستقبل الجائزة المنتجات الخاصة بأجهزة أندرويد وiOS وكذلك Kindle وePub3، بحسب ما يُحدد في استمارة طلب الاشتراك، كما يشترط تقديم المشاركات باللغة العربية فقط، إلى جانب ضرورة نشر الترشيحات قبل تاريخ التقديم للجائزة، حيث تقوم لجنة التحكيم بتحديد الفائز بناء على جودة الجرافيك والصوت والتميز الفني والتقني، أو القيمة الإعلامية، مع تقييم التميز والابتكار بشكل عام.كيف تقيمين مستوى الإقبال الذي تشهده الجائزة من المبدعين والمؤلفين؟ -في كلّ عام تشهد الجائزة تنامياً ملحوظاً على صعيد المشاركات، فقد تسلّمنا على سبيل المثال في نسخة الجائزة التاسعة 166 مشاركة من 15 دولة عربية وأجنبية، بواقع 145 مشاركة في فئتي كتب الأطفال واليافعين، و21 مشاركة في فئة أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب، بينها 3 دول من خارج الوطن العربي، لم يسبق لها المشاركة منذ انطلاقة الجائزة، هي الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وقبرص. وإذا قارنا بالعام الماضي فقد تلقت الجائزة 151 مشاركة في النسخة التي سبقتها، تضمنت 87 كتاباً في فئة كتاب العام للطفل، و64 كتاباً في فئة كتاب العام لليافعين، حيث إن استقبال الجائزة لأعمال من دور نشر تعمل خارج المنطقة العربية يشير إلى التنامي الكبير الذي تحققه في كل عام، ويلفت الانتباه إلى مستويات النجاح التي تحققها على صعيد الترويج لأدب الطفل العربي عالمياً، وتحفيز دور النشر الأوروبية والأميركية إلى الاهتمام بنشر إصدارات باللغة العربية تعمل على مخاطبة الأطفال واليافعين العرب، ونتوقع أن يستمر هذا التنامي في الدورات المقبلة. مروة العقروبي
مشاركة :