أرض اللواء إحدى المناطق التابعة لحى العجوزة فى محافظة الجيزة، وبحسب إحصاءات عام ٢٠٠٦، بلغ إجمالى السكان فى أرض اللواء ٨٣٤٢٠ نسمة، وكان الرسم العمرانى المخصص لإقامتها لا يتجاوز مليون نسمة، ولكن نتيجة انتشار العشوائية فى العشر سنوات الأخيرة تحولت المنطقة إلى مناطق شعبية مكتظة بالسكان، ووصل تعداد السكان بمنطفة أرض اللواء إلى ٣ ملايين نسمة، مما سبب مشاكل خطيرة دمرت البنية التحتية للمنطقة من مشاكل متعددة، خاصة الصرف الصحى ومياه الشرب وتهالك الطرق ومشكلة القمامة.التقرير التالى يرصد مشاكل منطقة الدقى والعجوزة، حيث تعانى تلك المناطق من تكرار مشاكلها، وكالعادة الحى لا يستطيع حل جميع المشكلات لنقص الميزانية، وتلجأ الأحياء والمحافظات للاستفادة من المنح الأجنبية المقدمة لتطوير المناطق العشوائية فى الجمهورية، آخرها المنحة الفرنسية المقدمة لعلاج مشاكل منطقة ميت عقبة وأرض اللواء. مشاكل لا تنتهي، والتى يجب حلها قبل أن تتفاقم، ولكن يبدو أن منطقة أرض اللواء غير معنية بالاهتمام حسبما يرى سكانها، ترصد «البوابة نيوز» مشاكل أهالى المنطقة:الصرف الصحىبدأ الحديث «أشرف أحمد» يعمل بإحدى شركات تغليف الشاي، يقول صاحب الـ ٤٠ عاما: «فى شارع المعتمدية، للأسف الشارع هنا زى ما أنت شايف المجارى بتطفح فى أوقات كتير، طبعا أرض اللواء تابعة لحى العجوزة اسم، وفى الحقيقة احنا مش واخدين حاجة من الحي، فرق بين السماء والأرض بين الخدمات هنا والخدمات هناك، العجوزة اهتمام طبعا وإشراف من الحي، أما هنا فوت علينا بكرة، يعنى تلاقيهم كل يوم بينضفوا شوارع العجوزة اللى هى مفهاش أصلا زبالة، وهنا الحشرات بسبب الزبالة هتموتنا وبتنشر الأمراض ومحدش بيسمعنا، ولا ييجى يشيلها، ودا من بعد نزلة المحور، تلاقى الزبالة ومتعرفش تعدى من الريحة».ويقول الحاج محمد، ٥٥ عامًا، انتشار مياه الصرف فى المنطقة يصاحبه روائح كريهة وناموس وذباب، إضافة إلى أنه يتسبب فى تعطل حركة سير المرور. ويضيف: «سمعنا وعودًا كثيرة، لكن المشكلة لم تحل للآن مع الأسف الشديد»، مطالبًا المسئولين بضرورة العمل على حل الأزمة فى أقرب وقت ممكن، وتابع: «حركة المشاة والمركبات أوقات كتير بتتعطل فى أرض اللواء بسبب طفح المجاري، فالجميع يتعرض لمشاكل ومضايقات بسبب الإهمال من هيئة الصرف الصحى والحى المسئول عن نظافة المكان». و«الأهالى غير قادرين على تحمل إصلاح مواسير الصرف، أو نقل القمامة، وفى نفس الوقت غير قادرين على تحمل روائح القمامة وانتشار الحشرات، لدرجة أنهم يغلقون شبابيك وأبواب منازلهم خوفًا من دخول الحشرات وانتشار الأمراض خاصة بين الأطفال الصغار»، ويختتم حديثه:«نناشد المسئولين إنهم يجربوا يعيشوا فى المنطقة أو فى شارع لمدة أسبوع، ونشوف هيستحملوا ولا هيهربوا على مكاتبهم وشققهم».انتشار القمامةوتحاصر أكوام القمامة سكان منطقة أرض اللواء، وهناك شوارع كثيرة منها الشارع الرئيس وشارع الترعة المجاور لمحطة كهرباء أرض اللواء، وهى أشهر الشوارع المملوءة بالقمامة فى كل مكان، والتى أصبحت مأوى للحشرات الضارة التى تهدد صحة المواطنين، بسبب نقص صناديق القمامة وتحديد أماكن رئيسية لتجميع القمامة.يقول رجب سليمان، من سكان المنطقة، إنهم يعانون بسبب تراكم بقايا القمامة التى ملأت مدخل الشارع، ناهيك عن الروائح الكريهة، التى تنبعث منها، والتى تؤوى الحشرات والزواحف، التى تهاجم الوحدات السكنية من حين لآخر. وأشار جمعة السيد، أحد سكان الشارع، إلى أن الذباب يتسبب فى نقل العدوى للأطفال، خاصة أن الشارع به مدارس، ومركز شباب، ومجمع مدارس، ومؤسسات متعددة، ونحن فى فصل الصيف وانتشار الأمراض والعدوى واردة الحدوث، فضلًا عن انتشار الزواحف والثعابين والحشرات التى أصبحت تعيش أسفل الوحدات السكنية، وهذا لا يتناسب مع الإنسانية، وأضاف أنه يجب على هيئة النظافة والتجميل وبإشراف حى العجوزة متابعة المشكلة وحلها وتوفير صناديق قمامة.