تعهد الرئيس الإريتري ايسايس افورقي اليوم (السبت)، حل الخلافات مع اثيوبيا خلال زيارة تاريخية، هدفها توطيد السلام وإنهاء سنوات من العداء والنزاع بين الجارتين التين كانتا تشكلان دولة واحدة. ووصل افورقي الى اديس ابابا بعد خمسة ايام فقط على زيارة لرئيس الوزراء الاثيوبي ابيي احمد إلى اريتريا. وقال الزعيم الاثيوبي ان نظيره «يحظى بمحبة واحترام الشعب الاثيوبي الذي يفتقده». من جهته، قال ايسايس امام نخب سياسية وثقافية اجتمعت في قصر تم تشييده خلال الحقبة الامبراطورية الاثيوبية «لم نعد شعبا في دولتين. نحن شعب واحد. سنمضي قدما معا». وكان ابيي في استقبال افورقي في المطار وعزفت ثلاث فرق الموسيقى لدى مرورهما على السجاد الاحمر، وادى راقصون رقصات تقليدية. واصطف آلاف الاثيوبيين على طريق المطار الرئيسي، رافعين سعف النخيل مرتدين وشاحات بيضاء، فيما رفرفت الاعلام الاثيوبية والاريترية جنبا الى جنب في شوارع العاصمة. وكتب مدير مكتب ابيي فيتسوم اريغا على «تويتر»: «اهلا بك في بلادك سيدي الرئيس ايسايس». وفي وقت لاحق، توجه ابيي وافورقي الى مدينة اواسا الجنوبية، حيث قام ايسايس بجولة في منطقة صناعية تعتبر المفتاح الاقتصادي بالنسبة لاثيوبيا. وفي اطار اصلاح العلاقات، اعلن ابيي التزامه قرار اصدرته في 2002 لجنة تدعمها الامم المتحدة في شأن ترسيم الحدود بين البلدين، واعادة منطقة حدودية الى اريتريا، ضمنها بلدة بادمي. وأعلن الزعيمان إعادة العلاقات الديبلوماسية والتجارية المقطوعة، ما يعود بفوائد جمة للدولتين، ومنطقة القرن الافريقي التي ترزح تحت الفقر واعمال العنف. وأعيد العمل بالاتصالات الهاتفية بين البلدين للمرة الاولى منذ عقدين، على أن تستأنف الرحلات الجوية بينهما الاربعاء المقبل. وكتب وزير الاعلام الاريتري يماني جبر مسكيل على «تويتر» بعد وصول افورقي «كيف يستطيع المرء أن يجد الكلمات المناسبة لوصف كثافة المشاعر الشعبية التي استحوذت على كلا البلدين، وعمق واهمية التغيرات الواعدة الجارية في المنطقة». وذكرت هيئة الاذاعة الاثيوبية الرسمية ان زيارة افورقي ستستمر ثلاثة ايام، سيتم خلالها اعادة فتح السفارة الاريترية، ويقوم الوفد المرافق بزيارة مجمع صناعي، ضمن برنامج يؤكد اهمية استعادة العلاقات الديبلوماسية والتجارية. وسيقام عشاء رسمي على شرفه غداً. بدورها، اعتبرت منظمة العفو الدولية اليوم ان السلام الجديد يجب ان يكون حافزا للتغيير في اريتريا، حيث آلاف الاشخاص ومنهم ناشطون حقوقيون وسياسيون معارضون «يقبعون في مراكز اعتقال لمجرد تعبيرهم عن آرائهم». وقال نائب مدير المنظمة سيف مغنغو عن المنطقة، ان «انتهاء العداء مع اثيوبيا لحظة فرح للاريتريين، لكن يجب ان يعقبها اصلاحات ملموسة تحدث فرقا حقيقيا في حياة الناس وانهاء عقود من القمع في البلاد». وأضاف في بيان ان «اريتريا هي اكبر سجن للصحافيين في القارة، وان وسيلة الاعلام المستقلة الاخيرة لديها اغلقت قبل 17 عاماً». ودعت المنظمة ايضا الى انهاء التجنيد الاجباري الذي يعد سبباً رئيساً لمغادرة مئات آلاف الاريتريين بلادهم.
مشاركة :