بدا وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة صامدا اليوم الأحد بعد أسوأ تصعيد للعنف في القطاع منذ حرب دارت في عام 2014. وشنت إسرائيل عشرات الضربات الجوية على القطاع أمس السبت في يوم من القتال العنيف، مما أسفر عن استشهاد صبيين فلسطينيين، فيما أطلق مسلحون من غزة أكثر من مئة صاروخ عبر الحدود أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص في بلدة بجنوب إسرائيل. ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في وقت متأخر من مساء أمس السبت. وهذا هو ثاني وقف لإطلاق النار بين الجانبين تتوسط فيه مصر هذا العام بعد تصعيد استمر يوما في مايو/ أيار. وقال نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط للصحفيين في مكتبه في غزة، «الكل يفهم إنه ما لم ينزع فتيل الموقف سنعود سريعا جدا إلى مواجهة أخرى». وقال الجيش الإسرائيلي بعد تقييم الوضع، إنه يعزز بطاريات نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية) في منطقة تل أبيب الكبرى وإلى الجنوب حيث يمضي آلاف السكان عطلة السبت اليهودية. وقالت إسرائيل، إن مسلحين أطلقوا صاروخين صوب إسرائيل في الساعات الأولى لسريان وقف إطلاق النار. وأضافت، أن نظام القبة الحديدية اعترض أحد الصاروخين. ولم ترد أنباء عن شن إسرائيل لهجوم ردا على ذلك. وقال الجيش، إن مسلحين أطلقوا قذيفتي مورتر بعد عدة ساعات من ذلك صوب إسرائيل التي ردت باستهداف وحدة الإطلاق المستخدمة في الهجوم. وحالة التوتر عالية بين الجانبين منذ شهور بسبب اشتباكات أسبوعية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. واستشهد أكثر من 130 فلسطينيا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون أسبوعيا على الحدود منذ مارس/ آذار. وقال مسعفون في غزة، إن صبيا استشهد يوم الجمعة في تلك الاحتجاجات. ولم يسقط أي قتلى على الجانب الإسرائيلي. وقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لحكومته اليوم، «سياساتنا واضحة: نضرب بقوة كل من يسعى للإضرار بنا»، وأضاف، «آمل أن تكون الرسالة قد وصلت (لحركة حماس) وإذا لم تكن وصلت فستصل». وقال الجيش الإسرائيلي اليوم كذلك، إنه أطلق النار على «مجموعة من حماس» كانت تطلق بالونا يحمل مواد قابلة للاشتعال على الحقول من شمال غزة. وقال مسعفون فلسطينيون، إن رجلا أصيب. وتقول إسرائيل، إن تصاعد الحرائق في الفترة الأخيرة بسبب استخدام فلسطينيين البالون والطائرات الورقية المشتعلة تسبب في فقدها سبعة آلاف فدان من الأراضي الزراعية والغابات. وقالت حماس، إن المظاهرات على الحدود، التي يطالب فيها الفلسطينيون بحق العودة إلى أراض خسروها بقيام دولة إسرائيل عام 1948، ستستمر وإن عبء ضبط النفس يقع على عاتق إسرائيل. وقال إسماعيل هنية قائد حماس، وهو ينعي أمير النمرة (15 عاما)، ولؤي خليل (16 عاما)، اللذين استشهدا عندما قصف صاروخ إسرائيلي مبنى تحت الإنشاء كانا يلعبان بداخله «ليوقف العدو عدوانه أولا وبعدها توقف المقاومة ردودها». وقال الجيش، إن المبنى كانت تستخدمه حماس في التدريب على تكتيكات الحرب داخل المدن. وأصيب 12 شخصا من المارة وزوار حديقة عامة قريبة في الهجوم وهو واحد من عشرات الضربات الجوية التي وجهتها إسرائيل على القطاع كثيف السكان أمس السبت، والتي ألحقت أضرارا بمبان سكنية وإدارية ودمرت سيارات ونوافذ وأثارت الذعر بين السكان. وقال وليد النمرة جد أمير، «ما كانش بيحمل صاروخ ولا غيره، كان مجرد طفل بريء». وأضاف، «إحنا بدنا التهدئة تستمر وإنه يتوصلوا لاتفاق على حل يريح الشعب الفلسطيني ويرفع الحصار». وجاء تصاعد أعمال العنف مع تقلص آمال الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة واستمرار توقف محادثات السلام. وتضم غزة أكثر من مليوني شخص يعتمد أغلبهم على المساعدات الخارجية وتتعرض لعقوبات اقتصادية إسرائيلية منذ 12 عاما. ومن ناحية أخرى، استشهد أحد مقاتلي حركة فتح وابنه في مبنى في غزة اليوم الأحد. وقالت الشرطة، إن الرجل فجر عن طريق الخطأ قذيفة إسرائيلية قديمة كان يحاول نزع فتيلها.
مشاركة :