مخاوف الأسواق ميزةٌ - راشد محمد الفوزان

  • 12/15/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كم خسرت الأسواق المالية في هذا العالم منذ أن بدأت رحلة التراجعات بدءاً من سبتمبر الماضي، وتهاوي أسعار النفط ؟ كم خسرت البورصات الخليجية التي تعتبر الأكثر اعتماداً على النفط في تمويل موازناتها؟ يمكن القول كقيمة سوقية تقارب أكثر من 500 مليار ريال وأكثر، سعر النفط فقد 40% من قيمته من آخر قمة وصل لها، سوق النفط يعاني الإغراق أو بمعنى أكثر احترماً " فائض" في الإنتاج، العملة الروسية الروبل فقدت 40% من قيمتها وهذا مؤثر، الدولار يرتفع، الموازنات ستتأثر لدّول الأكثر اعتماداً على النفط. السؤال هنا، مع كل هذه المتغيرات الاقتصادية، هل كان كل ذلك غير متوقع؟! مفاجئا في يوم وليلة؟! لم يوضع له حسابات مستقبلية وحالية؟! وكما يقول آدم سميث "العالم الاقتصادي" إننا لا نعيش في المجتمع بفضل كرم الجزّار أو الخبّاز، حتى وإن كان هذان -وغيرهما- يوفران لنا الطعام الذي نعيش منه، بل إننا نعيش بفضل نظرة هذين إلى مصالحهما الخاصة. هذه هي النظرة الاقتصادية بمختصر واضح "المصالح الاقتصادية"، ولعل هذا ما يضعنا أمام حروب اقتصادية حقيقية، حرب العملات، حرب النفط، حروب عسكرية في سبيل مكاسب اقتصادية، حروب قد تكون أشد وطأة من الحرب العسكرية، فهذه تؤدي إلى الكساد وفقدان فرص العمل وتراجع الإنفاق والخدمات والأثر المباشر على السكان، وهناك مثلٌ ماثلٌ لدينا وهي "اليونان" وما يحدث بها اقتصاديا، وسيكون أيضا المصير المحتم لدول تعتمد على النفط ولا تملك احتياطات مالية تواجه بها مصاعبها، كروسيا وإيران مثلاً. ما يحدث بالأسواق الأن، سواء النفطية أو البورصات والاقتصاديات، لا أجد فيه من الغرابة الشيء الكثير أو غير المتوقع، وإن كان من الصعوبة تقدير الأوقات متى تبدأ ومتى تنتهي، ولكن تظل بنطاق الممكن كقراءة لواقع الأسواق والدول والاقتصاديات، والحلول ليست صعبة حين تُسن قوانينها وقواعدها، ولكن الأهم كيف تطبق ومن سيطبقها، وكم سيكون ذلك مكلفا ماليا وشعبيا، فلا حلول بلا مصاعب وألم؛ الحلول كعملية جراحية، ولكن هي "حاجة" وهذا من أهم المتطلبات، تنويع الدخل هو الحل، ولكن هي عبارة فضافضة جداً لأن السؤال الذي يتبعها سيكون "كيف"؟ كالذي يقول أريد أن أصبح ثريا وأملك المال ولكن السؤال، كيف؟ وهكذا. إذا لا بد من وضع القواعد والأسس لتطبيقها بصرامة بوضوح بخطط بكفاءات بقدرات باستمرار، وإصرار لا يفتر ولا يضعف هذا هو المتطلب، فلا يجدي الأن الحديث عن حلول يفترض وجودها من عقود من الزمن، باستثمار المال الفائض والبشر الاستثمار المهم، كقدرات من خلال التعليم العالي الكفاءة، والصناعة وهكذا، الحلول لا تصعب على أحد ولكن الأهم كيف تبدأ ومن أين وإلى أي مدى؟. ما يحدث بالأسواق هو فرصة لفئة، وكارثة لفئة أخرى، والسؤال هنا لماذا ينظر لها طرف بأنها "فرصة" والأخر أنها "كارثة"؟ هو الفارق بكيفية إدارة المال وقراءة وتحسب المستقبل، لن ينجو أحد من المتاعب والخسائر بالأسواق، ولكن الأفضل الأقل تضرراً، ومن يملك حلولاً وقدرات مستمرة لا تنضب.

مشاركة :