احتفت دار الشعر في تطوان بذكرى تأسيسها في 13 يوليو 2016، وشهد أمسية الاحتفال إطلاق الحلقة الأولى من برنامج «حدائق الشعر» في حديقة دار الشعر والمتحف الأثري بالمدينة، حيث شهدت إعلان تأسيس الدار، وتجول الحضور بين منحوتات الفنان عبد الكريم الوزاني في المعرض التشكيلي المصاحب للأمسية.استهل الأمسية الشاعر المغربي علال الحجام، الذي قال في إحدى قصائده: «نقشت على زبد الماء اسمك بالنار/ تحضن زهراتها الراعفة/ وما أجمل البرق حين يرتل تغريبة لأنين العرار/ ويشيد برج الغيوم المنيف/ على شامة العاصفة».ومما قرأ الحجام قصيدة تفاعل معها جمهور الشعر ورددها معه، وهي بعنوان «سأقول كلاما وأنصرف»، يقول فيها:«لا عليكم جميعا/ فأنا سأقول كلاما وأنصرف/ ولكنني سوف أرفع صوتي احتجاجا على زمني ثم أنصرف/ لا عليكم فشمس الحقيقة تعلن عصيانها ثم تنكشف/ هذه جثة تستباحْ في الفيافي أمام طيور الضحى الجارحة/ فتذري رمال الرياحْ في عيون الشهود المساكينِ/ تدفن سرا مريعا... وما أشبه اليوم بالبارحة». وقرأ عبد الرحمن الفاتحي قصائد باللغة الإسبانية من ديوانه الذي سيصدر قريبا بعنوان «عودة إلى تطوان»، كما قرأت الشاعرة نسيمة الراوي عدداً من قصائدها، تقول: «الشَّجَرَاتُ تَمُدُّ أَغْصَانَهَا صَوْبَ السَّمَاءِ/ تَماماً كَمَا نُمَدِّدُ لِحافاً صَوْبَ شَخْصٍ يَقِفُ/ عَلَى حَافَّةِ سَطْحٍ مُوحِيّاً أَنَّهُ سَيَسْقُطُ بَعْدَ قَلِيل../ كُلَّمَا تَمَلَّكَني الْأَرَقُ أَعُدُّ الْأَشْجَارَ/ كَمْ مِنْ غَابَةٍ عَبَرْتُ يَا لَيْلِيَ الطَّوِيل».وأشار مدير دار الشعر مخلص الصغير، إلى أن تطوان كما كانت مهد الحداثة الشعرية العربية، فهي أيضا مهد الفنون الجميلة، والحاضنة لأول معهد وطني للفنون الجميلة في المغرب، والذي تأسس سنة 1945واستعرض الصغير المسار الفني الكبير للفنان التشكيلي عبد الكريم الوزاني، الذي أثث فضاء «حدائق الشعر» بمنحوتاته التشكيلية، وهو أحد أهم التشكيليين المعاصرين في العالم العربي والفضاء المتوسطي، وتم توشيحه بوسام الجمهورية الفرنسية للآداب والفنون ووسام من المملكة الإسبانية، ووسام الملكة المغربية، كما عُرضت أعماله في مختلف متاحف ومعارض الفن عبر العالم، من إيطاليا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن مصر إلى الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وغينيا وإسبانيا والبرتغال والكويت وسوريا وتشيلي وبلجيكا.
مشاركة :