طلب إحاطةيذكر أن النائب عبدالرحيم علي، نائب مجلس النواب عن المنطقة، تقدم بطلب إحاطة عاجل لحكومة المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، منذ أكثر من أسبوع؛ لسرعة التدخل وإنقاذ أهالى وجماهير أرض اللواء بدائرته الانتخابية الدقى والعجوزة بمحافظة الجيزة، من القمامة والحشرات. وقال فى طلب الإحاطة الموجه إلى رئيس الوزراء ووزيرى التنمية المحلية والبيئة: إن أهالى المنطقة استغاثوا بالمسئولين لعدم الاهتمام بهم، خاصة أن عمال النظافة غائبون دائمًا وجبال القمامة والمشكلات فى ازدياد مستمر، وهناك معاناة شديدة لدى سكان المنطقة من الروائح القذرة التى تملأ الشارع وتتجمع عليها الحشرات.التنمية المحليةوقال اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، الأسبوع الماضي، أن مشكلة القمامة من الظواهر السلبية الموجودة فى المحليات، وجار وضع خطة قصيرة المدى خلال أيام لتحقيق نقلة كبيرة وحل تلك المشكلة التى تؤرق المواطنين، مشيرًا إلى أنه سيتم تنظيم مسابقة خلال الفترة المقبلة لاختيار أفضل حى ومدينة وقرية بكل محافظة، مع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب فى تقييم منظومة النظافة والمتابعة اليومية لحل تلك المشكلة.وأكد وزير التنمية المحلية فى لقاء رؤساء الأحياء، أنه سيتم العمل على رفع كفاءة المنظومة الحالية بكل المحافظات لتعظيم الإمكانيات المتاحة، مطالبًا رؤساء المدن والأحياء بالتواجد فى الشارع لمتابعة حل مشكلة القمامة خلال الفترة المقبلة واستخدام كل الإمكانيات الموجودة لذلك.تهالك الطرقرغم أن شارع المعتمدية يضم آلاف السكان، إلا أنه سقط من حسابات المسئولين مثلما ذكر الأهالي، عدم رصف الشارعين يسبب مشاكل كثيرة للمارة والمركبات، يقول خالد أحد سكان الشارع: «شارع المعتمدية فيه آلاف ساكنة، طبعا كل شوية لما الدنيا تتزحم بسبب إن الطريق غير مضبوط ولا مرصوف، بيحصل زحمة ومشادات بين الناس، للأسف الشارع محدش بيفكر فى رصفه، ولا حتى تعديل الحفر والأسفلت المتكسر، حاجة غريبة إنه محدش ييجى يشوف مشكلته من الحي، إحنا بنطالب إنه يتم معاملتنا زى سكان حى العجوزة ولا هما يفرقوا عننا إيه؟».انقطاع مياه الشربوتعانى منطقة أرض اللواء التابعة لحى العجوزة بمحافظة الجيزة، انقطاعًا متكررًا لمياه الشرب، وحظيت المناطق والأبراج الجديدة بالنصيب الأكبر من تلك الشكاوى، إلى جانب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى، والذى ينتج عنه الكثير من الأمراض بينها «الأميبا، الكوليرا، الزحار، الإسهال، التهاب الكبد، الملاريا، الالتهاب الرئوى الحاد، التسمم»، والتى يتعرض الإنسان للإصابة بها نتيجة شرب المياه الملوثة. ووأشار اللواء جمال الشبكشي، رئيس حى العجوزة، إلى أنه سيتم إنشاء محطة تحلية مياه جديدة بمنطقة أوسيم بأرض اللواء، فى إطار استكمال المشروع الفرنسى لأهدافه فى إعمار المناطق العشوائية فى منطقة أرض اللواء وميت عقبة، وبالتعاون مع شركة المياه والصرف الصحي، لتغطية كل مناطق أرض اللواء التى لا تصلها المياه، والتى خرجت عن سياق مشروع أرض اللواء القديم، الذى كان مرسوما ومحدودا لمليون نسمة فقط، وحولها السكان إلى منطقة عشوائية بسبب التكدس السكانى والزحف العمرانى الذى انتشر فى الفترة الأخيرة بالمنطقة، ووصل تعداد سكان المنطقة من مليون إلى ٣ ملايين مواطن، وهو ما سبب عجزا فى المياه وتداخلا فى شبكات الصرف الصحي.وأوضح رئيس الحي، أنه فى الوقت الذى نفذ فيه المشروع الأمريكى شبكة الصرف الصحى فى منطقة أرض اللواء، كان معدا له تغطية العمارات والمساكن القديمة التى تستهدف المليون مواطن فقط، ولكن مع اتساع الرقعة العمرانية فى المنطقة، وقيام الأهالى بحفر شبكات صرف وإيصالها للشبكة القديمة أدى إلى الضغط عليها، والتسبب فى وجود أعطال وعمليات طفح خارجي، ومن المتوقع أن يستكمل المشروع الفرنسى خطوط وشبكة الصرف الصحى للمناطق الجديدة وإيصالها للشبكة القديمة.
مشاركة :